رئيس التحرير
عصام كامل

قوات فرنسا تعيد تمركزها في إفريقيا.. وفاجنر السر وراء الانسحاب من مالي

انسحاب قوات فرنسا
انسحاب قوات فرنسا من مالي

كشف إدريس آيات، الأكاديمي والباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية، عن الدول التي ستنتقل إليها القوات الفرنسية بعد انسحابها من مالي، مؤكدًا أن فرنسا وحلفاؤها الأوروبيون أعلنوا عن إرادة البقاء والانخراط بمنطقة الساحل خليج غينيا.  

انسحاب فرنسا من مالي

وأكد أن القوات الأممية "مينوسما" وتضم 14 ألف جنديا، لا تزال في مالي، وأن انسحاب فرنسا من مالي، الذي وصفه بالتاريخي، يعود لعدم إمكانية قوات الجيش الفرنسي التعاون  مع قوات " فاجنر" الروسية، ووصفها رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون،  بأنها لا تحدّها قانون ولا حقوق الانسان في مالي.
وكتب إدريس آيات تغريدة على تويتر "حدث تاريخي: فرنسا تعلن الانسحاب من مالي بعد تدهور العلاقات بينها وسلطات مالي مع اتهامها بتدريب الإرهابيين، أعلنت فرنسا وخلفاؤها في عملية"تاكوبا" الانسحاب من مالي، مع البقاء في منطقة الساحل وستتجه القوّات الفرنسية إلى قاعدة النيجر، كما توقعنا"

فاجنر وسر الانسحاب

وقال "قبل التطرق إلى المآلات، نشير إلى السببين اللذين قدمهما الرئيس ماكرون كدوافع انسحاب فرنسا من: 1- تزعم فرنسا أنها غير قادرة على التعاون مع حكومة تتحجج بانعدام الأمن للبقاء الأبدي في السلطة. 2- لا يمكنها التعايش مع " فاغنر" الذي لا تحدّها قانون ولا حقوق الانسان في مالي".
وتابع آيات تحليله قائلًا: "واستنادًا على السببين المذكورين، أعلنت فرنسا وحلفائها الأوروبيون مع كندا بأنّه على إثر "عدم تضافر الشروط السياسية والتشغيلية والقانونية"، قررت الانسحاب المنسق من مالي". لكن أعربوا عن إرادة البقاء والانخراط بمنطقة الساحل التي اعتبروها "فريسة لعدوى" هجمات الجماعات المسلحة"
وأضاف "علاوةً على بقاء فرنسا وحلفائها في منطقة الساحل، فقد أعلن ماكرون أنّ القوات الأوروبية سيتم نشرها في النيجر مضيفًا أن الساحل وخليج غينيا تمثلان "أولويات استراتيجية للتوسع" بالنسبة للقاعدة وداعش، ما يتطلب تموقع القوّات فيهما، بناءً على طلب قيادات تلك الدول، بحسب خطابه!"

إعادة الأمن في مالي

وقال أدريس آيات "بعد عرض السياق العام وتلخيص خطاب الانسحاب، ثمة أسئلة تطرح نفسها، منها: - ماذا عن الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الفرنسي وحلفائها الأوروبيين؟ - عدا النيجر، ما هي الدول الأخرى المرشحة لاستضافة القوّات الفرنسية والأوروبية؟ لماذا خليج غينيا؟ ما هي جاهزية الجيش المالي لسد الفراغ؟"

وأضاف "في الإجابة عن السؤال 1: نشير إلى أنّ المناطق التي كانت تتمركز فيها فرنسا في مالي لم تعرف استقرارًا شاملًا منذ دخولها عام 2013، خاصة قرب قواعدها في" غاو" "تمبكتو" و"كيدال" "تساليت"، وكانت قوات دفاعية أكثر منها هجومية، فالانسحاب لن يحدث فرقًا عمليًا. يضاف إلى ما سبق تواجد"

وتابع أدريس تحليله فقال: "القوات الأممية "مينوسما" وتضم 14 ألف جنديا، لا تزال في مالي لمهمة إرساء السلام. (كانت لفرنسا 1.400 عسكري فقط في). علاوةً على وجود قوّة أوروبية (EUTM) بُعثت من الاتحاد الأوروبي (بينهم فرنسيين) منذ 2013 تضم 550 جنديا للمشاركة في تدريب الجيش المالي مستمرة، ولن تنسحب!"
وقال "عطفًا على ما سبق، أعلنت تقارير دولية وآخرها (DW) الألمانية أنّ مالي- بعد التعاون مع روسيا- أعادت الأمن في وسط البلاد الذي كان حتى وقت قريب، مزعزعًا استقراره على رغم 8 سنوات من الوجود الفرنسي. كما أعاد الجيش المالي قرابة 50 ألف نازح إلى قراهم في غضون 3 أشهر فقط"

مناطق تمركز قوات فرنسا

وأضاف "عن السؤال رقم 2: الدول المرشّحة لاستضافة القوّات الأوروبية هي:عدا النيجر؛ معنا تشاد، موريتانيا (مع تحفظ كبير). •دول خليج غينيا: وهي منطقة تقع على الجزء الجنوب الغربي للمحيط الأطلسي في جانبه الإفريقي ويضم ثماني عشرة دولة من غرب ووسط إفريقيا، يهمنا منها الفرنكوفونية"
وأكد أن "الدول المرشحة والمستعدة لاستضافة القوات الفرنسية-الأوروبي بمنطقة خليج غينيا هي: توغو ساحل العاج السنغال الغابون مع استثناء غانا الأنغلوفونية. وبنين.. ومن الصدف أنّ بنين الواقع في خليج غينيا عرف هجوم إرهابي واسع له الأسبوع الماضي، أيام قبل إعلان الانسحاب من مالي."


وأضاف آيات إدرايس "وعن لما خليج غينيا؟ جري ذكره أنه كان مذكورا منذ 2018 وفي مؤشر الإرهاب ل2020 أن الخليج يمثل منطقة انتشار الإرهاب مستقبلًا، وأن للقاعدة وداعش مخطط توسعي فيه.. بل كانت لأوروبا مبادرات استباقية للتموضع فيه، وبنت فرنسا أكاديمية لمكافحة الإرهاب بساحل العاج بيونيو 2021"
 

الجريدة الرسمية