رئيس التحرير
عصام كامل

رحيل جمال أبو العزم استشاري عملية تفجير الحفار بساحل العاج

الراحل جمال أبو العزم
الراحل جمال أبو العزم

رحل عن عالمنا اليوم السبت، الرائد جمال أبو العزم، بطل البحرية المصرية، استشاري عملية تفجير الحفار في ساحل العاج، حيث كان له دور فعال فى مواقف كثيرة ومع قادة وشخصيات مهمة ومؤثرة، وله أعمال عظيمة كما كان رجلا رياضيا ومن نواة الصاعقة البحرية بالإضافة إلى كونه مهندسا بحريا متميزا وله بصمات وإنجازات عديدة.  

 

من هو جمال أبو العزم ؟  

 

ولد جمال محمود على أبو العزم في الأول من أكتوبر عام 1928، حاصل على  بكالوريوس كلية الهندسة جامعة فؤاد الأول (قسم هندسة ميكانيكا) 1950، التحق بالقوات البحرية وأمضى فترة التدريب بالكلية الحربية ثم البحرية التي تخرج منها برتبة ملازم أول بحرى مهندس فى أواخر عام 1950.  

 

حصل "أبو العزم " على وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة عام 1965 بمناسبة تأميم قناة السويس، وبعد التخرج عمل بالقوات البحرية، وانضم فى كشوف الأقدمية إلى الدفعة الثانية بحرية، مع أنه كان فعليا قبل الدفعة الأولى بحرية (وأن دفعته خريج الكلية الحربية وضعوا بأقدميتهم الصحيحة).  

 

حياة أبو العزم  العملية والعسكرية  

 

عمل " أبو العزم"  مهندس ثالث على المدمرة "محمد على" بقيادة القائد  (الفريق أول) سليمان عزت واستمر فى العمل إلى أن أصبح كبيرا لمهندسيها، وعمل كمهندس ثان فى لنشات الطوربيد وكانت تحت قيادة اليوزباشى (اللواء) عبد المعطى العربى – وزير النقل البحرى السابق ، وكان نائب القائد الشهيد اليوزباشى جلال الدسوقى.  

 

و انتقل للعمل فى الكلية البحرية ، وقام بتدريس مواد بناء السفن والهندسة البحرية للدفعة السادسة وكذلك قام بتدريبهم على أعمال قتال فى المدن بعد أخذ فرقة فى مدرسة المشاة.  

 

وساهم أبو العزم فى تدريب عدد من ضباط القوات البحرية يزيد على 2000 من أفراد القوات البحرية فى القتال فى المدن، وكانت نواة للصاعقة البحرية وكان قائدها أحد المشتركين معه فى التدريب اللواء بحرى عبد المنعم بدر، وقام الملحق البحرى الأمريكى بإبلاغ إسرائيل عنه وبعد حرب 56 سألت إسرائيل عنه الأسرى المصريين وبعد تبادل اللأسرى علم بذلك.
 

كما عمل مديرا لمدرسة الهندسة البحرية، وترجم عدة كتب وقام بالتدريس فى مقاومة الحريق وحصر العطب.  

 

أعضاء نوادي ضباط الإسكندرية   

 

وعقب قيام الثورة تم انتخاب أعضاء مجلس إدارة نوادى ضباط الإسكندرية من الجيش والبحرية والطيران وتم انتخابهم بمعسكر الجلاء، وتم انتخاب ثلاثة أعضاء من البحرية، وهم الصاغ كمال عبد الرحيم نائب الأحكام البحرية، والرائد بحرى شاكر حسين (الدفعة الأولى) واستشهد وهو قائد الفرقاطة دمياط فى جنوب سيناء عندما هاجمته الطراد" نيو فوند لاند" أثناء حرب 56 ومدمرتين بريطانيتين، وتولي هو والرائد مشاة أحمد شكرى الذى أصبح فيما بعد برتبة لواء وسفير لمصر باليمن

 

 نادى ضباط مصطفى باشا بالإسكندرية.  

 

أنهى  الخدمة فى القوات البحرية برتبة (صاغ ) ليكون من نواة المهندسين العاملين والمؤثرين فى قناة السويس.  

 

محطات في حياة أبو العزم المدنية  

 

1956 – 1969: اشترك فى تأميم قناة السويس، وشارك فى شراء ومراقبة البناء لجميع الوحدات البحرية طوال عمله فى إدارة التموين (رئيس القسم الفني ، ومدرسا فى المعهد البحري التابع لهيئة قناة السويس خلال هذه الفترة والاشتراك فى التقييم الفنى للوحدات البحرية للجمعية التعاونية للبترول عند تأميمها كما شارك فى إنشاء شركة التمساح لبناء السفن. وفى خلال هذه الفترة سافر ممثلا للهيئة فى استلام العديد من الوحدات البحرية. انتدب لشراء ناقلة بترول لخدمة القوات المسلحة فى حرب اليمن، وخلال حرب 56 فضل البقاء فى الأسماعيلية حيث أنه كان مدربا لحرب العصابات ويستطيع أن يقود المتطوعين فى الإسماعيلية وحصل على تصريح من القوات المسلحة للحصول على السلاح والذخيرة ثم قام بتوزيعها على رجال الشرطة فى النهاية.  

 

كان مشرفًا على فريق كرة القدم فى نادى قناة السويس وقد فاز هذا النادى بكأس مصر فى عام فى موسم 1963-1964 " وكانت هى المرة الأولى والأخيرة ".  

 

وكان له أيضا نشاط رياضى كبير فى إدارة التموين، وفازت ببطولة قناة السويس فى لعبة الفولى بول، ومن بين عامي 1969 – 1970 عمل مدير تنفيذي لترسانة بورسعيد البحرية ( 3200 عامل ومهندس ).  

 

التى ساهمت فى كثير من الخدمات للقوات المسلحة فى خلال حرب الاستنزاف. وقامت ببناء العشرات من السفن التجارية والوحدات البحرية.   


 

أهم إنجازات الرائد أبو العزم  

 

فى أوائل الخمسينيات وعندما عُين على المدمرة محمد على بقيادة القائمقام (الفريق أول) سليمان عزت كان ينتدب دوريًا للإشراف على عدد من اللنشات السريعة (الطوربيد البشرى) (Human Torpedo ) وهى لنشات إيطالية تحمل بمتفجرات ويقودها قائد للهجوم على سفن الأعداء ويلقى هذا القائد بنفسه فى الماء قبل إصابة الهدف.

 وعندما جاء دوره فى الإشراف على هذه اللنشات (كان عددها من 4-6) وكانت جميعها لا تعمل واستطاع التوصل إلى أسباب أعطالها وقام بإصلاحها، وقد قال له اليوزباشى (فريق اول) محمود فهمى وكان يعمل فى العمليات إنهم فوجئوا بهذه اللنشات تبحر سريعًا إلى داخل الميناء وبشكل مكثف وهكذا نال إعجاب جميع القادة.  

 

و بعد خروجه  من البحرية وتعيينه رئيسًا لشركة التمساح لبناء السفن، استعان به شقيقه المقدم (اللواء) رشاد ابو العزم فى مشاريع كثيرة خاصة بالقوات البحرية: منها تغيير مدفعية مركبة على لنشات الطوربيد بعيار أكبر مع رفع مواسير قاذفات الطوربيد والتى رفضها السوفييت.

 وهنا ما زال يتذكر كلمة سمعها من أحد البحارة (إننا الآن لن نخشى مواجهة اللنشات الاسرائيلية).  

 

و تصنيع قاذفات صواريخ استعملت بكثافة فى قذف رمانة وبالوظة قذفًا عشوائيًا فى حرب 1973.  

 

‌و كان اخوه هو حلقة الوصل بينه وبين المقدم (اللواء) حسين عاصم من المخابرات الحربية كاستشارى فى عملية نسف الحفار الإسرائيلى "كيتنج " فى ساحل العاج، وهو الذى حدد مكان وضع المتفجرات لنسف الحفار وتم ذلك بنجاح، كما استعان به زوج أخته العميد مهندس نبيل الشرقاوى فى كثير من الاستشارات للقوات البحرية.

الجريدة الرسمية