رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إثيوبيا والسودان.. خلافات دبلوماسية تمهد الأرض لمعركة عسكرية

البرهان وآبى أحمد
البرهان وآبى أحمد

خرج الصراع الدبلوماسي بين السودان وإثيوبيا إلى العلن، وما كان تتحفظ علي ذكره الخرطوم منذ تصدع العلاقات مع أديس أبابا، أصبح يصاغ فى بيانات رسمية واتهامات وسط اتهامات متبادلة وصلت لحد التشكيك فى قيام البعثات الدبلوماسية بمؤامرات تستهدف الأوضاع الداخلية.

وبالرغم من تحريك إثيوبيا للجان إليكترونية فى الداخل السودانى تتبى شعار "إثيوبيا أخت بلادي"، أصبحت الأمور خارج السيطرة ولم تعد الخلافات قاصرة على سد النهضة، بل أن أحداث الفشقة تأتى على رأس قائمة الخلافات، علاوة على اعتياد أديس على التدخل فى الشأن الداخلى السودانى من خلال مجموعات موالية لها منذ عهد الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، الذي ترك أرض بلاده لمستعمر  أفريقي بهدف كسب ود النظام الإثيوبى لحمايته من الملاحقة الدولية، وتوفير غطاء سياسي له داخل الاتحاد الافريقي.

طائرة الأسلحة 

ومؤخرا زاد منسوب الخلافات على خلفية ضبط شحنة أسلحة روسية قادمة على متن طائرة إثيوبية تم التحفظ عليها فى مطار الخرطوم، وعلى الرغم من تناقض المعلومات حول هذه الأسلحة ما بين التبرير الإثيوبى لقانونيته وأنها مجرد بنادق صيد، بينما تقول السودان أنها أسلحة حربية وصلت لصالح جبهة داخلية مسلحة ورفضت السلطات الإفراج عنها.

واليوم ومع تصاعد سقف الخلافات الدبلوماسية، قال وكيل الأمين العام للامم المتحدة علمليات حفظ السلام، جان بيير لاكورا، أن المنظمة الدولية تجرى اتصالات مع جنوب السودان وإثيوبيا بشأن التوصل إلى صيغة توافقية بما يضمن عملية الاستبدال السلس دون إحداث فراغ في مهمة البعثة، بجانب تقييم مدى التزام السودان وجنوب السودان فيما يلي الاتفاق حول مسألة الحدود.

من ناحيتها شددت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، لدى لقائها بمساعد الامين العام لعمليات حفظ السلام بيير لاكورا والمبعوث الأممي للقرن الافريقي بارفيت اونانجا، شددت على موقف السودان الثابت بضرورة استبدال القوات الإثيوبية المشاركة ضمن “يونيسفا” بقوات أخرى، نظرًا للمتغيرات الراهنة على صعيد العلاقات مع إثيوبيا وفقدان قواتها صفة الحيادية.

جثث التيجراي

أيضا أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أنها استدعت السفير الإثيوبيي لدى الخرطوم في الثلاثين من أغسطس الماضي، على خلفية عثور السلطات السودانية على 29 جثة حملها نهر ستيت شرق القرى المحاذية لمحلية ود الحليو بولاية كسلا خلال "26 يوليو وحتى 8 أغسطس 2021م".

وأضاف البيان بأن وزارة الخارجية أبلغت السفير الإثيوبي بأن الجثث تعود إلى مواطنين إثيوبيين من قومية التيجراي تم تحديد هواياتهم بواسطة بعض الأفراد الإثيوبيين المقيمين في منطقة ود الحليو، وطلبت منه نقل ذلك لسلطات بلاده.

كما تسربت معلومات فى الداخل السودانى، أن أجهزة سيادية وجهت تحذيرا لسفيرا إثيوبيا إريتريا فى الخرطوم بضرورة التوقف عن تبنى مخططات تستهدف استقرار الدولة من خلال التواصل مع عناصر مسلحة بهدف إفساد اتفاقات السلام التى يبرمها المجلس السيادي لتحقيق استقرار الدولة.

أض الفشقة

واليوم انتهجت إثيوبيا سياسية التصعيد الدبلوماسي مع السودان فى ملف أرض الفشقة، وزعم المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي،تعاملنا مع الموقف المتعلق بالصراع الحدودي بين البلدين بأقصى درجات الصبر 

وتابع زاعما مؤتمر صحفى، ندعو السودان مرة أخرى إلى الانسحاب من أراضينا والجلوس لإجراء مناقشات من أجل سلام دائم وفق آليات حل النزاعات القائمة.

وقبل أيام اتهمت إثيوبيا السودان بدعم هجوم مزعوم على سد النهضة، عبر عناصر تيجراي المتواجدين فى معسكرات اللجوء، الأمر الذي نفته السودان، ودفع القوات المسلحة السودانية للرد رسميا على مزاعم أديس أبابا وطالب إياها بعدم الزج باسم السودان فى صراعاتها الداخلية.

وبحسب مراقبون، أن إثيوبيا خلال العقود الماضية اعتادت على تبعية السودان لها فى قضايا مهمة خصوصا تلك المتعلقة بأراض الفشقة التى تركها البشير لميلشيات الأمهرا لمدة 25 عاما، ومع عودة الجيش السودانى للسيطرة عليها وافساد مخطط آبى أحمد لتمكين الأمهرا من هذه الأرضى مقابل معاونته فى حرب التيجراي، وأيضا ملف سد النهضة الذي وجد دعما إيجابيا من النظام السابق على العكس من الوضع الحالى.

وبات من غير المستبعد أن تدفع حالة الاحتقان الدبلوماسي التى بلغت ذروتها، دخول الطرفين فى مواجهة عسكرية مباشرة على الحدود، بعدما ظلت المنطقة مسرح لاشتبكات متقطعة وعمليات كر وفر بين الجانين خلال الشهور الماضية.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية