رئيس التحرير
عصام كامل

خبير يرد بالدليل على علاقة حرائق الغابات قرب سد النهضة بأعمال التخزين الثالث

حرائق الغابات قرب
حرائق الغابات قرب سد النهضة

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، حقيقة علاقة حرائق الغابات بالقرب من سد النهضة بأعمال التخزين الثالث.

وقال "شراقي" عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك": "تناولت إحدى وسائل التواصل الاجتماعى الإثيوبية حرائقَ غابات بالقرب من بحيرة سد النهضة على أنها عملية إزالة للغطاء النباتي استعدادًا للتخزين الثالث الموسم القادم، والحقيقة أن هذه حرائق تحدث فى الغابات بصورة طبيعية وأحيانًا بسبب نشاط الانسان، إذا كانت فعلًا بغرض الاستعداد للتخزين يبقى حرقوا فى مكان خطأ".

وأضاف: "يحدث على سبيل المثال آلاف الحرائق سنويًّا فى الغابات الأمريكية، وحدث أول أمس 10 مارس 2022  “الصورة اليمنى” حرائق فى منطقة لن تصل إليها بحيرة سد النهضة حتى فى حالة التخزين الرابع، وحدث فى 30 ديسمبر الماضى “الصورة اليسرى”  حريق يبعد أيضًا عن بحيرة سد النهضة، ولن تصل إليه المياه حتى عند اكتمال بحيرة السد". 


وتابع: "تظهر صورة النماذج الرياضية ثلاثية الأبعاد (DEM) (الصورة الوسطى) بحيرة سد النهضة فى حالة حدوث تخزين ثالث الصيف القادم عند منسوب 580 مترًا فوق سطح البحر بتخزين أقل من 2 مليار متر مكعب (وهذا هو الأقرب للحدوث)، كما تظهر أن تلك المناطق التى حدث فيها حرائق ليس لها علاقة بمراحل التخزين".

وكان الدكتور عباس شراقي، كشف أمس، سرَّ انخفاض جريان المياه المارة أعلى الممر الأوسط بسد النهضة وعلاقته بتشغيل التوربين لتوليد الكهرباء.

وقال: "لأول مرة بعد الافتتاح الرسمي فى 20 فبراير الماضي تظهر الأقمار الصناعية جريانًا محدودًا فى حوض استقبال مياه التوربين، على الرغم من مرور 19 يومًا على الافتتاح إلا أن المياه ما زالت تتدفق أعلى الممر الأوسط مما يؤكد على ضعف التشغيل".

وأضاف: "كمية المياه التى تعبر الممر الأوسط أصبحت أقل قليلًا من الشهور الماضية ليس فقط بسبب التشغيل ولكن لأن هذه الأشهر فبراير ومارس وأبريل هى أقل تصرفات النيل الأزرق فى منطقة سد النهضة (متوسط 30 مليون متر مكعب/يوم).

وتوقع خبير المياه جفاف الممر الأوسط خلال الأيام القادمة فى حالة تشغيل التوربين ساعات أكثر، متابعًا: "لو كانت إثيوبيا جاهزة لزيادة ارتفاع سد النهضة كان من الممكن فتح بوابتي التصريف؛ حيث إنهما قادران على تجفيف الممر الأوسط خلال يومين فقط، وهذا لم يحدث حتى الآن".

أردف: "التخزين الثالث يختلف عن العام الماضى الذى كان يتطلب رفع الممر الأوسط (250 مترًا) فقط بخرسانة دون أى أعمال فنية، أما هذا العام فإنه يتطلب رفع الجانبين والممر الأوسط معًا بطول 1000 متر بنفس القدر، وفى المستوى الحالى توجد أعمال التوربينات العلوية مما يستغرق وقت أطول والمتبقى هو حوالى 3 أشهر فقط، وقد تضطر إثيوبيا لرفع عدة أمتار فى الممر الأوسط فقط وتخزين أقل من 2 مليار متر مكعب، وتخرج على الشعب الإثيوبى أن التخزين الثالث قد تم كما حدث فى التخزين الثانى".  

وأشار إلى أن المفاوضات ما زالت مجمدة، ولا تلوح فى الأفق أى بوادر معلنة على استئنافها قريبًا رغم التحركات المصرية المعلنة وغير المعلنة.

واختتم "شراقي" تحليله قائلًا: "التشغيل الحالى محدود أو بكامل الطاقة لن يضر مصر مائيًّا بل التشغيل يعني إمرار مياه الى السودان ومصر، لكن سياسيًّا هو استمرار إثيوبيا فى فرض سياسة الأمر الواقع وخرق الاتفاقيات الدولية وإعلان مبادئ سد النهضة والقمم المصغرة برعاية الاتحاد الأفريقى والبيان الرئاسى لمجلس الأمن فى 2021".

الجريدة الرسمية