رئيس التحرير
عصام كامل

102 عام على إنشاء عصبة الأمم.. منظمة الربع قرن وهتلر كلمة السر في الفشل

 عصبة الأمم
عصبة الأمم

تحل اليوم الذكرى الـ 102 على إنشاء عصبة الأمم على خلفية الحرب العالمية الأولى، والتي كان الهدف منها هو الحد من عملية التسلح العالمية، وفض النزاعات الدولية للحيلولة دون وقوع حرب أخرى.

وأعلن عن إنشاء تلك المنظمة في حدود 25 يناير من عام 1920، واستمرت فقط 26 عامًا، أي نحو ربع قرن.

وجاءت الفكرة أيضا بعدما ظهرت منظمات شعبية تنادى بتلك الأهداف الأمر الذي خلق الأجواء المناسبة لنشأة هذه العصبة في عام 1920.

وخلال مسيرة العصبة نجحت في إنهاء العديد من الخلافات بين الدول قبل أن تشهد تراجعا تدريجيا لهيبتها خلال الثلاثينات، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية تم رسميا حل هذه المنظمة لتنشأ مكانها منظمة الأمم المتحدة.

نشأة عصبة الأمم

وبدأت نشأة العصبة عندما دعا الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون لذلك فى خطابه الشهير الذي ألقاه أمام الكونجرس في شهر يناير عام 1918م، وحدد وقتها المبادئ الأربعة عشر الأساسية التي تقوم عليها هذه المنظمة.

وسافر ويلسون عام 1918 إلى باريس من أجل إدراج نقاطه الأربع عشرة ضمن معاهدة السلام العالمية التي ستنهي الحرب العالمية الأولى، وبعد حوالي 7 أشهر عاد الرئيس الأمريكي إلى واشنطن حاملا معه وثيقة نشأة منظمة عصبة الأمم.

وكان هذا الاهتمام من الرئيس الأمريكي ومستشاره العقيد إدوارد ماندل هاوس، وراء إقرار المشروع النهائي الذي عرف بعد العصبة في 28 أبريل 1919 شاملا 26 مادة، ليدخل حيز التنفيذ في 10 يناير عام 1920.

أهداف ومبادئ

كان الهدف من إنشاء عصبة الأمم هو تحقيق السلم والأمن الدوليين، وتنمية التعاون الدولي فى المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والنهوض بالدول النامية.

وكان على العصبة أن تتولى نشاطًا لا يرتبط بالسلم الدولي مباشرة، ولكنه يوفر الظروف التي تؤكد السلام وتدعمه عـن طريـق الاستقرار الاقتصادي والرفاهية العالمية، والعمل على إنماء الشعوب غير المستقلة، بحسب "بولتيكال إنسيكلوبيديا".

فيما كان على الدول الأعضاء أن يلتزموا ببعض المبادئ، تجاه بعضهم البعض، لتحقيق تلك الأهداف، وكانت هذه المبادئ هي احترام قواعد القانون الدولي، وقيام العلاقات الدولية على أساس العلانية والصراحة والعدل، واحترام الالتزامات المقررة بمقتضى العهد والمعاهدات الدولية.

قبول ورفض

وواجهت فكرة إنشاء المنظمة معارضة شديدة من قبل العديد من النواب الأمريكيين، حيث تزعم النائب الجمهوري هنري كابوت لودج حركة عارضت ما جاء في معاهدة فرساي التي وقعت عقب نهاية الحرب العالمية الأولى.

وفي نفس الوقت لقيت الفكرة ترحيبا واسعا من قبل العديد من القوى العالمية، وعبرت كل من فرنسا وبريطانيا عن تأييدها لهذا المقترح، فضلا عن ذلك أكدت كل من السويد، وبلجيكا، وسويسرا، وتشيكوسلوفاكيا، واليونان، موافقتها على الانضمام لمنظمة عصبة الأمم في حال نشأتها.

وانضمت 48 دولة في عام 1920 لمنظمة عصبة الأمم، وفي حدود يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر من نفس السنة عقدت هذه المنظمة حديثة النشأة أول اجتماعاتها بمدينة جنيف السويسرية.

تراجع دور المنظمة

تراجعت عصبة الأمم بداية من عام 1931 عندما غزت اليابان منطقة منشوريا، وبعدها انسحبت من العصبة، وفي عام 1933 انسحبت ألمانيا من العصبة بوصول هتلر إلى السلطة.

يضاف إلى ذلك فشل المؤتمر الذي دعا إلى نزع السلاح في الفترة 1932-1934، إذ رفضت الدول الكبرى أن تتخلى عن أسلحتها.

ويشار إلى أن العصبة لم تستطع أن تمنع إيطاليا من احتلال إثيوبيا في الفترة 1935-1936، حيث انسحبت إيطاليا من العصبة وتحالفت مع ألمانيا.

نهاية العصبة

في 19 أبريل عام 1946 كان اليوم الأخير لعصبة الأمم، حيث أعلن رئيس الجمعية العامة النرويجي كارل هامبرو أن الدورة الحادية والعشرين والأخيرة للجمعية العامة لعصبة الأمم انتهت، وهو ما ترتب عليه أن عصبة الأمم لم يعد لها وجود من اليوم التالي 20 أبريل.

الجريدة الرسمية