رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الإكثار من الصيام في شعبان عند السلفية

شهر شعبان
شهر شعبان

يقول القطب السلفي إبن باز، إن الصيام في شهر شعبان مستحَب، ومن هدي النبي صلى الله عليه، إذ كان يصومه ويحرص على ذلك، ويؤكد إبن باز على اتفاق الكثير من العلماء مع هذه الرواية على شاكلة أبي داود والنسائي اللذين يرون إن النبي صامه كاملًا، بينما قال آخرون، مثل الحافظ الذي يتفق مع ابن باز إنه صامه كله إلّا قليلًا منه.

 

تنبيه إلى فضل شهر شعبان 

 

ويرى ابن باز أن النبي كان يصوم أكثر أيام شهر شعبان، ويستند إلى ما اخبرت به السيدة عائشة رضي الله عنها وقالت: "كان يصومه إلا قليلًا" وكما جاء في رواية أم سلمة أنه ربما صامه شعبان كله.

 

ويضيف: في صومه -عليه الصلاة والسلام- تنبيهٌ للناس إلى فَضل شعبان؛ حتى لا يغفلوا عنه؛ لأنّه يأتي بين رجب، ورمضان، كما أنّ الأعمال تُرفَع في شعبان، فيُرافق عَرْضها على الله صيام العبد،وفي صيام شعبان تدريبٌ للنَّفس، وإعدادٌ لها لصيام رمضان.

 

وعبد العزيز بن عبد الله بن باز قاض وفقيه سعودي، ولد في الرياض لأسرة علم، وتلقى علومه من مشايخ وعلماء بلدته، شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية حتى وفاته عام 1992، بالإضافة لرئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي. 

 

عن السلفية وتاريخها 

 

والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ‏والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث ‏النبي.‏

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على ‏التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا ‏يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. ‏

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام ‏بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ‏ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية