رئيس التحرير
عصام كامل

معالي الوزير (السابق)!

قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن كثيرين قدموا له ملفاتهم للمشاركة في الحكومة التونسية الجديدة وكل ما يهمهم فقط هو أن يظفروا بالمنصب الوزاري!.. وما قاله الرئيس التونسي يوضح حالة التهافت على المناصب الحكومية في دولنا العربية.. صحيح أننا شكونا في مصر خلال السنوات الأخيرة من عزوف البعض عن تولي المناصب الوزارية لعدم تناسب فوائد المنصب الوزاري مع أعباءه، لكن في المقابل كان هناك عدد أكبر منهم يسعى للحصول على المنصب الوزاري طمعا في فوائده المنظورة وغير المنظورة.. 

 

فحتى بعد أن يتم ترك المنصب الوزارى يظل من شغله ولو لبضعة أشهر قليلة يتم التعامل معه في المحافل العامة والخاصة باعتباره معالي الوزير، رغم أنه صار وزيرا سابقا أو أسبق.. فمن يرتدي بدلة الوزير لا يخلع هو ومن يحيطون به هذه البدلة للأبد.. إنها السلطة وما تفعله في البعض..  يتطلعون إليها ويتسابقون من الحصول عليها، ولو تركوها لا ينسونها ويريدون أن يعاملهم الناس كأنهم لم يتركوها بعد!

أذكر أن أحد الذين رشحوا أنفسهم في أول انتخابات رئاسية مصرية جرت في عام ٢٠٠٥ حينما سئل لماذا رشحت نفسك وحظوظك معدومة فى الفوز فى الانتخابات رد قائلا حتى أصبح مرشح سابق لرئاسة الجمهورية!.. وهذا المرشح عندما ذهبنا في إطار وفد شعبي ورسمي مصري إلى لبنان للتضامن معها بعد العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له فى منتصف العقد الأول من هذا القرن كان يقدم نفسه في اللقاءات التي أجراها الوفد مع رئاسات لبنان بوصفه مرشح سابق لرئاسة الجمهورية في مصر ! 

وطوبى لمن لم تغويهم السلطة! 

الجريدة الرسمية