رئيس التحرير
عصام كامل

الهروب من جلبوع.. وحوار مع صديقي أبو الشكوك!

قال صديقي أبو الشكوك: شفت يا عم إلى أي حال وصلنا.. يريدوننا أن نصدق أن الأسرى الفلسطينيين هربوا بالحفر بملاعق صغيرة ومن حفرة صغيرة!

قلت: أولا من هم الذين يريدوننا أن نصدق؟

قال: الإسرائيليون

قلت: يعني انت مقتنع إن الإسرئيليين يريدون رفع معنوياتنا وزيادة ثقتنا بأنفسنا؟

قال: لم يخطر على بالي ذلك بصراحة؟

قلت: هم يردون العكس.. لن تظل ثقتنا في أنفسنا مهتزة ولا نفكر في تحدي أي قوة مثلهم.. وأنت تساعدهم بتفكيرك هذا !

 

قال: أنا؟ يا أستاذ مش عايز أتكلم.. عايزني أصدق إن ملاعق طعام صغيرة تحفر نفق كهذا؟!

قلت: من عيوب الحوار في بلادنا التمادي في العناد وليس التوقف للتأمل ومراجعة النفس.. وهنا أنت مثلا تتخيل مجموعة ملاعق قام بها هؤلاء الشبان الستة في سهرة مثلا أو بعد تناول وجبة الغذاء! لكن أنت تتخيل وتقول ذلك وأنت أمام التلفاز وتحت التكييف أو بجوار المروحة.. لكن عندما ندرك إننا أمام عمل استمر لسنوات كل سنة منها بها ٣٦٥ يوما مرت على أصحابها ٣٦٥ عاما فلن تقول ما تقول.. وعندما نتذكر أن اليوم ٢٤ ساعة على ستة أفراد لصدقنا إمكانية أي شئ واحترمنا هؤلاء على الفور!

تشكيك في الهروب

قال: لكن إزاي إسرائيل هتعلن عن حاجة زي دي إلا إن كانت شريكة في الأمر؟

قلت: والعبقرية بتاعتك في الأسئلة الخطيرة دي كانت فين لما أعلنوا عن إحالة رؤساء وزراء للمحاكمة بتهم صعبة جدا؟ كانت فين عبقريتك اللي تجلت النهاردة لما أعلنوا عن إختراق مفاعلهم النووي؟ ألا تتذكر فانونو وما قاله وما تشره؟! وكانت فين عبقريتك دي عندما أعلنوا عن سقوط صواريخ سورية بالقرب من مفاعلهم أيضا؟ 

قال: أرجوك بلاش تريقة.. الموضوع مريب.. الاهتمام الإعلامي كبير وده يشكك في القصة كلها؟

قلت: الاهتمام الكبير لأن الحدث كبير وخطير.. أنت متفرغ للتشكيك وآخرون يفكرون فيما هو أبعد من قصة الهروب.. هذا شعب لا ولن يقهر.. أنت تشكك وتنسى أنك أمام كيان بني أسطورة لنفسه وسرب لنا قصة "الذراع الطويلة" وإنه "لا يقهر" وإن لديه أجهزة قادرة على صناعة المستحيل.. وأنت تصدق إنهم تخلوا عن كل ذلك من أجل تمثيلية لا نعرف ما الفائدة منها؟!

قال: عندك حق لكن ممكن يكون الهدف منها صناعة رموز يتعاملون معهم بدلا من القيادات الحالية؟!

قلت: إنت بتيجي تكحلها تعميها على فكرة.. يا أستاذ أنت أولا لو كما تقول كانوا صنعوا لهم بطولات كتعذيب أو عمل بطولي علني يسبق الإفراج عنهم.. وليس هروبهم. إذ أن الهروب سيجعلهم في حالة فرار دائمة لإنهم سيكونون في حالة مطاردة دائمة! ثانيا ليس في السلطة الفلسطينية الحالية ما يزعج أصلا ! 

قال: يمكن اللي هربوا يعملوا عمل إرهابي كبير؟ 

قلت: مش قلتلك.. بتعميها أكتر.. لأن معنى كلامك إن إسرائيل تريد أن تظهر نفسها مهزومة مرتين.. مرة عند هروبهم ومرة عن قيامهم بما تقول!

 حرب المعنويات

قال: طيب ممكن يكونوا..

قاطعته وقلت: ولا ممكن ولا غير ممكن.. اسكت بقى.. إنت لا تعتبر يا أبو الشكوك؟! كل حاجة تشكك فيها هكذا؟! مافيش كيان يضحي بسمعته من أجل ما تقوله.. وقد بني على هذه السمعة كل شئ.. القصة كلها إنك أنت ومن يفكر مثلك شخصيات متشككة منسحقة نفسيا غير قادرة على التفكير المستقل تحركها أي مجموعة من لجان إلكترونية.. تلقي لها فكرة على شبكات التواصل وبلا تفكير تتلقفها وتتبناها.. وبعناد غريب تخجل من التراجع عنها.. وتستمر دون إدراك تسير من خطأ لخطأ.. رغم إنك بنفسك أعجبت ببطولة حسن الهلالي في فيلم "أمير الانتقام" وقد هرب بنفس الطريقة وقد حفر النفق الشيخ جلال وحده.. وبيده من غير ملاعق! لمن لم توجد لجان إلكترونية تخشى من انتصار الشيخ جلال وآثر ذلك معنويا ونفسيا ومستقبليا! 

حرب المعنويات هي الأصل يا صديقي.. أبو الشكوك! 

الجريدة الرسمية