رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يعارض الإسلاميون الأنظمة الحاكمة دون امتلاك مشروعات بديلة؟ ‏

احتجاجات التيارات
احتجاجات التيارات الدينية

على مدار سنوات طويلة، تفننن الإسلاميون في كيفية المعارضة على أسس دينية ومدنية، يعرف كل إسلامي كيف ينقد ‏ويصل بالناس إلى الرفض المطلق لكل شيء، الأمر الذي ربط المعارضة بالنقد دون أسس سليمة، فتوسعت شهية الرفض ‏لكل شيء، لدرجة أن الناس ارتبط بقناعاتها أن كل ما يرفض يجب هدمه، سواء كانت سلطة أو حياة، أو أي شيء آخر.‏
ضوابط النقد ‏
ويرى الدكتور حمزة الطيار، الكاتب والباحث أن الإسلاميين بأغلب طوائفهم يجهلون ضوابط النقد، وهو من الخصال ‏المذمومة فيهم، فالنقد بلا دواعيه وضوابطه، يفقد أبناء المجتمع رجاحة العقل ونقاء السريرة، فالعاقل لا ينشغل بما لا يُفيد، ‏والإنسان السوي لا يستهدف أذية الناس والبلاد بالنقد المستمر دون وعي.‏
وأضاف: العلماء يؤكدون أن من علامات الحماقة الافتقار الدائم لثقافة النقد البناء، مردفا: للنقد فوائده التي لا ‏تُحصى، لكنه له أهله الذين يعرفون موارده ومصادره، ويميزون بينه وبين الوقيعة، ويأخذون على عواتقهم مهمة الإخلاص ‏له، ويقمعون أهواءهم إن تدخلت لإفساد منطق النقد، حسب وصفه. ‏
أوضح الطيار أن من يرفع سلاح النقد بلا علم أو مؤهلات ترشده إلى التفريق بين الصواب والخطأ، يصبح ‏نقده وبالًا على الناس وعليه، مردفا: لايتعلم أنصار التيارات الدينية من الدين الذي يسوقون أنفسهم أنهم أهله، فآيةُ الصدقة نزلت ‏في إنسان تحاملوا عليه لأنه يتصدق على الفقراء كييرا، فنزلت الآية: «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ‏وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فيسخرون منهم».‏
أضاف:  الإسلاميون يتلاعبون بالنقد، فيقعون دائما في تناقض يفضح نواياهم، وتابع: أحدهم يسرف وقته وجهده على نقد دولته ‏التي تمرد عليها، ويركز على نقد مظاهر يرى أضعافها في دول أخرى ينتمي ويتزلف إليها لتوفر له الملجأ، ويسكت على جبالٍ ‏من سلبياتها، وهذا دليل على أنه متلاعب يتبع هواه، ويتظاهر بأنه ينشد الإصلاح.‏

حماقات النقد الهدام 

أشار الباحث إلى أن الغشاش يأبى إلا أن يرتكب حماقاتٍ، يظهر بها  ما عنده من غش وشخصنة وخلط وخلل هدفه التشنيع ‏والتجريم وتشجيع الناس على رفض كل شيء لأتفه الأسباب. ‏


واختتم حديثه قائلا: يجب على من يتحدث باسم الدين، أن يعرف آدابه في النقد، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله ‏عَلَيهِ وَسَلمَ إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَمْ يَقُلْ: مَا بَالُ فُلاَنٍ يَقُولُ؟ وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا؟ أخرجه أبو ‏داود وغيره، ولو التزم الناس بهذا الأدب لعمَّ نفعٌ كثيرٌ من تصويباتهم، وحصل بها النفع المرجو.‏
 

الجريدة الرسمية