رئيس التحرير
عصام كامل

إنها الجدية!

لم تكون الفرحة الغامرة هى  فقط عنوان ما شعر به المصريون بعد الفوز بركلات الترجيح في مباراة كوت ديفوار والصعود إلى دور جديد في البطولة الأفريقية، إنما اقترن بتلك الفرحة تقدير وإشادة بمنتخبنا، لاعبين وجهاز فنى وحتى الإداريين.. وهكذا انقلب الحال من الضيق إلى الفرحة، ومن الانتقاد إلى الإشادة، ومن الغضب إلى الرضا.. فماذا حدث في المباراة لنشهد هذا الانقلاب في مشاعر المصريين بعد مباراة أهدرنا فيها العديد من الفرص مثل مبارياتنا السابقة التى خضناها في البطولة؟!

 

إنها الجدية التى أدى بها كل اللاعبون المباراة، والتى ظهرت جلية واضحة وهم يدافعون وهم يهاجمون أثناء المباراة التى امتدت لوقت إضافى ثم إلى ضربات ترجيح، وإنتهت بفوز منتخبنا.. فقد كان ثمة احساس سابق أن هذه الجدية كانت مفقودة في أداء منتخبنا من قبل خلال المباريات الثلاث السابقة التى خاضها في البطولة، ولذلك كانت الفرحة كبيرة عندما استعاد اللاعبون هذه الجدية، وهو ما عبر عنه المصريون في تعليقاتهم على المباراة تارة بعودة الروح، وتارة أخرى بأن اللاعبين كانوا يقاتلون في الملعب بقوة، وتارة ثالثة بأن عزيمة اللاعبين كانت عالية.

 

 

وهذه الجدية هى التى ينشدها المصريون دوما في كل وأى عمل يتم وكل مجهود يبذل في هذا البلد، بغض النظر عن تحقيق النتائج المرجوة كاملة أو غير كاملة، ويغضب المصريون إذا افتقدت أو فترت وأصابها الهزال.. بل إنهم يرون إنا لن نوفق في عمل بدون توافر هذه الجدية بين الذين يقومون به.. وهذا حقيقى بالفعل ويمكن أن نرصده بجلاء ووضوح في العديد من الأعمال التى تمت مؤخرا على أرضنا بدءا من إنجاز إزدواج قناة السويس ومرورا بحفر أنفاق سيناء، وحتى حل مشكلة الطاقة، من كهرباء وغاز وبوتاجاز.

الجريدة الرسمية