الشيخ متولي الشعراوي يشرح سر كراهة زواج الأقارب
يحذر العلم الحديث من زواج الأقارب وما يتبعه من نقص في تكوين الروح الجديدة، ويشرح الشيخ محمد متولي الشعراوي في حديثه السر في كراهة بل تحريم هذا الزواج فيقول:
الله سبحانه وتعالى حين خلق الخلق أعلمنا كيف خلقه، فقد خلق أولا الكون بما فيه من نبات وحيوان وجماد، ووضح لنا أسباب نمائها.
ثم خلق الإنسان ليكون سيدا على هذه المخلوقات جميعا، لأنها في خدمته، وقد خلق الله تعالى الخادم أولا ثم خلق السيد المخدوم الذي تصب كل الأجناس في خدمته.
وقد صور السيد المخدوم من تراب وطين، وبعد ذلك نفخ فيه من روحه فخلق الزوجين آدم وحواء، وأوجد العنصرين الذين توجد بهما تكاثر الحياة، إذا فكل تكاثر في الحياة ينشأ بين زوجين.نعرف ذلك لأننا نلقح النخل ليثمر، ومادة التلقيح تأتي من ذكورة في النبات ليلتقى بالأنوثة فيه.
وهذو واضح في نخل البلح فيوجد بها ما يسمى بالدكار، أي النخلة الدكر، والنخلة التي تثمر ويوضع فيها تحت جريد قمتها، ومع توالى الأيام ينتج البلح.، وسبحان الله الذى خلق الأزواج كلها ومما تنبت الأرض ومن أنفسهم..
الزواج في الإنسان
نأتى بعد ذلك الى الأزواج في الأنفس، فهم ذكر وأنثى، ونحن نتزوج لنتكاثر، وبقى بعد ذلك من الأزواج التي خلقها الله للتكاثر غير ما تنبته الأرض وغير الأنفس، وقد عبرت عنها الأية ( ومما لا تعلمون ).
اى ان هناك زوجية أخرى للتكاثر لم يكن الانسان يعلمها وقت نزول القرآن، ولكن القرآن نبه إليها لقوله تعالى " ومما لا يعلمون " وستظل هذه العبارة من الأية واقعية في الحياة مع كل اكتشاف جديد فيها إلى أن تقوم الساعة.
المحرمات في الزواج
وبالنسبة للزواج والتكاثر الذي يوجد بين زوجين يجتمعان فإن لكل منهما عناصر ومقومات، وقد بنى التكاثر على تباعد الأفراد في الزوجية، وهذه حقيقة علمية وصل اليها المشتغلون بالعلم، وقد جعلها الله أساسا للتكاثر وأخبر عنها القرآن الكريم ووضع للزواج أساسا يتحقق به التكاثر في تحريم اناث بحكم قرابتهن من ذكور، فقال تعالى في سورة النساء: "حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت، وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم، ورائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن، فلا جناح عليكم وحلائل ابنائكم الذين من أصلابكم، وأن تجمعوا بين الاختين، إلا ما قد سلف، إن الله كان غفورا رحيما ".
علاقة التقارب
بدراسة الاية نجد علاقة التقارب بين الرجل والمحرمات عليه، وقد بدأ التحريم بالامهات لأنهن الأصل، وبعد ذلك يأتي تحريم الفرع فتقول الآية " وبناتكم " ثم يأتي تحريم المتساوى وهو "أخواتكم " ثم أخذ التسلسل في التحريم يتباعد شيئا فشيئا.
المكتشفات الحديثة
فعند بدء الخليقة كان الرجل يتزوج أخته، لأن هذا هو الموجود في الكون، لكن التباعد بين الأخوين الزوجين تحقق فلم يتزوج الذكر والانثى من بطن واحدة، وإنما تزوج الذكر من بطن بأنثى من بطن أخرى، ثم أخذ التباعد شيئا فشيئا.
أصبحت قضية التكاثر من المكتشفات الجديدة علما كبيرا بدليل ان الأبحاث العلمية كشفت اسرارا كثيرة فيه.
الزواج من الأجنبية
وقد أدرك الإنسان هذا التباعد بفطرته منذ قديم، ونر ذلك في شعر الشعراء الذين كانوا يلاحظون ان زواج القريبات غير المحرمات ينتج نسلا ضعيفا مثل الزواج من بنات العم، فحين مدح الشاعر رجلا بقوته الجسدية قال ( فتى لم تلده بنت عم قريبة فيضوى، وقد يضوى سليل الأقارب )
وقد رغب الإسلام في الزواج من أجنبيات فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( اغتربوا لا تضووا ) وفسر أهل العلم هذا بقولهم تزوجوا من الأجنبيات ولا تتزوجوا من العمومة.
