رئيس التحرير
عصام كامل

باحث: جماعة الإخوان يعشش فيها الفساد ولم تعد جاذبة

شعار الاخوان
شعار الاخوان

قال الشيخ محمد دحروج، الداعية والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الصراع الدائر داخل جماعة الإخوان ‏الإرهابية، نتيجة طبيعية لتراكمات وأخطاء قيادات تاريخية تم التغاضي عنها وعدم محاسبة المتسببين بها، وعدم الاكتراث ‏بأولويات الجيل الجديد.‏

قرارات عنترية 


أضاف: الجماعة يعشش فيها الفساد، ولا تعرف إلا احتكار السلطات والقرارات اعتمادًا على السمع والطاعة، الأمر الذي ‏بدد أموال التنظيم بقرارت عنترية فى استثمارات لم تعود بالفائدة على التنظيم ولم تساعد فى حل مشكلات المسجونين ‏وأسرهم ولا الهاربين.  ‏


أكد أن التخبط وعدم الشفافية ووضوح الرؤية هو الذي أدى إلى حالة الانقسام والخلاف على تقاسم السلطة والأموال داخل ‏التنظيم بعد توقف الدعم الخارجي وخسارته لحواضن دولية نتيجة لتأثير قوة الدولة المصرية فى المنطقة العربية  واستعادة ‏عافيتها. ‏


أضاف: خسارة الإخوان للدعم الشعبي فى دول المغرب العربي أحد أهم أسباب عدم الثقة فى القيادات الحالية التى لم تقدم ‏حلولا من وجهة نظر المعارضين فى أولويات العمل وملفات المسجونين وغيرها مما أكد على إصابة التنظيم بالشيخوخة. ‏


استكمل: نهاية التنظيم الحالي أو التالي لا تعنى نهاية الفكرة ولكن الخسائر تتوالى فى فقدان الثقة دوليا وشعبيا،  خاصة أنه ‏طالما روج أنه البديل للأنظمة الحاكمة، لأن الدكتاتورية والشمولية والسلطوية التى يدار بها التنظيم داخليا لا يمكن  أنّ ‏تكون عامل جذب لعناصر جديدة بالصورة التي كنا نراها سابقا. ‏


اختتم: الصراع سيستمر وسيصل إلى طريق مسدود فى ظل وجود عقليات جامدة على الطرفين، لم تنجح فى تقديم أى حلول ‏أو مبادرات لحلحلة الوضع الراهن. ‏

أزمة الجماعة 

 

كانت الأيام الماضية شهدت صراعا داميا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة ‏الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين ‏الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم ‏الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة. 


تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ ‏عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض ‏سبع مبادرات فردية، ‏كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ ‏من القرضاوي والشباب وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.‏


على الجانب الآخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل ‏انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا ‏الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة ‏الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على ‏رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب ‏رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ ‏عام ‏‏2014. ‏


وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، ‏في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع ‏الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرا حتى ‏الآن، لكن القيادات المعارضة نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة ‏والإطاحة بمنير.‏
 

الجريدة الرسمية