رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد توفيق الحكيم الغائب الحاضر فى الوجدان

تكريم عبد الناصر
تكريم عبد الناصر لتوفيق الحكيم

أول كاتب يكتسب مكانة اجتماعية عربية واسعة  تتمثل ريادته في إبداعه المسرحى والقصصى والفكرى،ولد الأديب توفيق الحكيم بالإسكندرية في مثل هذا اليوم عام 1898 من أسرة ميسورة من الطبقة الوسطى فوالده إسماعيل الحكيم وكان يعمل قاضيا، ورث 300 فدان عن أسرته فعاش ميسور الحال، وأمه من أصل تركى تهوى الفنون والموسيقى الشرقية. 
تخرج توفيق الحكيم من كلية الحقوق وسافر إلى باريس لدراسة القانون عام 1924 ونيل الدكتوراة فى القانون على نفقة أبيه الذى كان يتمنى أن يعمل ابنه قاضيا، ولأن توفيق لا يميل إلى القانون انشغل بدراسة الفن فى باريس بالقراءة ومشاهدة المسرحيات الفرنسية والتجول بمتحف اللوفر والحوار مع حسناوات باريس، أمضى ثلاث سنوات هناك تشبع فيها من بحر الثقافة الفرنسية الجذابة.

تقدير عبد الناصر للحكيم 

وعندما عاد توفيق الحكيم الى مصر عين وكيلا للنيابة في الأرياف في طنطا ودمنهور والزقازيق فكتب روايته "يوميات نائب في الأرياف " ثم عين مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف، ومديرا لدار الكتب المصرية، لكن تعرض الحكيم للفصل من وظيفته عدة مرات أولها عام 1938 وامتنع فنانو المسرح القومى الذى كان له الفضل فى إنشائه عن مجرد ذكر اسمه وتوقفت عروضه المسرحية وفى عام 1953 تم فصله ثانية بقرار من إسماعيل القبانى وزير المعارف بحجة عزل غير المتعاونين مع الثورة وكان وقتها مديرا لدار الكتب، ولما علم الرئيس جمال عبد الناصر بذلك قال إن وزير المعارف لا يعرف قدر توفيق الحكيم الذى تعلمنا الوطنية من قصته عودة الروح لا يصلح لشغل وظيفته كوزير وكانت النتيجة استقالة وزير المعارف.

تفرغ توفيق الحكيم للأدب وكتابة القصة والرواية والمقالات الأدبية في أخبار اليوم، ثم انتقل عضوا بمجلس إدارة جريدة الأهرام ثم رئيسا شرفيا لها عام 1981، وأخيرا كاتبا متفرغا بالأهرام.

الضيف الثقيل كانت البداية 

من إنتاجه الأدبى فى البداية قدم أولى مسرحياته عام 1918 باسم "الضيف الثقيل " يقاوم بها الاحتلال التركى والانجليزى للبلاد، كتب بعد ذلك أهل الكهف عام 1933، عصفور من الشرق 1938، بنك القلق، حمارى الحكيم عودة الروح، ومن مسرحياته أيضا: سليمان الحكيم، شهر زاد 1943، إيزيس،الصفقة 1956، السلطان الحائر، سلطان الظلام، الرباط المقدس وغيرها.

سجن العمر وزهرة العمر 

وضع أديبنا توفيق الحكيم كتابين عن سيرته الذاتية هما زهرة العمر عام 1943، سجن العمر 1964، ومنحته أكاديمية الفنون الدكتوراة الفخرية عام 1972 واختير أحسن مؤلف وكاتب ومفكر من دول البحر المتوسط وفى عام 1979، كما منح قلادة النيل العظمى عن كتابه يوميات نائب فى الأرياف كما منحه الرئيس عبد الناصر وسام الدولة.


بيان الكتاب 

ثم عادت عروضه الى المسرح ثانية، وعرضت له مسرحية الأيدى الناعمة وانتظمت أعماله حتى عام 1973 كانت الواقعة الكبرى حين وقَّع على بيان الكتاب والأدباء حول مظاهرات الطلبة عام 1968مطالبًا بإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب وحرية الرأى فتم فصله من الاتحاد الاشتراكى مع الموقعين على البيان ومنعت مسرحياته مرة ثانية.

صفات توفيق الحكيم 

ويحكى الكاتب رجاء النقاش عن صفات توفيق الحكيم في كتاب "وداعا توفيق الحكيم " ويقول:ورغم أن توفيق الحكيم كان رجلا حلو الحديث خفيف الظل صاحب ذهن شديد الحيوية والحضور فإنه من الناحية الاجتماعية شديد التحفظ ميالا إلى العزلة والانطواء حتى داخل بيته، فلم يكن يلتقى بالناس إلا فى مكتبه بالأهرام وقبل ذلك فى دار الكتب أو فى ندوته بفندق سميراميس أو فى مقهى بترو بالإسكندرية،فلم يكن يعرف حياة اجتماعية فلا يزور أحد ولا يسمح لأحد بزيارته، لم يكن يسهر أبدا أو يقبل دعوات العشاء هنا أو هناك ولذلك كان إنتاجه الأدبى والفنى غزيرا 
كان بسيطا فى ملابسه لا يعرف التأنق، لا يلفت النظر إلا بالعصا التى كان حريصا عليها ومشهورا بها، والبيريه الذى كان يصر على وضعه على رأسه والذى أصبح علامة مميزة لشخصيته، وكان وجهه جذابا يفيض بملامح الذكاء والعبقرية.
 

الجريدة الرسمية