رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

43 عامًا على الرحيل

كتب أشهر مسرحياته بمستشفى الأمراض العقلية.. محطات فى حياة الشاعر المتمرد نجيب سرور

الشاعر الراحل نجيب
الشاعر الراحل نجيب سرور

 
"أنا ابن الشقاء.. ربيب الزريبة والمصطبة / وفي قريتي كلهم أشقياء.. وفي قريتي عمدة كالإله".. هذه أوائل كلمات الشاعر المتمرد نجيب سرور منذ أن بدأ يكتب الشعر، وكان لنشأته منذ صغره أثر كبير في التمرد على الواقع المحيط به، خاصة أنه نشأ في بيئة إقطاعية تسلطية قمعية على كل المستويات بإحدى قرى محافظة الدقهلية، كان فيها البسطاء والفقراء شبه عبيد لدى أصحاب الأملاك.


كتب نجيب سرورـ رحل فى مثل هذا اليوم عام 1978 ـ  القصيدة الشهيرة له وهي “الحذاء” في عام 1956 إثر موقف تعرض له والده أمامه للصفع من عمدة القرية صاحب الجاه والجبروت، الذى كان جشعا وقاسي القلب على فلاحى القرية. 


كانت بداية نجيب سرور في المسرح كمؤلف وممثل ومخرج منذ حصل على دبلوم معهد الفنون المسرحية، واختار المسرح لأنه كان يعلم أنه الطريق الوحيد للتنوير وانتشار الوعي بين الشعب في ذلك الوقت. 

بداية الاضطهاد  

عمل ممثلا ومخرجا بالمسرح الشعبى وشارك في عروض الفرق النموذجية بالأقاليم، عمل بالرقابة على المصنفات الفنية عام 1958، سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفيتى لدراسة الإخراج والتمثيل المسرحى، ولم يستمر طويلا فيها بسب اعتناقه اليسار وهجومه بالكتابة على القادة العرب حتى أصدرت السلطات المصرية قرارا بفصله من البعثة وتم ترحيله الى القاهرة وكانت هي بداية الاضطهاد الأكبر لنجيب سرور. 

رفض الهجوم على مصر 

سافر نجيب سرور إلى المجر بدعوة من أحد اللاجئين السياسيين المصريين هناك، وعمل في قسم الإذاعة العربية في بودابيست، وكان الهدف مهاجمة مصر من هناك، وكانت إسرائيل وراء هذا الطلب، فرفض رفضا قاطعا، وعندما حاول العودة سرق جواز سفره فكتب الى والده انه لو مات في المجر سيكون بأيدٍ صهيونية ويريد العودة الى مصر.

عبد الناصر يستجيب 

 ونشر والده الخطاب في المجلات المصرية، وعندما قرأه الرئيس جمال عبد الناصر أرسل إلى سفير مصر بالمجر يطلب عودة نجيب سرور الى مصر، وتزامن ذلك مع عرض مسرحيته "آه ياليل يا قمر" التي تنبأ فيها بنكسة 67 قبل حدوثها، وعندما عاد الى القاهرة تم تعيينه مخرجا بمؤسسة فنون المسرح والموسيقى إلى جانب تدريس الإخراج والتمثيل كما نشر عدة قصائد ومقالات في الصحف والمجلات المصرية.

يس وبهية 

من مسرحياته التي كتبها وعرض بعضها على المسرح: يس وبهية، منين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، قولوا لعين الشمس التي تعكس مأساة المثقف بعد النكسة، يابهية وخبرينى، الحكم بعد المداولة، ملك الشحاتين، الكلمات المتقاطعة.

بداية الضياع

كانت لهزيمة 1967 أبلغ الاثر في نفس الكثير من المصريين لاسيما الشعراء منهم، فكتب شعرا هاجم فيه المسئولين، وكان نصيبه الاعتقال، وخرج منه وقد  أصبح  يهيم على وجه في الشوارع حافي القدمين يتسول قوته، رث الثياب أشعث الشعر، يتردد على مقاهى زملائه الشعراء والمثقفين، ثم دخل بعد ذلك مستشفى الأمراض العصبية عام 1973 وظل به سنتين وكتب فيه مسرحيته الشهيرة "منين أجيب ناس".

رباعيات سرور 

في عام 1978 صدرت له "بروتوكولات حكماء ريش"، وهي عبارة عن أشعار ومشاهد مسرحية و"رباعيات نجيب سرور" التي كان قد كتبها بين عامي 1974 و1975 كما كتب ديوانى الطوفان، فارس آخر زمن عام 1978، كما اصدر ديوانه الشهير "أميات" كشف فيه حجم المعاناة التي كان يعيشها الشعب المصرى، وصدرت أعماله الشعرية الكاملة بعد رحيله عام 1999. 

Advertisements
الجريدة الرسمية