رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تصاعد الاتهام لـ«أمريكا» بإحياء الإسلام السياسي.. الولايات لا تدعم جهود مكافحة الإرهاب

قيادات طالبان
قيادات طالبان

مع كل هزة في المنطقة تتجه الأنظار إلى أمريكا، وخاصة لو كانت أمور متعلقة بالسياسة وتصعيد أحد تيارات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في المنطقة، حدث ذلك قبل عشر سنوات مع صعود الإخوان في كل البلدان العربية بمباركة أمريكية، قبل أن تسقط الشعوب سريعا، والآن تتجه أصابع الاتهام إلى أمريكا بعد أن سيطرت طالبان مرة آخرى على أفغانستان بعد حرب دامت 20 عاما دون الالفتات للمعارضة المدنية التي يقودها إبن الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود: ما يطرح السؤال:

 

 لماذا أصبحت أمريكا متهمة من بلدان الشرق بتصعيد الإسلاميين وترسيخ الفوضى في المنطقة بشكل دائم  ؟  


تجاهل أمريكي 


محمد الساعد الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن أمريكا لم تساعد البلدان ‏العربية في القضاء على الجماعات الإرهابية خلال العقود الماضية، مضيفا: ملاحقة الإرهابيين جرت على مدى سنوات بدون مساعدة أمريكية، ولم تتفاعل أكبر دولة في العالم بجدية مع ‏الملف ولا مع ملفات شبيهة، وتجاهلت كل المعلومات والأدلة تفصيلية الكاملة بسبب رغبتها في توظيفهم لتحقيق مصالحها ‏الإستراتيجية مع قبول بعض الأضرار الجانبية التي تتصور إنها ستصب أيضا في صالحها.  ‏


استكمل: كان أسامة بن لادن على سبيل المثال، يحظى برعاية كاملة من تنظيم الإخوان بفرعيه السوداني تحت قيادة عمر ‏البشير، والأفغاني تحت قيادة الملا عمر، بل إن الأمريكان رفضوا قرار السعوديين بعدما أعلنوا تجريد بن لادن من جنسيته ‏وملاحقته بتهم إرهابية.‏


تابع: اليوم يستدعي الديموقراطيون في إدارة جون بايدن نفس سياسة بيل كلينتون، ويقومون بتدوير النفايات الأصولية ‏نفسها، لافتا إلى أن الديمقراطيين على وجه التحديد يعتقدون دائما أن الجماعات المتطرفة قادرة على تلبية احتياجات ‏السياسة الأمريكية في أي مكان بالعالم.‏


إفشال دول المنطقة 


يرى الساعد أن هناك سياسة ثابتة إفشال بلدان المنطقة، حدث ذلك في العراق وسوريا، بواسطة تنظيم داعش الذي ولد من رحم قاعدة الجهاد وبرعاية كاملة من مخابرات إقليمية وغربية، وبالطبع روع الآمنين وقتل ‏الأبرياء وهجر الملايين، والمهم هو تحوله إلى تنظيم جاذب لكل متطرفي أوروبا.


اختتم: هجوم مطار كابول الأخير ورد أمريكا البارد عليه يثبت أن الأهداف الإستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى ولا يمكن رؤيتها ‏اليوم، إلا أن ملامحها تظهر في دخان حروب وإرهاب يصل بين الصين والجزيرة العربية، تذكيه أيادي داعش والقاعدة ‏اللذين هما في نهاية الأمر وجهان لعملة إرهابية واحدة، صنعت على أعين المخابرات الأمريكية والغربية، على حد قوله. ‏

 

الإخوان وأمريكا 


عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن جماعة الإخوان الإرهابية مازالت على صلة ‏بالولايات المتحدة الأمريكية، وبينهما العديد من اللقاءات والاتصالات لكن الجزء الأكبر منها لازال خافيًا. ‏


أوضح عبد الحافظ أن هناك استراتيجية وثيقة بينهما بدأت في العام 2007، وكشف بعضها كتاب ‏‏"الوحي الأمريكي"، لافتا ‏إلى وجود تفاهمات، حيث تسعى أمريكا ‏لإيجاد حليف إسلامي لها يعمل على التخفيف من الحالة ‏الجهادية التي اتسعت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.‏


وأضاف: عندما قررت الإخوان أن ‏تشارك في الانتخابات الرئاسية، تم عقد لقاءات لقواعد الجماعة لإبلاغهم بالأمر بواسطة ‏أعضاء المكاتب الإدارية، بعد أن تم شرح مبررات الترشح وما هو مطلوب من الأفراد القيام به في الفترة التالية، طلب أحد ‏الأعضاء من ‏الأفراد ممن لديه سؤال او استفسار أن يتقدم به.‏


تابع: حينها كان يشغلني أمر منذ أن علمت بقرار الجماعة لم أستطع فهمه، فانتهزت الفرصة وسألت سؤالًا: وماذا ‏عن ‏موقف أمريكا من القرار، وهل ستترك الجماعة يصلون إلى الحكم دون أن يترتب على ذلك نتائج كارثية على الإخوان ‏وعلى ‏الدولة؟


ولفت عبد الحفيظ إلى أن سبب تعجبه وسؤاله، هو قناعة رسختها الجماعة من قبل، بأن الإخوان هم العدو الأكبر ‏لأمريكا ‏لأنها تسعى لتطبيق الشريعة، وأنها لن تتركهم ينجحون في تجربتهم بأي ثمن ومن ثم سوف يكون هذا القرار له ‏نتائج سيئة ‏بدرجة كبيرة.‏


وتابع: لكن هذا العضو رد  بإجابة مضمونها كان يبعث على الطمأنينة، حيث لا داعي ‏للقلق ‏من هذا الأمر وأنه لن يترتب عليه مشكلة أو أزمة كالتي ذكرت، موضحا أن الإجابة لم تستطع إزالة ‏التعجب ‏حينها، لكن بعد ذلك عرف جيدًا كل شيء، ولماذا ترفض أمريكا تصنيف الإخوان جماعة إرهابية.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية