رئيس التحرير
عصام كامل

هنا تصنع السفن.. أبناء دمياط: استطعنا غزو العالم رغم الظروف الاقتصادية

صناعة السفن في دمياط
صناعة السفن في دمياط

رحلتهم تبدأ كل صباح، ورش صغيرة ومعدات بسيطة، عند سماع أصوات معداتهم عليك أن تعلم أنك في الثامنة صباحا، حدادين، نجارين، عمال دهانات، وعمال أوناش، جميعهم يلتفون يوميا حول مهنة صناعة السفن، والتي تميزت بها دمياط بين دول العالم بفضل مهارة أبناء تلك المهنة، وفي السطور القادمة تصحبكم “فيتو” في رحلة بين ورش صناعة السفن في دمياط. 

صناعة السفن في دمياط 

تميز أبناء مدينة عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط في تلك الصناعة، ربما كان السبب مهاراتهم التي أهلتهم لغزو العالم بهذا الشكل، تجولنا بين العمال رصدنا جزء من رحلتهم اليومية، أصوات المعدات فقط هي من تتحدث الينا، اقتربنا من أحد العمال تجاذبنا معه أطراف الحديث وبدأنا التعرف عن القرب علي ما يقوم به. 

“أنا بعمل صيانة للسفينة، والاحوال الاقتصادية ناثرة علي السوق” بهذه العبارة بدأ عم العربي حديثه لنا، واستكمل حديثه قائلا: كنا بصنع سفن بشكل مستمر ولكن الأحوال الاقتصادية أثرت علينا، أصحاب المراكب دلوقتي فضلوا أعمال الصيانات علي أنهم يصنعون جديد، واستكمل صانع السفن حديثه قائلا: بنشتغل باليومية وآخر اليوم بنروح راضيين، المهم منوقفش شغل. 

أبناء دمياط يغزون أوروبا 

حديث جانبي كان يحمل بعض الذكريات بين عدد من العمال، انتبهنا له فكان يدور حول بعض السفن التي ستذهب الي اليونان، علمنا أن هناك بعض السفن يتم صناعتها داخل ورش عزبة البرج لصالح بعض رجال الأعمال الاوربيين أبرزهم اليونان وقبرص واسبانيا،

 عم رزق أحد العمال داخل ورش السفن بدأ حديثه لنا قائلا: أنا أعمل منذ  30 سنة في تلك المهنة صنعت الكثير من السفن واليخوت لصالح اوروبا، ولم أتوقف عن مهنتي حتي أموت، واستكمل حديثه قائلا: عمال الأوناش يبذلون مجهود كبير في سحب السفينة للبر، أنا عندى 64 سنة ومازلت اعمل في تلك المهنة الشاقة ومستمر بفضل الله. 

غرفة حفظ السمك سر الصنعة 

بينما كانت رحلتنا بين ورش صناعة السفن في عزبة البرج، استقبلنا أحد الشباب اطلعنا علي سر جديد من اسرار صناعة السفن، غرفة حفظ الأسماك فقال لنا: هذا المكان له طبيعة خاصة في صناعته، لازم ناخد بالنا كويس لان دى المكان المهم بالنسبة للصيادين، واحنا بفضل الله بنقدر نصنع المكان ده بأقل خامات وأشار أيضا إلي أن ما يميز أبناء صناعة السفن في محافظة دمياط، هو سر صناعة هذا الجزء، انتهت جولتنا ولكن اسرار صناعة السفن لن تنتهي ومازالت رحلة صناع السفن مستمرة. 

 

الجريدة الرسمية