رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التعليم يجر مصر للخلف!

هل لدينا نية حقيقية لمستقبل أفضل لمصر؟ الإجابة نعم.. لكن كما يقول المثل أسمع كلامك أصدقك ولكن أشوف أمورك أستعجب، أقصد طبعا كلام وزيرى التربية والتعليم، والتعليم العالى والبحث العلمى.. كيف؟ 

 يقول الوزيران وينشدان، وننشد معهما على أهمية تطوير التعليم، لكن الواقع عكس ذلك على طول الخط.. كيف؟ طبعا حين تتحول العملية التعليمية إلى عملية مادية لا يقدر عليها محدودو الدخل، ويتم الترويج للشعار اللى ممعهوش م يلزموش في العملية التعليمية، يبقى الهدف أن مستقبل مصر ليس في الحسبان.. كيف؟ 

 

التعليم والطبقة المتوسطة

 

الإجابة ببساطة تتركز في عدة نقاط: الأولى، هل تقدم مصر سيقوم به أبناء الأغنياء والقادرين فقط.. ولا حاجة لعقول وقدرات أبناء الفقراء ومحدودى الدخل. ثانيا، كان التعليم هو البوابة الرئيسية للانتقال من طبقة إلى أخرى والترقى الاجتماعى والمادى للشخص وأسرته، وعندما تم إهدار قيمة التعليم والمتعلم لم يكن الهدف فقط هو ضرب الترقى الاجتماعى في مقتل، ولكن كان الهدف هو هزيمة الدولة ذاتها.

ثالثا، ما تم في السنوات الأخيرة من "فرم" الطبقة المتوسطة وتحول المجتمع إلى طبقة النصف في المائة للأغنياء والباقى فقراء بل ويزداد فقرهم يوما بعد يوم يؤكد أن مسلسل استبعاد غير القادرين مستمرا.. رابعا، هل الذكاء مرهون فقط على أبناء القادرين لكى يكون لهم فقط  حق التعليم.. خامسا، هل بلد بها الآن أكثر من 110 مليون مواطن ويقتربون من الـ 200 مليون في سنوات قليلة قادمة هل سييقوم تقدم البلد على فئة قليلة مع استبعاد الغالبية.

سادسا، إذا كنا نبحث عن تعليم متقدم وبالتالي نحتاج إلى إمكانيات مادية ضخمة لا تقدر عليها الميزانيات الحالية (مع تحفظى على ذلك) فلماذا لا يكون المعيار هو الذكاء والقدرات العقلية لأن الهدف الأكبر هو مصر سواء كان أصحاب هذه العقليات أبناء الأغنياء أم الفقراء لأن المستقبل لمصر وليس لفئة معينة! وحتى لا يكون كلامى عاما ويفتقد إلى البراهين وأدلة الإثبات سوف أعرض بعض الأمثلة..

من يستطيع الآن تحمل الدروس الخصوصية في المرحلة قبل الجامعية بعد تدهور وتراجع ما يقدم  من شرح في المدارس الآن، وعلى فكرة يستوي في ذلك كل أنواع المدارس الحكومية والتجريبية والخاصة! ومن يراهن على حجم الإنفاق بامتلاك المصريين للفلوس لا يعرف طبيعة المصريين أن الأسرة توفر"لقمتها وهدمتها" كما يقولون من أجل تعليم أولادهم.

الأقسام المتميزة الآن في الجامعات الحكومية أصبحت بعشرات الآلاف من الجنيهات فهل يعقل لطالب اجتهد وتفوق والتحق بكلية هندسة مثلا لا يمكنه أن يلتحق بالأقسام المتميزة فيها والتي سيقوم عليها تقدم مصر لأنه ببساطة إبن طبقة لا تستطيع تحمل هذه التكلفة!

والأمر إنتقل من الكليات العملية إلى الكليات النظرية، فالأقسام التي تدرس القانون والاقتصاد واللغات. الخ بالانجليزية أو الفرنسية أصبحت بالفلوس أيضا، وأعرف حالة إضطرت إلى التحويل من تجارة إنجليزى إلى كلية الآداب لأن أهلها اكتشفوا عدم استطاعتهم دفع نحو 20 ألف جنيه في العام.

 

إحياء القوة الناعمة

 

والسؤال إذا كانت القيادة السياسية تخطط وتسعى لتقدم مصر من جهة وجذب إستثمارات أجنبية.. الخ من أهداف، فكيف يستمر الحال دون تحويل التعليم الجامعى وما قبله إلى مستوى يتعامل مع المستقبل وكيف نسمح بإستمرار الإنفاق على مناهج لا تتوائم مع المستقبل رغم أن التكلفة لن تكون باهظة وعلى سبيل المثال فى الكليات النظرية.

مع التوسع في الجامعات الأهلية وأتمنى زيادتها لتكون أكثر من 50 أو 100 جامعة ومعاهد متقدمة لماذا لا يكون الهدف الأول من إقامتها هو جذب أبناء الأقطار العربية والأفريقية ودول العالم الثالث وأبناء المصريين الذين يسافرون للخارج للتعليم لتكون مصدرا للدخل للاقتصاد القومى من جهة ويستغل العائد في تطوير أداء الجامعات الحكومية بالإضافة إلى إعادة القوة الناعمة لمصر في مجال التعليم..

 

 فقد تخرج من الجامعات المصرية في الماضى مئات الألوف من غير المصريين ومنهم من أصبح قادة وحكاما في بلادهم ويحملون المشاعر الفياضة لمصر وكانت جسرا مهما للتواصل والنمو مع شعوب هذا البلدان حتى بدأت مسلسلات إزاحة مصر عن الساحة وكان في مقدمتها غلق أبوابنا أمام تعليم أبناء المنطقة إما لأسباب سياسية  أو بسبب تراجع مستوانا التعليمي، فتركنا الساحة لأجيال تحكم الآن في بلادها تعلموا في أوروبا والكتلة الشرقية وروسيا وأصبح ولائهم للغرب ولكل ما هو غير قومى أو عروبى. 

وللحديث بقية!!

yousrielsaid@yahoo.com

Advertisements
الجريدة الرسمية