رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نحن والسودان

أتفهم أن نحافظ على الوقوف على مسافة واحدة من كل الفرقاء فى السودان.. فنحن ننتهج سياسة عدم التدخل فى الشئون الداخلية لغيرنا من الدول، مثلما نرفض أن يتدخل أحد في شئوننا.. لكن لا ينبغى أن يغل ذلك أيدينا عن محاولة بذل جهد من أجل توصل هؤلاء الفرقاء إلى توافق يكملون به المرحلة الانتقالية بسلام وحتى يتمكنوا من اختيار سلطة جديدة من خلال صندوق الانتخابات.

  
إن السودان شقيق وجار مهم لنا واستقراره يهمنا واضطراب أوضاعه الداخلية يؤثر سلبا علينا ويضر بأمننا القومى.. كما أن الساحة السودانية باتت مفتوحة على مصراعيها لجهود مختلفة ومتنوعة لجمع الفرقاء السودانيين على كلمة سواء وتحقيق التوافق المطلوب لاستكمال المرحلة الانتقالية بسلام للوصول فى نهاية المطاف للدولة المدنية التى ينشدها السودانيون، ولا يصح أن نكتفى نحن فقط بالمتابعة من بعد.. 

 

ولعلنا شاهدنا كيف استفادت إثيوبيا كثيرا في أزمة سد النهضة من دورها الذى مارسته قبل عامين لجمع المكون العسكرى والمكون المدنى في السودان للتوصل إلى اتفاق، وشاهدنا أيضا أننا احتجنا لوقت حتى يتبين سودان ما بعد البشير خطورة السد الإثيوبى عليه، وأيضًا أطماع الإثيوبيين في أراضيه.

 

 

كما أن استمرار اضطراب الأوضاع في السودان على هذا النحو يمنح إثيوبيا فرصة للتهرب من العودة إلى مائدة المفاوضات، كما طالبها مجلس الأمن العام الماضى، للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد.. وهذا أمر مصيره بالنسبة لنا في ظل رغبة إثيوبية في السيطرة على النيل الأزرق والتحكم في تدفق مياهه لنا نحن والسودان. 
وهكذا هناك ما يحثنا على أن يكون لنا دور فاعل في استعادة السودان استقراره. 

Advertisements
الجريدة الرسمية