رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حين تعرفت على أسرتى من جديد

عادت بي الذاكرة إلى أجواء التسعينات، وبدايات الالفينات، حين لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي، فقط البريد الاليكترونى، وبضع ابتكارات للمحادثات، لم تحظ بالانتشار الواسع مع قلة أعداد مستخدمي الإنترنت وقتها.

كان انقطاع عملاق التواصل "فيس بوك"، فرصة جيدة لالتقاط أنفاس المحبة الاسرية، فلم أكن أتصور أن منشورا ساخرا قرأته منذ فترة عن عائلة انقطعت خدمة الإنترنت في منزلها، فكانت فرصة هائلة أن يكتشف أفرادها بعضهم البعض ويتجاذبون أطراف الحديث، سيكون واقعا أعيشه. فجأة، دون مقدمات أصبحت وسيلة المعرفة المتاحة لدى هى التلفزيون، ومواقع الاخبار، وغابت أخبار الوفيات والحوادث المتلاحقة، عدنا كما بدأنا تكنولوجيا، لمدة ساعات اكتسبنا فيها راحة كبرى.

 

هل أصبحنا أسرى لوسائل التواصل؟

الإجابة نعم، أدخلنا وسائل التواصل فى أدق تفاصيل حياتنا، وباتت تحمل لنا كل صباح أخبار الموت والمرض، صرنا عبيدا لها حين أكلنا وشربنا، وشتمنا، وشكونا، ومدحنا، وربحنا، وخسرنا، على ساحاتها.

صرنا عبيدا لها، حين تركنا التواصل البشري الحقيقى، العتاب المباشر، قضاء الحوائج بقليل من الطى والكتمان، حين تخلينا عن متعة الحديث فيما بيننا، واستبدلناه بحديث مميكن عبر عقول إلكترونية، تخطئ فيه العبارات والتعبيرات، فتتحول كلمة (طيب) الى موافقة وتهديد وملل وضجر، في نفس الوقت، وعليك أن تستنبط مزاج محدثك من المقصود وتبنى على هذا موقفك.

سأحاول من اليوم وصاعدا، أن أتخلى عن تلك الوسائل في أغلب أوقاتى، وقد كسبت تواصلا رائعا مع أسرتى، وتخفيفا جميلا من أخبار الوفيات المتلاحقة، وفرارا من أوامر رؤساء العمل المتواصلة، ألا يجعلنا ما حدث نغير النظرة إلى أسلوب حياتنا، نضع نقطة ونبدأ من أول السطر.

Advertisements
الجريدة الرسمية