رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اليوم الأسود.. أوروبا تنتفض بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. واستنفار لاستقبال النازحين الأوكرانيين

الغزو الروسي لأوكرانيا
الغزو الروسي لأوكرانيا

مع انطلاقة شرارة الحرب في أوكرانيا وبدء القوات الروسية في غزو أوكرانيا نددت دول أوروبية وصحف عالمية بالعملية الروسية.

ونددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ولايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الخميس بهجوم روسيا على أوكرانيا، وتعهدا ”محاسبة“ موسكو.

وقالا تغريدة ”ندين بشدة هجوم روسيا غير المبرر ضد أوكرانيا. في هذه الساعات العصيبة القاتمة نتضامن مع أوكرانيا ونسائها ورجالها وأطفالها الأبرياء في وجه هذا الهجوم غير المبرر“ متعهدين ”محاسبة الكرملين“ بعدما باشرت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا خلال الليل.

كما وصف المستشار الألماني أولاف شولتس، العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على أنها ”انتهاك فاضح“ للقانون الدولي متحدثا عن ”يوم اسود“ لأوروبا جمعاء.

وقال في بيان ”تندد ألمانيا بأقوى العبارات بهذا العمل اللاأخلاقي للرئيس (فلاديمير) بوتين. ك نحن متضامنون مع أوكرانيا وسكانها“.

وتابع ”أنه يوم فظيع لأوكرانيا“ و“قاتم“ لأوروبا برمتها. وحض موسكو على وقف عمليتها العسكرية ”فورا“.

كما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ودعا موسكو إلى وقفها على الفور.

وفي نفس السياق أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس ”الأحداث المروعة في أوكرانيا“ قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ”اختار إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر“.

وقال عبر حسابه ب"تويتر": ”سترد بريطانيا وحلفاؤنا بشكل حازم“ مضيفا أنه تحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فقد توعد بأن واشنطن وحلفاءها سيردون بطريقة ”موحدة وحاسمة“، على إعلان روسيا بدء عملية عسكرية في أوكرانيا.

وقال بايدن في بيان: ”أراقب الوضع من البيت الأبيض وسأتحدث إلى نظرائي في مجموعة السبع اليوم الخميس“.

وأردف: ”سننسق مع أعضاء حلف الأطلسي لضمان رد قوي وموحد على التحركات الروسية“.

وتابع: ”الرئيس (فلاديمير) بوتين اختار حربا مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية“.

واستطرد: ”دعوات العالم مع الأوكرانيين.. روسيا وحدها هي المسؤولة عن الخسائر الكارثية للأرواح والمعاناة الإنسانية التي ستحدث“.

وأشار إلى أنه ”سيوجه خطابا للأمريكيين الخميس بشأن العواقب التي ستواجهها روسيا“.

كما تصدرت تداعيات الأزمة الأوكرانية عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الخميس، وأظهرت المنشيتات تداعيات الحرب الإنسانية على الشعب الأوكراني، واستنفار أوروبي كبير لاستقبال موجة اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب.

وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن أوروبا تستعد لوصول اللاجئين الأوكرانيين، مشيرة إلى أن منظمات الإغاثة تحذر من ”أزمة خطيرة“ تلوح في الأفق لملايين الأشخاص في أوكرانيا إذا أقدمت روسيا على التوغل في أراض أكثر هناك، وذلك في وقت يزعم فيه الاتحاد الأوروبي أنه يستعد لاستقبال أعداد كبيرة من النازحين إذا اندلع صراع كامل.

ونقلت الصحيفة عن جان إيجلاند، الذي يقود الوكالة الإنسانية لمجلس اللاجئين النرويجي، قوله إن ”المجتمعات في أوكرانيا تعاني بالفعل منذ أن غزت روسيا شرق البلاد في صراع عام 2014“. وأضاف: ”التقيت ببعض الأشخاص الذين يعيشون على خط الجبهة وأخبروني أنهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في قراهم المعزولة التي دمرتها الحرب“.

وتابع: ”إنهم مرعوبون من احتمالات العودة إلى حرب شاملة، ويشعرون بالنسيان وسط الألعاب السياسية الرفيعة المستوى التي تدور حولهم“. واعتبرت الصحيفة أن ”الغزو الكامل والصراع الواسع النطاق“ سيؤديان في النهاية إلى زيادة الأزمة الإنسانية والظروف الصعبة التي يعيشها ملايين الأوكرانيين.

ونقلت ”نيويورك تايمز“ عن لجنة الإنقاذ الدولية، وهي وكالة كبيرة أخرى تعمل في قضايا اللاجئين، قولها إن بولندا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي المتاخمة لأوكرانيا ”ستتأثر بسرعة بوصول الأوكرانيين المشردين جراء الصراع“. وأضافت: ”مع اندلاع الحرب، فإن العواقب على الشعب الأوكراني، بل وعلى أوروبا بأكملها، لا يمكن المبالغة فيها“.

كما اعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، أن اتساع نطاق الصراع في أوكرانيا يهدد بسقوط خسائر فادحة في صفوف المدنيين، حيث يقدر المسؤولون الأمريكيون أن هجومًا كبيرًا قد يتسبب في مقتل أو جرح ما يصل إلى 50 ألف مدني.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها: ”قيم الخبراء والجماعات الإنسانية أن الصراع يمكن أن يكون له أثر مدمر بشكل خاص على غير المقاتلين بسبب ترسانة موسكو الهائلة، وسجلها في استهداف المدنيين“، مشيرين إلى أن مثل هذه المواجهة بين دولة ودولة ”يمكن أن تتسبب في حقبة جديدة من الحروب الحديثة المميتة“.

وأضافت ”واشنطن بوست“ أنه ”للحصول على أدلة حول كيفية تأثير الصراع المتعمق على المدنيين، تشير المنظمات الإنسانية إلى سوريا، حيث اتُهمت القوات الروسية منذ فترة طويلة بقصف المنشآت الطبية والمواقع المدنية الأخرى عمدًا، واستهداف قوافل المساعدات“.

ونقلت عن بياتريس جودفروي، مديرة مركز المدنيين في الصراع في أوروبا، قولها: ”علينا أن نتعلم من سوريا وكيف تتصرف روسيا هناك. المنظور المدني مختلف تمامًا عندما تكون روسيا أمامنا مقابل وجود أطراف محاربة أخرى“.

وتابعت الصحيفة: ”يرى المحللون أن الحسابات قد تكون مختلفة في أوكرانيا، حيث قد تشعر القوات الروسية بأنها مضطرة إلى السير بحذر، بالنظر إلى أنه على عكس سوريا، هناك ملايين الأشخاص الذين يعتبرهم بوتين، كما أوضح مرارًا وتكرارًا، روسيين، أو لديهم عائلة وروابط اللغة لروسيا“.

وفي نفس السياق نقلت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية عن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، قولها إن الغزو الروسي قد يؤدي إلى تشريد ما يصل إلى 5 ملايين أوكراني وإطلاق العنان لـ ”موجات لا حصر لها من المعاناة“.

وحذرت المبعوثة الأمريكية من أن ما يقرب من 3 ملايين أوكراني – نصفهم من كبار السن أو الأطفال – يحتاجون إلى الغذاء والمأوى وغيرها من المساعدات الطارئة المنقذة للحياة.

وتابعت: ”إذا واصلت روسيا السير في هذا الطريق، فيمكنها، وفقًا لتقديراتنا، أن تخلق أزمة لاجئين جديدة، وهي واحدة من أكبر الأزمات التي يواجهها العالم اليوم، مع نزوح ما يصل إلى 5 ملايين شخص آخر بسبب حرب روسيا المختارة والضغط على أوكرانيا.“

وذهبت  صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، إلى أبعد من انحصار الحرب بين روسيا وأوكرانيا ورأت أن الأزمة في أوكرانيا قد ينطلق معها ”صراع قوى عظمى جديد“ بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، خاصة بعد أن أصبحت الأخيرتان تتمتعان الآن بدور أقوى في مواجهة الغرب مما كان عليه خلال الحرب الباردة.

وكشفت أن قوة روسيا ظهرت جليًا مؤخرًا من خلال نشر قوات ضخمة على حدود أوكرانيا متجاهلة التحذيرات الدولية، ومطالبة الرئيس، فلاديمير بوتين، الغرب بإعادة كتابة الترتيبات الأمنية لأوروبا بعد الحرب الباردة، وإظهاره أن بلاده لديها القدرة العسكرية لفرض إرادتها على الرغم من الاعتراضات الغربية والعقوبات الاقتصادية.

ولم تتوقف الصحيفة عن إظهار قوة روسيا فقط بل انتقدت الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي تتبناها إدارة الرئيس جو بايدن، واعتبرت أنه المتسبب بما وصل إليه العالم الآن في أوكرانيا.

وأضافت: ”عند تحديد الأولويات في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى إعادة تجهيز النزاعات المستقبلية، وصف وزير الدفاع، لويد أوستن، الصين مرارًا وتكرارًا على أنها (تحدي الخطى) بينما كان يُنظر إلى روسيا على أنها أقل خطرا على المدى الطويل“.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر اليوم الخميس، عن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد، وسط سماع دوي انفجارات في كييف.

وقال بوتين قال في كلمة متلفزة غير معلنة مسبقا قبيل الساعة الثالثة بتوقيت جرينتش من فجر اليوم الخميس: ”اتخذت قرار شن عملية عسكرية“.

وندد مجددا بـ“إبادة“ تدبرها أوكرانيا في شرق البلاد، مستندا إلى نداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل وسياسة حلف شمال الأطلسي ”العدائية“ حيال روسيا التي تشكل أوكرانيا أداة لها، بحسب رأيه.

أحكام عرفية في أوكرانيا

ومن جانبه فرض الرئيس الأوكراني الأحكام العرفية على جميع أراضي الدولة.

وقال إن روسيا نفذت ضربات صاروخية على بنيتنا الأساسية وعلى حرس حدودنا، مؤكدا ”نحن أقوياء ومستعدون لكل شيء وسننتصر“، داعيا مواطنيه قائلا: ابقوا في منازلكم قدر الإمكان.

Advertisements
الجريدة الرسمية