رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تطوير التعليم الأزهري.. خطوات جادة لتأهيل الخريجين.. وتلبية سوق العمل ضرورة

 التعليم الأزهري
التعليم الأزهري

سلّط الرئيس عبد الفتاح السيسى الضوء على واحدة من أبرز المشكلات التى يعانى منها المجتمع التعليمى فى مصر مؤخرًا، وهو ارتفاع أعداد الخريجين من الأقسام النظرية التى لم تعد تتلاءم مع متطلبات العصر الحديثة واتجاه الدول نحو الرقمنة والاعتماد على التكنولوجيا فى شتى مناحى الحياة، وهو ما خلق حالة من تعارض وجهات النظر حول ضرورة إعادة هيكلة أو إعادة النظر فى بعض الأقسام العلمية التى يمكن الاستغناء عنها.

التعليم الأزهري
جامعة الأزهر بدورها تملك عددا من أقسام الجغرافيا فى كليات التربية فى فروعها المختلفة وكذلك الحال بالنسبة للتاريخ والذى يتم تدريسه من خلال الالتحاق بكليات اللغة العربية والتربية، وهو ما جعل "فيتو" تفتح الحديث مع المسئولين عن إدارة الجامعة لتسليط الضوء على تلك الأقسام وما تقدمه من خريجين كل عام بجانب الإجراءات التى تقوم بها إدارة الجامعة من أجل تأهيل الطلاب بما يتوافق مع المتطلبات الجديدة لسوق العمل.


فى البداية أكد الدكتور محمد الشربينى نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، أن الجامعات المصرية فى حاجة ماسة إلى التوافق بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل وليس الأمر له علاقة بفكرة إقصاء أو الاستغناء عن خريجى أي قسم أو كلية معينة، لكن الأمر يتعلق أن سوق العمل القادم هو سوق تكنولوجى يعتمد على الرقمنة فى المقام الأول.

وهذا يحتم على الطالب أن يجد مهارة تكنولوجية تساعده على توظيف المهارة الرقمية الجديدة فى خدمة التخصص الدراسى الذى حصل عليه خلال مرحلة التعليم الجامعى، وهو الأمر الذى فطنت إليه إدارة جامعة الأزهر ووقعت عددا من بروتوكولات التعاون مع الجهات المختلفة من أجل تدريب الطلاب على المهارات اللازمة لسوق العمل.

تأهيل الطلاب

مشيرًا إلى أن إدارة جامعة الأزهر اتخذت عدد من الخطوات الجادة خلال الفترة الماضية من أجل تأهيل الطلاب الخريجين بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل المختلفة، ومنها توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات يتكون من ثلاثة أجزاء، وهي: التدريب، والتحويل الرقمى، والأبحاث الخاصة بذوى الهمم، ويهدف الجزء الخاص بالتدريب على تدريب الطلاب المتخصصين فى مجالات علمية دقيقة مثل طلاب كليات الهندسة والعلوم والحاسب الآلي، وكذلك الحال بالنسبة للطلاب الدارسين للعلوم الإنسانية والأدبية.

ويتم من خلال هذا البروتوكول تدريب الطلاب على مجالات الرقمنة البرمجيات الحديثة المرتبطة بمجال الدراسة الخاصة بهم، وكان الهدف من ذلك هو أن يكون لدى الطالب الوسائل التى تساعده على تحويل مساره بعد التخرج من خلال إكسابه مهارات جديدة قادرة على منحة فرص أكبر فى مجال التنافس مع الخريجين من الكليات المناظرة له فى الجامعات الأخرى.

بجانب خلق فرص عمل أكبر له بعد التخرج وعدم الاقتصار على المسار الدراسى الخاص به فقط، ومثال على ذلك تعليم طلاب قسم الجغرافيا على مهارات استخدام الحاسب الآلي وطرق توظيفها فى مجال شرح المحتوى الدراسى أو تقديمه بطريقة مبتكرة مما يعطى الطالب قيمة مضافة للمحتوى الدراسى والعلمى الخاص بمجال دراسته الأكاديمية فى مرحلة الجامعة. 

وأضاف "الشربيني" فى تصريحات خاصة لـ "فيتو" أنه تم تدريب الطلاب على أكثر من 15 برنامجا تعليميا قادر على منحهم مميزات عملية مختلفة مثل البرمجة الحديثة والعمل من خلال الإنترنت "الفرى لانسر"، وتم تدريب ما يزيد على ألفي طالب خلال فترة الصيف الماضى.

وكان البرنامج فى البداية يستهدف تدريب 500 طالب فقط، ولكن إدارة الجامعة تفاجأت عند فتح باب التقديم للطلاب بتلقى ما يزيد على 20 ألف طلب من قبل الطلاب، وجار فى الوقت الحالى استكمال بقية الأعداد، بجانب أنه تم تدريب الطلاب على عدد من اللغات المختلفة من خلال التعاون مع عدد من الجهات المختلفة، فى إطار حرص إدارة الجامعة على إكساب الطلاب العديد من المهارات اللازمة التى تجعلهم مؤهلين لإيجاد فرص عمل فى مرحلة ما بعد التخرج.

قدرة الاستيعاب
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب أن مسألة تحديد الطلاب الذين يلتحقون كل عام بالأقسام النظرية مثقل التاريخ والجغرافيا يتم تحديده عن طريق عدة عوامل أولها هو معرفة قدرة الكليات على استيعاب عدد من معين من الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية الأزهرية، مما يجعل الحديث عن عدم قدرة الكليات على استيعاب الأعداد الخاصة من حاملى الشهادة الثانوية أمر غير مقبول لأن من يحدد احتياج كل كلية فى الأساس هم عمداء الكليات، مما يجعل الحديث عن رفع الحد الأدنى للقبول فى الكليات النظرية خلال السنوات القادمة أمر سابق الحديث عنه.

لأنه يرتبط بعدة عوامل منها عدد الطلاب الناجحين خلال العام من الثانوية الأزهرية، وشكل خريطة التنسيق خاصة مع إحجام الطلاب فى المرحلة الثانوية على قسم العلمى، لافتا إلى أن فى عام 2007 عقد مؤتمر لمناقشة نظم القبول فى الجامعات وكان هناك مقترح عدم الاعتماد على التنسيق كشرط وحيد للدخول الكليات وأن تكون الشهادة الثانوية التى يحصل عليها الطلاب لها صلاحية ممتدة وليكن خمس سنوات على أن يستطيع الطالب بعد الحصول على الشهادة فى المجال الذى يرغب به فى سوق العمل على أن يحصل من هذا المكان بعد ذلك على شهادة خبرة بعدد السنوات التى عمل بها ثم يعود مرة أخرى إلى الجامعة ويجرى له اختيار تحديد قدرات.

ويتم من خلال هذا الأمر معرفة الكلية التى يصلح الطالب أن يتلحق بها بعد الحصول على الشهادة الثانوية، وكان هذا المقترح الذى لم يرى النور ضمن محاولات إيجاد بدائل من أجل الاعتماد على حلول أخرى بخلاف التنسيق لاعتماد قبول الطلاب فى الجامعات.

الرسائل العلمية
وتطرق "الشربيني" فى حديثه عن الرسائل العلمية والأبحاث التى تم مناقشتها داخل كليات الجامعة المختلفة بشكل يومى، ولا يكون لها مردود إيجابى على المجتمع أو على تطوير مناهج الدراسة داخل الكليات، مؤكدًا أن الإشكالية فى هذا الأمر هو عدم توفر قاعدة بيانات دقيقة عن المخرجات الخاصة برسائل الدكتوراه أو الماجستير.

بجانب وجود حالة من الانفصال الكبيرة بين سوق العمل والجانب الأكاديمى، مما ينتج عنه غياب لدراسة المشكلات الحقيقية الموجودة لدى عناصر سوق العمل المختلفة، موضحا أنه على الجانب الأكاديمى فإن فى مرحلة الماجستير لا يكون الطالب مطالبا بإضافة بعد أو محور جديد من خلال رسالته ويكون الهدف الأساسى من هذا الأمر هو تعويد الطلاب وتدريبية على كيفية البحث العلمى وإتقان هذه المهارة العلمية وتحليل البيانات وغيرها من الخطوات العلمية التى يتم دراستها فى مرحلة ما قبل مناقشة الرسالة.

لكن الأمر يختلف فى رسائل الدكتوراه والتى يجب أن يضيف الباحث من خلالها بعد أو زاوية جديدة للمجتمع من خلال رسالته، لافتا إلى أنه كان هناك قانون فى وقت سابق خاص بإنشاء "حاضنات الأعمال" وهو مما يعطى المؤسسات البحثية التعاقد مع مستثمرين خارجيين لمدة معينة من السنوات وقد ينتج عن هذا التعاون وجود شركة أو مصنع يدار بين الشراكة بين المؤسستين بجانب وجود فكرة "ريادة الأعمال" فى الجامعات المختلفة، وهو ما يتوافق مع توجهات فى الوقت الحاضر، ومؤخرًا تم عقد بروتوكول تعاون مع منظمة "اليونيسيف" من أجل تدرى 30 ألف طالب على مجالات ريادة الأعمال حتى يكونوا مؤهلين لسوق العمل بعد التخرج.

ذاكرة الأمة
ومن جانبه يرى الدكتور غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية فى جامعة الأزهر أن أقسام التاريخ المختلفة تعد "ذاكرة للأمة" التى تحافظ على تاريخ الأمة وعلى عصورها القديمة حتى عصورها الحديثة، بجانب أنه عندما ندرك أهم المحطات فى تاريخنا من أمجاده وإيجابياته يساعدنا على التخطيط الجيد للمستقبل، مشيرًا إلى أنه حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن خريجى أقسام التاريخ والجغرافيا لم يكن المقصود منه هو إلغاء تلك الأقسام لأن الرئيس بالتأكيد يدرك قيمة التاريخ والجغرافيا، لأن رجال الجغرافيا والتاريخ دائما ساهرون على حفظ تاريخ الأمة من التدليس.

وكذلك حدودها، وأن الرئيس قصد من كلامه هو تقليل أعداد الطلاب الذين يلتحقون بتلك الأقسام كل عام، نظرًا لكثرة الطلاب الخريجين منها. وأضاف "السعيد" فى تصريحات خاصة لـ "فيتو" أن كلية اللغة العربية فى جامعة الأزهر يوجد بها لدراسة التاريخ والحضارة ودائما يكون عدد الطلاب الدارسين به أكبر من عدد طلاب اللغة العربية نفسها، ويمثل فوق طاقة بعض الكليات، لافتا إلى أن يلتحق بالشعبة الأولى فى قسم التاريخ كل عام ما يقرب من ألفين طالب.

ويقل هذا العدد فى السنوات الدراسية بعد العام الأولى فى هذا القسم حتى نصل قرابة 200 أو 500 طالب فى السنة الرابعة نتيجة أن عددا كبيرا من الطلاب يرسب فى السنوات الأولى، وهذا بسبب انخفاض معدل القبولات ودرجات التنسيق الخاصة بالطلاب الشهادة الثانوية. وطالب عميد كلية اللغة العربية فى جامعة الأزهر، برفع معدل درجات التنسيق والحد الأدنى للالتحاق بأقسام التاريخ والجغرافيا فى الجامعات المختلفة حتى تستطيع الكليات تقديم خدمة تعليمية تجعل الطلاب الخريجين منها مؤهلين لإيجاد فرص عمل مختلفة بعد التخرج من خلال إكسابهم المهارات اللازمة والإضافة التى يتطلبها سوق العمل فى الوقت الحالى.

بجانب تكثيف محاضرات التوعية للطلاب من أجل حثهم على إيجاد فرص عمل بديلة وعدم الاقتصار على الدراسة الأكاديمية فقط أو مجال التخصص، وهو ما تعمل عليه إدارة الكلية خلال الفترة الحالية من خلال تكثيف المحاضرات وجلسات التوعية مع الطلاب، للعمل على ضرورة اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل فى الوقت الحاضر.


وأكد "السعيد" أن البعض أساء فهم تصريحات الرئيس عن خريجى أقسام التاريخ والجغرافيا، وأن الهدف الرئيس من الحديث عن هذا الأمر هو تغيير ثقافة الطلاب وأولياء الأمور من خلال التوجه للكليات أو الأقسام التى يتطلبها سوق العمل فى الوقت الراهن، وعدم الاتجاه لبعض الأقسام التى من السهل الدراسة بها لمجرد الحصول على شهادة جامعية.

موضحا أن هناك خطط جديدة لتغيير مهاجم الدراسية فى الأقسام النظرية فى جامعة الأزهر مثل التاريخ والجغرافيا تعتمد على عدد الساعات المعتمدة وسيكون خلالها مواد اختيارية تركز على إكساب الطلاب عدد من المهارات اللازمة لسوق العمل على أن يتم تطبيقها على الدفعات الجديدة خلال الفترة المقبلة.

بجانب محاولة تقيل الأعداد للطلاب الملتحقين بالصفوف الأولى فى تلك الأقسام، بالإضافة إلى خلق شراكات جديدة مع بعض العناصر والجهات الخارجية التى لها باع طويل فى سوق العمل وتدريب الطلاب.

نقلًا عن العدد الورقي…

Advertisements
الجريدة الرسمية