رئيس التحرير
عصام كامل

السودان يدخل دوامة الخلافات.. مظاهرات الخرطوم ترفض اتفاق حمدوك والبرهان

حمدوك والبرهان
حمدوك والبرهان

عمت مظاهرات العاصمة السودانية الخرطوم اليوم، فى الوقت الذي رحب العالم بالاتفاق السياسي الموقع فى السودان، بين قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والدكتور عبدالله حمدوك، الذى عاد بموجبه لرئاسة الحكومة السودانية،

وأعلن تحالف "قوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي" تمسكه بموقفه الرافض لأي مفاوضات أو شراكة مع من وصفهم بالانقلابيين غير الشرعيين -القوات المسلحة.

مظاهرات رفض الاتفاق

وأكد المجلس المركزي للحرية والتغيير، أنه غير معني بأي اتفاق مع ما وصفها بالطغمة الغاشمة معلنا العمل بكل الطرق السلمية لإسقاطها، كما يقول البيان.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، رفضه الاتفاق السياسي الموقع في وقت سابق من اليوم الأحد بين الجيش ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووصفه باتفاق الخيانة، وقال فى بيان: "إن اتفاق الخيانة مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يخص سوى أطرافه".

كذلك أعلن حزب التجمع الاتحادي رفضه أي اتفاق مع المكون العسكري، مؤكدا انحيازه للشارع وتصعيد النضال السياسي ضد العسكريين حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية خالصة.

تأييد برمة

في المقابل، أيد رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر الاتفاق السياسي، معتبرا أن الاتفاق على حمدوك جاء وفقا لما يجده من قبول في الداخل والخارج، حسب تعبيره.

وتظاهر آلاف السودانيين في الخرطوم عصر اليوم الأحد، رفضا للاتفاق السياسي الذي وصفه تجمع المهنيين بـ"اتفاق الخيانة"، وبينما دعا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك -خلال مراسم التوقيع على الاتفاق مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى التوافق على كيفية حكم السودان، تعهد البرهان بعدم إقصاء أي طرف أو جهة في السودان.

حقن الدماء

وقال حمدوك بعد حفل التوقيع، إن توقيعه على الاتفاق هدفه حقن دماء السودانيين، والحفاظ على مكتسبات العامين الماضيين، مشددا على ضرورة التوافق على طريقة حكم السودان، وعلى أهمية التسليم بأن الشعب السوداني هو الحكم.

من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن الاتفاق الجديد مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أسس لمرحلة انتقالية حقيقية، وإن ما تم تحقيقه جرى العمل عليه منذ ما قبل 25 أكتوبر الماضي، على حد تعبيره.

وأكد أن الانسداد السياسي حتّم على الجيش ضرورة التوقف في مسيرة الانتقال، وإعادة النظر في ما تم وسيتم في المستقبل.

ووجه عبد الفتاح البرهان الشكر لحمدوك مؤكدا أنه كان جزءا من فريق التوسط بين المكونين العسكري والمدني وهو "محل ثقتنا وتقديرنا".

ومضى قائلا "لا نريد إقصاء أحد أو أي جهة في السودان، ونعاهد الشعب على الوصول لانتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية".

بنود حمدوك والبرهان

ويقضي الاتفاق بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك بعودة حمدوك رئيسا للحكومة خلال الفترة الانتقالية، وإطلاق سراح القياديين المدنيين المعتقلين منذ سيطرة الجيش على السلطة نهاية أكتوبر الماضي، ويشمل الاتفاق أيضا استكمال المشاورات مع القوى السياسية باستثناء المؤتمر الوطني- حزب الرئيس المعزول عمر البشير-، والاستمرار في إجراءات التوافق الدستوري والقانوني والسياسي الذي يحكم الفترة الانتقالية.

وينص الاتفاق على الالتزام الكامل بالوثيقة الدستورية إلى حين تعديلها بموافقة الجميع، ومحاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين.

كما اتفق الطرفان على أن مجلس السيادة سيشرف على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية من دون تدخل في العمل التنفيذي، فضلا عن التأكيد أن الشراكة بين المدنيين والعسكريين هي الضامن لأمن السودان، وشمل الاتفاق التحقيق في الأحداث التي جرت في المظاهرات من إصابات ووفيات، وتقديم الجناة للمحاكمة.

 

الجريدة الرسمية