رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوي يحكي قصة أول مزاد في الإسلام

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

جاءت قضية التشريع فى تنظيم حركة الكون من عمل وعقاب، ولم يأت بها الإسلام عفوا، وانما جاءت لاستدامة حركة التعمير والنماء فى الكون وهذا هو لب صلاح البشرية، فالله الذي خلق الخلق ضمن لهم وسائل الرزق اذا هم التزموا بأوامر الله ونواهيه، واذا لم يلتزموا كان بغيهم على أنفسهم، وان التزم البعض دون البعض فإن التشريع يهدى غير الملتزمين الى أسباب الحياة بالعمل، اما اذا اعتدى غير الملتزمين على الملتزمين لينهبوا نتيجة عملهم وكدهم..فإن التشريع هنا يأتى بالعقاب ليحمى عمل العامل وتضمن للحياة وحركة التعمير استمرارها.


تقول الاية الكريمة فى سورة المائدة:والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "

عذاب الاخرة 

يقول فضيلة الشيخ متولى الشعراوى: بعد ان وضحت الايات الكريمة حكم الدين فى الحرابة وقطاع الطرق، وذكرت المؤمنين بالتقوى وابتغاء الوسيلة الى الله والجهاد فى سبيله وذكرتهم بعذاب الاخرة، وان الكافرين لا ينفعهم ما ملكوا، ولا ينجيهم من العذاب حتى لو كان مافى الارض جميعا ومثله معه ولا يحميهم منه وانهم مستمرون فى هذا العذاب.
بعد ذلك جاءت اية حد السرقة لتحمى حركة المؤمن وكيان المجتمع، أما اذا جاءت الثمرة فأخذها أحد سواه فإنه يزهد فى الحركة وستتوقف عملية النماء فى المجتمع التى هى استمرار للوجود.

حركة النماء 

من حظ الناس ان حركة النماء مستديمة ومستمرة واستمرارها يؤمن صاحب الحركة على ثمرته منها ن وحين يتحرك المؤمن فيما شرع الله من عمل ويكسب من الحلال فلا شئ للمجتمع عنده لان حركته ستفيد المجتمع.
فالفلاح الذى يصلح الارض للزراعة او يشتريها ليزرعها لم يكن فى باله عندما زرعها ان تنبت قمحا يأكل منه الناس، وعلائق يأكل منها الانعام، وانما كان كل مافى ذهنه انتنمو ثروته،وعندما تكون الارض واسعة فهو يستأجر أناسا يحرثون الارض ويزرعونها فيفيد منها العمال الذين يعملون فيها.

استثمار المال 

وهناك من عنده مال كثير يريد استثماره فى الصناعة فيشترى الالات ويقيم المصانع ويشغل فيها عمال يستفيد منهاابناءهم ولم يكن فى ذهنه وقتها ان يجئ بالمهندس الذى يصمم البناء، ويحدد مواصفات البناء من حيث عدد الطوابق وغيره، فهناك مستفيدين كثيرين من بناء العمارة منهم مصانع الطوب والبنائين والادوات الصحية والزجاج وغيره وغيره، وصاحب العمارة ليس فى ذهنه فائدة ورزق كل هؤلاء وانما كان هدفه فائدة نفسه فقط..ومن هنا حرم الله اكتناز المال وعدم تشغيله فيما يفيد الناس مما يترتب عليه الزكاة ايضا وهى ركن من اركان الاسلام.،من هنا ينبغى ان يسال لانسان نفسه من الذى حرك كل هؤلاء ليبيعوا بضاعتهم فى السوق وفى المحال التجارية وليس فى ايديهم مالا، وآخرون فى ايديهم مال وليس لديهم بضاعة.

التجارة الحرة 

ان الله تعالى هدى كل انسان الى تقدير حركته فى السوق وكمية ما يبيع وما يشترى وهو ما يسمى فى علم الاقتصاد بالتجارة الحرة، وحين تدخل البشر لتحديد كمية ما يباع وما يشترى وضعوا الحدود والقيود فأفسدوا عملية التجارةفضاقت على الناس.

حركة التنمية 

ومن ضمان حركة التنمية ان يزين العمل للعاطلين ويدفعهم اليه وهو يحرم ان تعطى المال ليقتات منه العاطل القادر على العمل لانك ستشجعه على ان يأخذ مجهود غيره وهنا يكون السارق والعاطل سواء وان كانت العقوبة مختلفة لان الوسيلة فى يد كل منهما مختلفة.


لذا فإن الرسول عليه السلام اقام اول مزاد فى الاسلام حين جاء رجل يطلب الصدقةلانه لا يملك مالا يأكل منه هو واهله ن فسأله رسول الله هل عندك شئ ؟ فأخبره الرجل ان فى داره إناء يشرب منه اهل الدار وغطاء يحتمون به من البرد.

القدوة الحسنة 

طلب رسول الله احضار الاناء والغطاءونصب مزادا ليبيعهما، وكان الثمن درهمين ن فأعطاه الرسول درهما وامره ان يذهب الى السوق يشترى طعاما لأهله، اما الدرهم الثانى فطلب منه ان يشترى به قدوما وصنع الرسول يد القدوم من غصن الشجرة وقال له اذهب بها واحتطب ولا أراك الا بعد 15 يوما. 
 

الجريدة الرسمية