رئيس التحرير
عصام كامل

خير جنود الأرض


أثبت الشعب المصرى أن له هوية لا يمكن أن تتغير، نبذ فيها الطائفية وسعى فيها لإثبات ذاته عبر العصور وأنه يتحمل من الصعاب الكثير، إلا أن طول التحمل والصبر لا يعكس فيه الرضا بالحال ولذلك تتحول كل الطاقات السلبية إلى طاقة إيجابية وسعادة نحو التغيير الحقيقي، وهو ما أثبته التاريخ لهذا الشعب فما تحمل كثيرا إلا وصنع المعجزات.


سيشهد التاريخ أن ثورة مصر تجاه التغيير لها سيناريو مختلف، اختلف باختلاف وجود الجيش غير الطائفى المكون من كل طوائف الشعب ودرجاته والذي لم تبهره أضواء السلطة ليريد بها منصبا في الدولة وإنما اختار له منصبا كبيرا آخر في قلوب المواطنين حين حرص على أرواحهم ودمائهم وتحمل الأمانة وكان عند حسن ظن شعبه به وأغاث الشعب الملهوف وقت الاحتياج وكان حينها شامخا أبيا يريد الخير لمصر وللمصريين دون أي طمع في سلطة أو مجد شخصى.

إننا أمام تجربة لجيش تدرس في المعاهد والكليات العسكرية مثلما درست الدول الأخرى عبور جيشنا لخط بارليف، فكانت البطولة التي حمى بها الشعب من الوقوع في الحرب الأهلية أو الانقسام لا تقل بدرجة من الدرجات عن البطولة التي حققها في الحرب والسلام.

إننى لا استطيع أن أعبر عن سعادة أشعر بها، تملؤنى الفرحة التي لا تضاهيها أجمل الكلمات بعد طول انتظار وإحباط من ظروف لم يكن لنا يد فيها إلا أننا من أحد عناصرها، ولذلك فإن الفرحة التي عمت جموع المواطنين في كل ربوع مصر هي فرحة عارمة لا يمكن وصفها بالكلمات وإنما لكل قارئ لهذه الكلمات أن يفسرها كما يشعر بها الآن.

علينا أن نتوج هذه الفرحة بالعمل من اليوم وليراعى كل إنسان في وطننا الحبيب الله في عمله وأن يترك الكسل، فقد تعطلنا أكثر من سنتين ونحن نخسر الكثير يوما بعد يوم إلا أننا اليوم علينا أن نعوض ما فاتنا وبكل قوة وسرعة حتى نلحق بقطار الحضارة الذي تركنا منذ فترة لنلحق به في المحطة القادمة.

إن مصر أمانة، فلنراعى الله في هذه الأمانة ولنعزف جميعا مقطوعة موسيقية رائعة يشترك فيها الجميع نعيد فيها مجد الأجداد الذي أبهر العالم ولنشكر جيشنا العظيم.. خير جنود الأرض.
الجريدة الرسمية