رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ألمانيا تحاكم طبيبا سوريا بتهمة تعذيب وقتل سجناء في حمص

صورة لضحايا تعذيب
صورة لضحايا تعذيب سوريين في معرض بالأمم المتحدة

اليوم الأربعاء، 19 يناير، انطلقت أمام المحكمة الإقليمية في فرانكفورت محاكمة علاء م.، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.. مكان وقوع أعمال التعذيب هو سجن تابع للمخابرات العسكرية في حمص، ومستشفى عسكري في دمشق.

عام 2015 وصل علاء م. إلى ألمانيا، ومنذ ذلك الحين عمل كطبيب في عدة عيادات، حتى تم القبض عليه في يونيو 2020.

من معالجين إلى أعوان لنظام القمع

حالة علاء لافتة للانتباه أكثر، ليس بسبب الأفعال التي يتهم بارتكابها، وإنما أيضا لأن من ارتكبها هو طبيب. وهو الشخص الذي يلجأ إليه الناس عادة لإنقاذهم ومساعدتهم، ويتشاركون معه أسرار جسدهم وأحيانا أسرار النفس أيضا.

مكانة اجتماعية

وفي سوريا أيضا يتمتع الأطباء بمكانة اجتماعية وتقدير واسعين، يكتب حسام النحاس. 

النحاس هو بدوره طبيب أيضا وناجٍ من التعذيب في جحيم معتقلات النظام السوري، وخبير الشرق الأوسط في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الدولية غير الحكومية.

 

 

ويضيف النحاس، "بينما اختار كثير من العاملين في المجال الصحي الوفاء لقسمهم، وحاولوا التخفيف من عذابات السوريين، عملت أقلية من العاملين في المهن الصحية على مساندة آلة التعذيب الوحشي لنظام الأسد". وتحولوا من معالجين إلى معاونين ومساندين لنظام القمع. ومثل ذلك حدث في أماكن أخرى من العالم.

مشاركة أطباء في أعمال التعذيب

الباحث الأمريكي والبروفيسور في مجال الطب، ستيفن ميلس، يبحث بشكل مكثف ومعمق ظاهرة مشاركة أطباء في أعمال التعذيب. 

ويؤكد أن الأطباء لا يمكن الاستغناء عنهم بالنسبة لأنظمة التعذيب، وهم جزء مكمل له.

ويقدم ميلس عدة نقاط تدعم وجهة نظره: "فالأطباء يقدمون شهادة وفاة مزورة لإضافتها إلى ملف المريض (أو الضحية). ولا يسجلون أن التعذيب هو سبب الإصابة أو الموت. وثانيا: يطورون أساليب التعذيب التي لا تترك آثارا خارجية. وثالثا: يساهمون في تأخير وفاة المرضى لإبقائهم أحياء طوال المدة المخطط لها لممارسة التعذيب عليهم".

التعذيب في مشفى عسكري

فليس من قبيل الصدفة أن المدعى عليه علاء م. قام بنفسه بارتكاب بعض أعمال التعذيب في مشفى عسكري. ودور المشافي العسكرية والعاملين فيها ضمن نظام القمع السوري، تمت الإشارة إليه ضمن حكم المحكمة الإقليمية في كوبلنتس الذي أصدرته قبل أيام بحق أنور ر.، الضابط السابق في المخابرات السورية.

حيث وضحت القاضية، أنه كيربر، كيف يتم جمع جثث ضحايا التعذيب من المعتقلات وإرسالها إلى المشافي العسكرية. وكيف يقوم المصورون العسكريون بتوثيق الضحايا هناك. ثم يتم تحميل الجثث ببرادات أو شاحنات ودفنها في مقابر جماعية.

Advertisements
الجريدة الرسمية