رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة يناير.. والحجر الداير

18 حجم الخط


منذ أن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة، "ثورة الشباب"، وحلت مصرنا الغالية على العديد من العادات منها السيئة والحميدة، ومن أهمها الانفلات الأمنى والأخلاقى.. فمثلا عندما نرى شابا فى مقتبل العمر يتحدث عن أستاذ جامعى يذكر اسمه فقط دون ألقاب على شاشات التلفاز، بالإضافة للسب والقذف العلنى يجعلنا نترحم على أيام الاحترام المتبادل فى الحوار.. ونتذكر قول نبينا الكريم، "صلى الله عليه وسلم": "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا".. علاوة على ضياع الشهامة بين أبناء البلد عندما نسمع صوت أرملة فى مدينة السادس من أكتوبر تقيم وطفلها وتستغيث من اللصوص الذين يحاولون كسر باب شقتها والدخول عليها فى عز الظهر.. يجعلنا نفكر ونتساءل: هل فهمنا الحرية خطأ أم أن القيم والأخلاق تبدلت بعد الثورة، وإذا كان البعض يعقد المقارنات بيننا وبين الدول الاروبية أتوجه إليه بسؤال: هل نحن مثل أوربا وسلوكنا يشبههم؟ أم هل افتقدنا القدوة الحسنة؟.


ومن هنا أقولها لجماعة الإخوان المسلمين.. هل أنتم فوق النقد؟.. وكيف نقومكم إذا كان بكم إعوجاج؟.. عليكم أن تعلموا أن ثورة يناير أكسبت الشعب المصرى الكثير والكثير.. ولن يغمض عينيه عن خطأ ما، سواء أكان من وزير أو خفير أوحتى رئيس.. واعلموا جيدا أن الحجر مازال دايرا.

كرامة وزارة الداخلية

حال وزارة الداخلية تبدل وتحول وليس الحل فقط فى تغيير الوزراء تباعا، لأنهم أبناء الحبيب العادلى ومعظمهم تتلمذ على يديه، فمن لم يخدم معه درس فى عهده وتعلم كيف يدير عمله، وهذا مايجعلنى أتساءل.. أليس منهم ابن لحبيب العادلى تعلم منه كيف تدار وزارة الداخلية؟.. هذا السؤال ليس وليد الصدفة، ولكن عندما قطع أهالى الحسينية طريق الإسماعيلية وتفاوض معهم قيادات الأمن بالشرقية، إلا أن الأهالى طالبوا بعودة حبيب العادلى وترحموا على أيامه نظرا لما رأوه وعانوه من الانفلات .

وأقولها بصراحة.. لم يهن أحد من أبناء الشعب المصرى مثلما أهينت وزارة الداخلية منذ ثورة يناير، وحتى الآن مازالت الأيادى مرتعشة، فكيف تمسك السلاح وتصوبة إلى الخارجين؟.

لقد ساهم بعض رجال الإعلام فى إهانة وزارة الداخلية ورموزها عندما يتغاضى عن الشهداء من الضباط والجنود.. والسؤال الذى يطرح نفسه: هل يعود الإعلام إلى رشده؟ كى تعود الداخلية قوية ومسيطرة وحامية الشرفاء من أبناء الوطن من هؤلاء الخارجين والبلطجية؟.

الخوف من احتفالات 25 يناير

يبدو أن احتفالات 25 يناير باتت مؤرقة لقيادات الدولة، بعدما كان هذا اليوم عيدا للشرطة بات قلقا ومسئولية عليهم، بعدما سحب الشباب بثورتهم البساط من تحت أقدام الشرطة واستولوا على يوم عيدهم ليجعله يوم عيد لمصر بأكملها، ولكن مازال هناك حزن فى نفوس الكثيرين على مثل هذا اليوم.. والدليل على ذلك التغييرات الوزارية التى أجراها الرئيس مؤخرا ومنها وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين الذى راح ضحية للاعتراض على الدستور بعدما أعلن انحيازه للشعب، ومثله فعل اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة.. فهل يكون هو التغيير القادم؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.

محافظ الشرقية

المستشار حسن النجار أهمس فى أذنك لاتشغل بالك بمحاباة الإخوان والجماعة.. فالتغيير قادم لامحالة.. وانظر حولك سترى شمس الإخوان ساطعة إذا كنت تريد أن تراها اخدم شعبك.. وارض ربك.. فلن يشفع لك سوى عملك.


الجريدة الرسمية