رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكراه الخامسة.. جمال حماد "شاهد على التاريخ"

جمال حماد
جمال حماد

تحل اليوم الذكرى الخامس لمؤرخ الثورة كما أطلق عليه اللواء جمال حماد الذى جمع بين الانضباط العسكرى والثقافة، فأصبح أحد أهم شهود العيان لتوثيق التاريخ المصرى باعتباره أحد الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو واستمر فى مسيرة العطاء حتى رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم من عام 2016.

نشأته

ولد اللواء جمال حماد بالقاهرة فى 10 مايو عام 1921 وكانت نشأة جمال حماد، سببا رئيسيا في بلاغة أسلوبه وقوة كلماته التي صدر منها الخطاب، حيث كان والده الشيخ إبراهيم محمد حماد من قرية "شبرا ريس" بمركز شبراخيت محافظة البحيرة، وهو من خريجى الأزهر الشريف وكان يعمل مدرسا للغة العربية، فتعلم منه الابن علوم اللغة العربية والشعر والتاريخ.

الكلية الحربية

بعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق جمال حماد بالكلية الحربية وتخرج منها في منتصف إبريل عام 1939، ليتدرج بعدها في المناصب العسكرية حتى تولى أركان حرب سلاح المشاة (قبل قيام ثورة يوليو) وكان برتبة (رائد)، وكان اللواء محمد نجيب مديرا لإدارة المشاة وقتها، ومن هنا تعرف عليه وزادت الثقة بينها حتى ضمه الأخير إلى صفوف تنظيم الضباط الأحرار.

التحق جمال حماد بالكلية الحربية وتخرج منها في منتصف إبريل عام 1939 وكان من زملائه الذين تخرجوا معه في نفس الدفعة كل من المشير عبدالحكيم عامر، وصلاح سالم، وصلاح نصر النجومى مدير المخابرات العامة الأسبق. بدأ خدمته العسكرية في السودان ثم انتقل لمنطقة القناة ثم إلى الإسكندرية، وأثناء الحرب العالمية الثانية، عمل مدرسا لمادة التكتيك العسكري والأسلحة في مدرسة المشاة والكلية الحربية في مصر بين عامي 1942 و1946.

و تولى جمال حماد أركان حرب سلاح المشاة (قبل قيام ثورة يوليو) وكان برتبة صاغ (رائد) وكان اللواء محمد نجيب مديرًا لإدارة المشاة، وتعرف عليه عن قرب وازداد به وثوقا، فانضم في هذه الفترة لتنظيم الضباط الأحرار عام 1950 عن طريق صديقه الصاغ أ.ح عبدالحكيم عامر، واشترك في الفاعليات الأولى لثورة 23 يوليو 1952 وكتب بنفسه البيان الأول للثورة الذى ألقاه البكباشى أنور السادات صباح يوم 23 يوليو من مقر هيئة الإذاعة. تولى جمال حماد بعدها منصب مدير مكتب القائد العام محمد نجيب.

محمد نجيب

وبعد أن تطورت الأحداث وحدثت خلافات داخل مجلس قيادة الثورة الذى كان رجاله من أنصار جمال عبدالناصر، بعد أحداث فبراير ومارس 1954، قدم نجيب استقالته ورجع تحت ضغط الإرادة الشعبية، ولكنه كان بلا سلطات لأن السلطات التى كانت بيده انتزعت منه فتولى قيادة الجيش الصاغ عبدالحكيم عامر الذى تم ترقيته أربعة ترقيات دفعة واحدة إلى رتبة اللواء، وتولى عبالناصر منصب رئيس الوزراء واصبح نجيب رئيسا بلا صلاحيات إلى أن تم القبض عليه وتحديد إقامته في فيلا زينب الوكيل حرم النحاس باشا.

وعارض جمال حماد اعتقال محمد نجيب ووضعه بالاقامة الجبرية في فيلا المرج 18 عاما وأوضح في كتبه أن لنجيب فضلا في نجاح الحركة كضابط برتبة لواء معروف للشارع المصري وأنه بدونه كانت نسبه الفشل ستكون أعلى لأن الباقين شخصيات غير معروفة داخل مصر أو خارجه. بعد الإطاحة بمحمد نجيب انتدب للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامي 1952 و1957 في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق.

وعين محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا للمنوفية وذلك بين عامي 1965 و1968. وضع اسمه على رأس قائمة الضباط الأحرار حينما صدر قرار جمهوري عام 1972. أصدر عدة كتب عن ثورة يوليو وأسرارها حتى لقب بمؤرخ الثورة.

رفض الإغراء

ويعد اللواء جمال حماد  الوحيد من الضباط الأحرار والذي كان له دور واضح ووطني ليلة ٢٣ يوليو وحاولوا أكثر من مرة أن إغراءه وتعيينه سفيرا وسنه لم يتجاوز ٣٤ عاما إلا أنه أصر على البقاء ضابطا بالجيش حتى وصل إلى رتبة لواء وحصل على كل الفرق الدراسية العليا سواء پالاتحاد السوفيتي أو پالقوات المسلحة المصرية وعرف بخبر تعيينه محافظا لكفر الشيخ من الصحف.

كما أنه كان من ضمن الضباط الأحرار الذين انتخبهم ضباط الجيش في مجلس إدارة نادي الضباط تحت رئاسة اللواء محمد نجيب في أول تحد حقيقي من الضباط الأحرار للملك فاروق واللواء جمال حمّاد أطلق عليه مؤرخ الثورة لصدقه وموضوعيته وأمانته الشديدة في التحليل السياسي لهذه الفترة الهامة ولقد دون اسمه ضمن الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة والتي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات كما دون اسمه ضمن موسوعة إعلام مصر في القرن العشرين والتي أصدرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط عام ١٩٩٦.

انتدب حماد في أواخر مشواره العسكري للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامي 1952 و1957 في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق، ثم عين محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا للمنوفية وذلك بين عامي 1965و 1968، إلى أن وُضع اسمه على رأس قائمة الضباط الأحرار حينما صدر قرار جمهوري عام 1972. 

مؤرخ الثورة

رحل فى صمت موحش.. لم تنعه الصحف كما ينبغى، أو الفضائيات الصاخبة بالشكل الذى يليق بغياب واحد من أهم رجالات يوليو 1952 العظام، بينما فى مفاجأة من العيار الثقيل، أعلنت الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق، على موقع فيس بوك، وفاة المؤرخ العسكرى اللواء أركان حرب جمال حماد عن عمر يناهز 95 عاما تاركا له الكثير من المؤلفات والكتب السياسية عن حرب اكتوبر كتاب المعارك الحربية على الجبهة المصرية حرب ١٩٧٣.. وكتاب من سيناء إلى الجولان.. وكتاب من جزئين أسرار ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ كما أنه قد ألف فيلم غروب وشروق للسينما المصرية.

لقبه كمؤرخ عسكرى أو مؤرخ لثورة يوليو ليس من فراغ، فالرجل أصدر عدة كتب عن الثورة وأسرارها فيما بعد بأسلوب الضمير الجمعى الذى يتسم برشاقة الأسلوب، وبلاغة الوصف ودقة التفاصيل والمعلومات، ويجدر بنا هنا أن نشير إلى نبوغه المبكر فى الكتابة، عندما قدم عدة أناشيد وهو مازال بسترته العسكرية، منها نشيد المشاة الذى لحنه العقيد عبد الحميد عبد الرحمن، مدير الموسيقات العسكرية بالجيش وقتئذ، وغنته المجموعة ليذاع من دار الإذاعة المصرية ونشيد "صرخة الأحرار" الذي لحنه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وغنته المطربة الكبيرة "نجاة"، أما النشيد الثالث فكان بعنوان "يا رفاق المجد" وقد غنته المجموعة بلحن الموسيقار الكبير محمود الشريف، وقد أذاعته دار الإذاعة المصرية لشحذ الهمم عقب هزيمة 1967، وكذلك نشيد الكلية الحربية، والذى كان يذاع فى عهد الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا).

مؤلفات

وفضلا عما سبق، ترك الراحل العظيم للمكتبة العربية ذخائر أخرى من البحوث والدراسات التى ستظل علامات بارزة فى الفكر مثل "فى التاريخ الإسلامى - معارك الإسلام الكبرى - غزوة بدر الكبرى - أعلام الصحابة"، إضافة إلى عدة كتب فى التاريخ المعاصر، وخاض تجربة الأدب فى روايتى "غروب وشروق - وثالثهم الشيطان" وتم تحويلهما إلى فيلمين سينمائيين.

Advertisements
الجريدة الرسمية