رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"أحضر خمرك معك".. جونسون وحزبه في مأزق بعد فضيحة حفلات الخمور

 رئيس الوزراء البريطاني،
رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون

واجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وحزبه الحاكم (المحافظين) مأزقًا، بعدما أقام الموظفون في مقر إقامة رئيس الوزراء بوريس جونسون تجمعات باسم "أوقات للنبيذ في أيام الجمعة" في أثناء فرض إجراءات العزل العام بسبب جائحة كورونا.


وساعدت تلك الفضيحة التي تتعلق بسلوك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال العزل العام بسبب فيروس كورونا، حزب العمال المعارض في التقدم بفارق 10 نقاط على حزب المحافظين الحاكم، حسبما أظهر استطلاع جديد للرأي نُشر أمس الجمعة.

 

شعبية جونسون

تراجعت شعبية رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمام حزب العمال المعارض عقب نشر فضيحة الاحتفال خلال الغزل بالتزامن مع وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيت الثانية ملكة بريطانيا. 

 

فضيحة العزل 

وساعدت الفضيحة التي تتعلق بسلوك رئيس الوزراء البريطاني خلال العزل العام بسبب كورونا، حزب العمال المعارض في التقدم بفارق 10 نقاط.

فيما تباينت الآراء حول امكانية تقديم رئيس الوزراء البريطاني باستقالته بناءً على استطلاع رأي أكد تراجع شعبيته حزب المحافظين المنتمي إليه جونسون في الشارع ليصل إلى 32% فقط؛ حيث ساعدت فضيحة تتعلق بسلوك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال العزل العام بسبب كورونا، حزب العمال المعارض في التقدم بفارق 10 نقاط.

وقدَّم جونسون اعتذارًا للبرلمان الأربعاء الماضي وللملكة إليزابيث أمس الجمعة بعد سلسلة حفلات أو تجمعات أُقيمت بمقر إقامته في داونينج ستريت، في وقت كانت تخضع فيه البلاد لقيود صارمة في مواجهة الجائحة.

متحور اوميكرون 

وقال مركز سافانتا كومريس لاستطلاعات الرأي العام: إن دراسة شملت 2151 من البالغين يومي الخميس والجمعة، أضافت لحزب العمال 5 نقاط ليرتفع معدل التأييد له إلى 42% من الأصوات، فيما خصمت نقطة من المحافظين ليعود الحزب مزيدا للوراء عند معدل32 %، وأضاف المركز أن هذا أكبر قدر من التأييد يناله حزب العمال منذ 2013.

وكان جونسون حقق نصرًا انتخابيًّا ساحقًا في 2019، وأظهر الاستطلاع أن 70 % ممن شملتهم الدراسة يريدون استقالته الآن.

 

الملكة إليزابيث الثانية

واعتذر مكتب جونسون للملكة إليزابيث الثانية بعدما تبين أن الموظفين شاركوا في حفل في 16 أبريل 2021، حتى ساعة متأخرة من الليل في داونينج ستريت عشية جنازة زوجها الأمير فيليب، في وقت كان مفروضًا فيه حظر الاختلاط في الأماكن المغلقة.

واعتذر جونسون للبرلمان بعد اعترافه بحضور تجمع تم بدعوات حملت عبارة تقول "أحضر خمرك معك" في مقر إقامته في مايو 2020 أثناء أول إغلاق في البلاد.

وأظهر استطلاع كومريس أن الناخبين من مختلف طبقات الطيف السياسي يشعرون بالغضب بعد كشف هذه المعلومات، لدرجة أن 66% فحسب ممَّن أيَّدوا المحافظين في انتخابات 2019 يدعمون الحزب الآن.

وقال لأعضاء مجلس العموم: إن الفعالية التي جرت في حديقة 10 داونينج ستريت (مقر رئاسة الوزراء) كانت "من الناحية التقنية ضمن القواعد" إلا أنه كان عليه أن يدرك كيف سيبدو الأمر بالنسبة الى الجمهور.

 

زعيم حزب العمال 

وقال زعيم حزب العمال، السير كير ستارمر: إن على رئيس الوزراء الآن الاستقالة بسبب ما وصفه بأكاذيبه وأعذاره "المثيرة للسخرية".

ويتعرَّض جونسون أيضًا إلى ضغوط من قبل نواب في حزبه بشأن حفلة مايو 2020.

وقال النائب عن حزب المحافظين ورئيس إحدى اللجان المختارة في مجلس العموم، ويليام راج: إن على جونسون الاستقالة قبل أن تنشر الموظفة الحكومية الرفيعة، سو جراي، تقريرها عن حفلات داونينج ستريت.

وقد تجول جونسون، بعد انتهاء استجوابه، في غرف الاستراحة في مجلس العموم؛ حيث تجمع النواب لحشد الدعم له وسط نواب حزبه.

وإذا أرسل 54 نائبًا منهم إلى اللجنة 1922 (وهي اللجنة المؤثرة المكونة من نواب أعضاء في حزب المحافظين وتحكم في الخلافات في رئاسة حزب) فسيشكِّل ذلك تحديًا كبيرًا لجونسون.

فيروس كورونا 

وقال النائب وزعيم حزب المحافظين في إسكتلندا، دوجلاس روس: إنه سيكتب إلى اللجنة؛ لأنه يعتقد أن موقف رئيس الوزراء "لم يعد ممكنا الدفاع عنه".

وأضاف: "إنه رئيس الوزراء وحكومته هي التي وضعت هذه القواعد، ويجب أن يحاسب على أفعاله".

وقال مصدر رفيع من حزب المحافظين: إن جونسون بدا "متألمًا ومحبطًا" أثناء حديثه إلى نوابه، وأنه "فقد ما جعله ناجحًا للغاية مع حزبه".

 

الموت السياسي 

وقال عضو البرلمان السير روجر جيل وهو منتقد معروف لجونسون: إن رئيس الوزراء الآن "في عداد الموتى" من الناحية السياسية.

وحذرت الوزيرة ريتشيل ماكلين من وجود عواقب على أولئك الذين خرقوا القانون المتعلق بقيود فيروس كورونا.

وفي حديثها إلى بي بي سي تو بوليتيكس لايف، قالت: "القانون ينطبق على الجميع... بما في ذلك رئيس الوزراء". 

وأضافت: "الأشخاص الذين يصنعون القوانين هم أيضًا يخضعون للقوانين ولهذا السبب لدينا تحقيق لمعرفة ما حدث بالضبط، وإذا جرى انتهاك أي قوانين فستكون هناك عواقب".

لكن نواب حزب المحافظين الآخرين احتشدوا خلف رئيس الوزراء، حيث قال السير كريستوفر تشوب إنه "لم يسمع اعتذارا بمثل هذه الشدة" في الفترة التي قضاها في البرلمان، وأنه يعتقد أنه كان "صادقا حقا".

ودافع وزراء الحكومة، بمَن فيهم نائب رئيس الوزراء دومينيك راب ووزير الصحة ساجد جاويد، عن رئيس الوزراء، حيث قال راب إنه قدم "سردا واضحا" لما حدث واعتذر.

والتزم مجلس العموم الصمت في بداية استجواب رئيس الوزراء، حيث اعترف جونسون بأنه حضر هذه الفعالية لمدة 25 دقيقة تقريبا، حتى يتمكن من "شكر مجموعات الموظفين" على عملهم الشاق، قبل أن يعود إلى مكتبه.

وقال: "اعتقدت ضمنيًّا أن هذا الحدث يتعلق بالعمل".

لكنه أضاف: "بعد الانتهاء من ذلك، كان عليَّ أن أطلب من الجميع العودة إلى الداخل".

وقال: "كان يجب أن أجد طريقة أخرى لشكرهم، وكان يجب أن أدرك أنه - حتى لو كان من الممكن القول تقنيا أنه (الحدث) يقع ضمن التوجيهات الصادرة - سيكون هناك الملايين والملايين من الناس الذين ببساطة لن يروا الأمر بهذه الطريقة".

وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم داونينج ستريت إن رئيس الوزراء لم ير البريد الإلكتروني الذي يدعو الموظفين لتناول المشروبات في 20 مايو 2020.

الملكة إليزابيث الثانية ورئيس وزراء بريطانيا 

مجلس النواب البريطاني 

واختتم رئيس الوزراء تصريحه بتقديم اعتذاره إلى مجلس النواب، وأولئك الذين لم يتمكنوا من رؤية أحبائهم في ذلك الوقت.

وطالب نواب المعارضة جونسون بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء، كما طالبه نواب في حزبه بالتخلي عن منصبه. وواجه رئيس الوزراء ما مجموعه، ثماني مطالبات بالتنحي خلال جلسة استجواب مجلس العموم.

وقال زعيم حزب العمال السير كير ستارمر: "بعد أشهر من الخداع، مشهد مثير للشفقة لرجل خرج عن الطريق الصحيح".

وأضاف: "دفاعه... أنه لم يدرك أنها كانت حفلة، مثير للسخرية للغاية لدرجة أنه في الواقع مسيء للمواطنين البريطانيين".

وتابع: "لقد أُجبر أخيرًا على الاعتراف بما يعرفه الجميع، أنه عندما تم إغلاق البلد بأكمله، كان يستضيف حفلات سُكر في داونينج ستريت. هل سيقوم الآن بفعل الشيء اللائق والاستقالة؟".

كما دعا زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، السير إد ديفي، رئيس الوزراء إلى الاستقالة. كما كتب إلى شرطة العاصمة ليطلب منها التحقيق في حضور جونسون لحفل 20 مايو 2020.

وقال جونسون من جهته، إنه يتفهم "غضب" الناس الذين "قدموا تضحيات هائلة خلال هذا الوباء" من فكرة أن "الناس في داونينج ستريت لا يتبعون تلك القواعد".

 

تحقيق سو جراي

وحث النواب على انتظار نتيجة التحقيق الذي تجريه سو جراي (وهي موظفة حكومية رفيعة في الخدمة المدنية في بريطانيا) في الانتهاك المزعوم في داونينغ ستريت لقواعد الإغلاق العام جراء كوفيد، والذي قال إنها ستنتهي من تحضيره وتعلن نتائجه "في أقرب وقت ممكن".

وأضاف: "إنني آسف على الطريقة التي تم بها التعامل مع هذا الحدث الذي وصفته. إنني آسف بمرارة. وأتمنى لو كنا فعلنا الأشياء بشكل مختلف".

وقالت المحررة السياسية في بي بي سي، لورا كوينسبرج: إنها لا تعتقد أن تصريحات جونسون ستنهي المسألة أبدًا.

وأضافت أن اعترافه قد يكون قد أتاح له بعض الوقت، لكنه يطلب من حزبه بشكل أساسي انتظار انتهاء التحقيق قبل أن يتخذوا قرارهم.

وتصاعد الغضب بعد أن قال شهود إن رئيس الوزراء وزوجته كانا من بين حوالي 30 شخصا في الحفلة التي أقيمت في مايو 2020.

 

أوامر بعدم التجمع 

نصت التوجيهات الحكومية الخاصة في إنجلترا في 20 مايو 2020 على أن التجمعات العامة في مكان العمل يجب أن تتم فقط إذا كانت ضرورية وأن "العاملين يجب أن يحاولوا تقليل جميع الاجتماعات والتجمعات الأخرى في مكان العمل". كما كان عليهم أيضا "تقليل عدد الأشخاص الذين يقضون وقتا معهم في بيئة العمل".

كورونا في بريطانيا 

وفي ذلك الوقت، لم يكن مسموحا للناس بمغادرة منازلهم (أو التواجد خارج المكان الذي يعيشون فيه) من دون تقديم عذر معقول، ويشمل ذلك العمل، أي استحالة العمل من المنزل.

وعلى الرغم من أن أي شخص حضر الفعالية في داوننج ستريت قد يكون قد انتهك القانون، إلا أنه قد يقال إن ذلك لا ينطبق على رئيس الوزراء نفسه، وذلك لأن رئيس الوزراء يعيش في داونينج ستريت، وبالتالي لم يغادر منزله من الناحية الفنية كي يحضر الحفلة.

كما يحظر القانون التجمعات في الأماكن العامة لأكثر من شخصين، ما لم يكونوا أفرادًا من نفس الأسرة أو كان التجمع "ضروريًّا لأغراض العمل"، ومع ذلك قال المحامون إن داونينج ستريت ليس مكانا عاما.

 

الشرطة البريطانية 

وكانت اعلنت الشرطة البريطانية الخميس إنها لن تفتح تحقيقًا في أمر عقد تجمعات بمقر إقامة جونسون خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا، ما لم يتوصل تحقيق داخلي تجريه الحكومة إلى دليل يثبت حدوث مخالفات جنائية محتملة.

Advertisements
الجريدة الرسمية