رئيس التحرير
عصام كامل

مناخوليا.. "الصحافة فين.. العك بتاعنا اهه"

مناخوليا
مناخوليا

 

كنا زمان مع كل حدث نسمع هتافات "الصحافة فين.. الصحافة فين".. وكأن الهاتفون يبحثون عن صحفى لنقل الحدث الخاص بهم للراى العام

كان هذا يحدث حين التعرض لظلم حتى لو كان هذا الظلم فى أحد المبارايات او داخل أحد المصانع أو حتى على محطات السكة الحديد.. فدائما تجد المكلوم يبحث عمن يتحدث بلسانه وينقل مأساته لدرجة اننا كصحفيين كنا نشعر بأننا محور هذا الكون وهمزة الوصل الوحيدة بين المواطن والمسئولين.. وبطبيعة الحال كان معنا الإعلام الذى كان يقتصر على قنواته التى لا تتعدى أصابع اليد الواحدة حتى صحونا جميعا على هذه المناخوليا الإعلامية والصحفية والجماهيرية التى نحياها جميعا كمواطنين قبل ان نحياها كصحفيين أو إعلاميين

 

فالمسبحة قد انفرطت من بين أيدينا كصحفيين واصبحنا آخر من يلجأ إليه المواطن وآخر من يستصرخة المظلوم أو المكلوم.. فالسوشيال ميديا اصبحت هى البديل لدرجة ان الصحافة والإعلام باتا يستقيا اخبارهما منها.. فكل مواطن اصبح لديه كاميرا وكيبورد وهى معدات خطيرة جدا.. كل مواطن اصبح مصورا ومحررا وكاتبا وناقدا ومعارضا ومؤيدا فى آن واحد وهذه هى قمة المناخوليا إذا لم توضع لها ضوابط فستأخذنا جميعا إلى "الموريستان".. سواء كنا مواطنون عاديون او مسئولون أو حتى صحفيون وإعلاميون

 

كل يوم نصحوا على فضيحة.. كل يوم نصحوا على ترند يتسبب فى كارثة أسرية.. فالأحداث متسارعة ونسيانها أكثر سرعة لدرجة اننا يوميا نصبح على غير ما بتنا عليه.. بعكس ماضينا الذى كنا نشكوا فيه من اننا اللى بنبات عليه بنصبح عليه

بنات تنتحر.. وسيدات يطلقهن أزواجهن.. كل هذا بسبب التكالب على الترند

سيدات يعرضن اجسادهن فى روتين يومى على اليوتيوب.. ورجال يستعرضن نسائهم لزيادة عدد المشاهدات على صفحاتهم "وحاجه كدا آخر مناخوليا لدرجة أننى أصبحت ايقن ان جميعكم مواطنون ومسئولون وإعلاميون ستستيقظون يوما على هتاف موحد يقول "الصحافة فين.. العك بتاعنا اهه".. وساعتها اعدكم بأننا سنستجيب لعل مجتمعنا يعود منظما مرة اخرى بدلا من هذه المناخوليا الإعلامية التى نعيشها جميعًا!

مناخوليا

 

الجريدة الرسمية