رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إعلامنا وحرب أوكرانيا!

قضى الأمر وبدأت حرب أوكرانيا بعد أن تعذر حل أزمتها دبلوماسيا.. وسيكون لهذه الحرب تداعياتها على العالم كله وليس أوكرانيا وحدها أو حتى أوروبا على اتساعها.. ومبكرا جدا بدأت التداعيات الاقتصادية عالميا تظهر وتتضح ملامحها وتمثلت في ارتفاع لم يحدث منذ ثمانية سنوات في أسعار النفط والغاز، وارتفاع لم يحدث أيضا منذ عشر سنوات في أسعار القمح، وهو ما سيلعب التضخم العالمى الذى بدأ عالميا يعانى منه مع نهاية العام الماضى.. 

 

وبمرور الوقت سوف تتضح ملامح التداعيات السياسية والجيوسياسية عالميا.. وكما قلنا أمس سوف تطالنا بالطبع هذه التداعيات، سواء الاقتصاديةَ أو السياسية، لأنها تصب في إتجاه صياغة مستقبل الاقتصاد العالمى وأيضًا النظام العالمى الجديد الذى يشهد عالمنا في السنوات الأخيرة مخاضا متعسرا لميلاده.

 

لذلك نتمنى على إعلاميينا وصحفيينا أن يتخلّوا عن عواطفهم وهم يتناولون هذا الحدث العالمى المهم.. فهذا ليس وقت ولا موضع الترحيب بالحرب الأوكرانية أو إدانتها  كما بدأت تُمارس هذه اللعبة بعض مواقع التواصل الاجتماعى.. ليس مطلوبا من إعلاميينا وصحفيينا الآن سوى متابعة هذا الحدث بموضوعية وبعيدا عن عواطفهم الخاصة التى تنحاز للأمريكان أو تتعاطف مع الروس.. فليخلعوا رداء العواطف وهم يؤدون عملهم الإعلامى والصحفي ويلتزموا بنقل المعلومات من مصادرها المختلفة ويحسنوا اختيار المحللين السياسيين والعسكريين.. وليتذكروا أن العواطف تعصف بالموضوعية التى هى أهم واجباتهم المهنية.

 

 

لقد بدأت الحرب الأوكرانية وليس معروفا متى وكيف تنتهى رغم أن الرئيس الروسي بوتين أعلن إنها تستهدف حماية أهل شرق أوكرانيا ونزع سلاح دولتها حتى لا تشكل خطرا علي بلاده.. وحتى إذا إنتهت هذه الحرب سريعا فإنه سوف يعقبها الكثير من التطورات العديدةَ خاصة في أوروبا والتعامل بالعواطف مع هذه التطورات لا يفيد ولا يجعلنا نتبين خياراتنا الصحيحة في عالمنا الذى لا تتوقف فيه لعبة الأمم الشهيرة للاستحواذ على النفوذ فيه أو أكبر نصيب منه.       

Advertisements
الجريدة الرسمية