رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فن قتل الوقت في فيينا

فيما انتهت الجولة السابعة من المحادثات حول الملف النووى الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا إلى الفشل، بل والتراجع عما سبق في الجولات السابقات، وبينما تتهم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طهران بإصابة المباحثات بالإخفاق، تواصلت التهديدات الإسرائيلية، بضرورة إجهاض المشروع النووى، كما دوت أصوات انفجار عنيف قرب مفاعل نطنز النووى الإيراني، تباينت تفسيراته بين الإعلام الرسمي الحكومي، وبين تقارير إعلامية مطلعة. 

 

قائد الدفاع الجوى فسر الانفجار بأنه لصاروخ اعتراضي يتم تجربته للتأكد من جاهزية منظومة الدفاع الجوى.. والتقارير المتداولة تتحدث عن مسيرة في سماء طهران أطلق عليها صاروخ. حجم التفجير والنيران وعنف الصوت وصداه، يتجاوزون جميعا قصة صاروخ ومسيرة انفجرا معا. 

 

إسرائيل وإيران 

 

إسرائيل في حالة نشاط لا تنقطع داخل إيران وخارجها، بل جندت فنيين في المشروع النووى نقلوا أرشيف المشروع للموساد. فإذا كانت أصابع الإتهام تتجه إلى تل أبيب فلماذا تصرف عنها إيران التهمة وتنسبها إلي تدريب عسكرى صاروخي؟ تمارس الدولتان لعبة القط والفأر: تضربني هنا أضربك هناك. في البحر. في عواصم. في أي مكان.

 

الجولة الأخيرة، السابعة، ذهبت إليها إيران وهي غير مقتنعة بضرورة توقيع إتفاق، لأن بلوغها نسبة تخصيب اليورانيوم إلي ٩٠٪؜ يجعلها في موقع قوة، تستغني به عن تفاوض يخفض معدل الردع لديها لحساب إسرائيل والغرب والعرب.

هي بالفعل كانت تتفاوض وترفع في الوقت ذاته معدلات التخصيب، وهو ما إنتبه إليه المفاوضون، الأوروبيون والأمريكيون: جاءت إيران لتشترى الوقت.. من أجل هذا كان إنهاء التفاوض لعدم جدواه قرارا أوروبيا أمريكيا محضا، فقد أدخلت إيران تعديلات علي نصوص تم الإنتهاء منها والاتفاق عليها في الجولات الست السابقة.

 

بطء مفاوضات فيينا

 

بلينكن وزير الخارجية الأمريكي كشف موقفها بوضوح: المماطلة والتسويف. لكن لدينا خيارات وأدوات أخرى إذا إستمرت علي هذا النهج. من ناحيته إعترف وزير الخارجية الإيراني ببطء المفاوضات لكنها ستصل إلى إتفاق جيد. البطء إذن هو الوقت الذي تحتاجه إيران.. وتستنكره الدول الغربية، وإسرائيل ودول الخليج.

 

جاء الوفد الإيراني إلي فيينا بتوجيهات مغايرة من رئيس مغاير، إبراهيم رئيسي، ولابد أنه يريد أن يقدم وجهه الصارم، وهو المطلوب دوليا للمحاكمة الجنائية، وهو يريد إظهار التشدد لشراء الشارع الإيراني الساخط، بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية. مطالب إيران الرئيسية هي رفع العقوبات، وبالفعل رفع الرئيس الأمريكي بايدن بعض العقوبات بشكل سرى في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، وفق مذكرة أرسلها لاحقا للكونجرس، وإعتبر الرفع الجزئي لصالح الأمن القومي الأمريكي في العراق. فشل التفاوض، وإعلان هذا الفشل هو ما تنتظره إسرائيل لبدء تنفيذ خطة العمليات الكبرى التى أعلنت أنه يجرى تجهيزها. 

 

تتحدث المصادر الإسرائييلية عن ثلاث جهات تعمل في وضع خطط لهجوم كبير يجهض التهديد النووى الإيراني. لن تنتظر إسرائيل طويلا، فقد تبادر بضوء أخضر، أو بدونه، من أمريكا، لضرب إيران في قلبها النووى. عندئذ ستفتح جهنم أبوابها علي المنطقة.. لكن.. ربما الجولة الثامنة أوائل الاسبوع المقبل تحمل حلولا وسطا ترضي الألمان والفرنسيين والبريطانيين.. والأمريكان.. وإسرائيل. لكن بأى ثمن؟ هذا هو السؤال.

Advertisements
الجريدة الرسمية