رئيس التحرير
عصام كامل

حسن حامد

مجموعة من الشباب حديثي التخرج، وغرفة صغيرة، وطموح كبير، ورغبة في النجاح، وقدرة على مواجهة التحديات الكثيرة، تلك كانت أدوات الإعلامي المبدع حسن حامد لإحداث طفرة في الإعلام المصري قبل ثلاثين عامًا، الطفرة بدأت بقناة للمعلومات، تلك التجربة التي جعلت المواطن المصري في قلب الأحداث المحلية والعالمية، بتنوع أخبارها ورشاقة كتابتها، وسرعة متابعاتها، فكانت الأقرب إلى مدارس الإعلام العالمية، كنت في بدايات عملي الصحفي، وكنت أقضي نصف يومي في ماسبيرو، لقاءات مع الكبار ومتابعة لما يجري في الإستديوهات وإعداد لبرامج إذاعية كان يقدمها الأساتذة، وساعات كنت أقضيها في الفرجة على ورشة إنتاج الأخبار التي أنشأها حسن حامد.

 

خبرة حسن حامد

 

كبر حلم الرجل، وأراد أن ينفتح على العالم،  فكانت قناة النيل الدولية التي خاطبت العالم بلغاته المختلفة، وقدمت الثقافة والتراث المصري في أبهى صورة، وبنفس الشباب الذي تخرج من ورشة أخبار قناة المعلومات، ليضع حسن حامد كل خبراته المكتسبة من عمله بالإذاعة المصرية، ثم إذاعة طوكيو اليابانية،، ثم صوت أمريكا في تجربة متميزة وفريدة لتكون بداية لإنطلاقة أكبر.

 

وتمثلت تلك الإنطلاقة في قنوات النيل المتخصصة، التي وضعت مصر على خريطة الإعلام الدولي، وفي المقدمة منها قناة النيل للأخبار التي اعتمد فيها حسن حامد على الشباب أيضًا، وكانت المنافس الأبرز لقناة الجزيرة، ثم النيل الثقافية والدراما والمنوعات وعدد من القنوات التي غيرت وجه الإعلام المصري، وأثرت الساحة العربية، فكان إعلامنا قبلة لكل عربي يبحث عن الخبر والمعلومة والترفيه.

 

حسن حامد الذي لم أره في بداية تجربته إلا واقفًا بين أبنائه في قناة المعلومات.. تحدى كل الصعاب، وكان يشتغل بيد ويصد بالأخرى محاولات تعطيل أعداء النجاح له، هذا الرجل أهلته تجربته لرئاسة إتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، ولو إستمر فيها لفترة لكان وضعنا الإعلامي أفضل بكثير.

 

 

بدأت مشواري الصحفي بالفرجة على حسن حامد، انبهرت بإبداعه وصبره وقدرته على مواجهة التحديات، ثم أسعدني العمل تحت قيادته في إحدى القنوات الخاصة، فكانت الإستفادة الأكبر من تجربته الثرية وتوجيهاته، وكانت أيضًا في الإنصات إليه.

تلاميذ حسن حامد هم الأبرز حاليًا في القنوات المصرية والعربية، بعضهم في التقديم، وآخرين في الإخراج والإعداد، ومنهم من تحمل مسئولية محطات تليفزيونية وحقق نجاحات مبهرة.

حسن حامد ما زال حيًا، وما زال يحلم، وما زال لديه الكثير، لم أكتب عنه لألفت الأنظار لتكريمه، ولكن لأذكر من بيده الأمر أن لدينا قامة كبيرة نحن في أمس الحاجة لمشرطها الإعلامي.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية