رئيس التحرير
عصام كامل

حملة توقيعات للإطاحة بإبراهيم منير.. لماذا عادت الصراعات التنظيمية بين الإخوان؟ ‏

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

عادت الانشقاقات مرة آخرى تضرب تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، وعلى مدار الأسابيع الماضية، حدث عراك وهجوم ‏شرس بسبب الصلاحيات المطلقة للرجل الأول في التنظيم حاليا إبراهيم منير، الذي يتشاجر مع مجموعة من القيادات ‏التاريخية للجماعة أبرزهم محمود حسين.‏


كان منير أقال مجلس الشورى المقام في تركيا وعطل عمله، ولم يلقى القرار قبولًا من محمود حسين أمين المجلس ‏ومواليه الذين تعرضوا للمرشد العام بالسباب بل وتجاذبوه من ملابسه، وتدور الآن في تركيا مناورة أخيرة لعزل إبراهيم ‏منير بجمع توقيعات لإعادة محمود حسين إلى منصب الأمين العام، بما يضمن حالة من التوازن في عملية صنع القرار التي ‏أصبحت بالكلية في يد منير. ‏


أسباب التصعيد ‏


سرب قيادات تركيا كما هي العادة دائما خلافات التنظيم لعدد من المحطات العربية، وأكدوا أن محمود حسين ومعاونيه من ‏مجموعة تركيا رتبوا للإطاحة بإبراهيم منير، حيث عقدوا لقاءات في إسطنبول ضمت مختار العشري ومدحت الحداد وصابر ‏أبو الفتوح، واتفقوا فيها على التنسيق مع المكاتب الإدارية المختلفة، لإيقاف قرارات منير الأخيرة الخاصة بحل مكتب تركيا ‏ومجلس الشورى وعدم اعتمادها، وخلق تكتل مناهض لمجموعة التنظيم الدولي تمهيدا للإطاحة بمنير من منصبه وتعيين ‏بديل له‎.‎


ما يؤكد على ذلك، نشاط اللجان الإلكترونية التابعة لمحمود حسين، والتي شنت حملات عنيفة ضد إبراهيم منير على مواقع ‏التواصل، وجردته من رمزيته التاريخية للتنظيم، ونسبت إليه إخفاقات الجماعة في مصر وتركيا وتونس، واتهمته بالتردد ‏في اتخاذ القرارات التي تكفل حماية قيادات وعناصر الجماعة في تركيا.‏


كما نسبت إليه عدم التدخل أو التوسط لدى المسؤولين الأتراك لمنع تصاعد الأحداث الأخيرة وما تلاها من قرارات بتقييد ‏فضائيات الإخوان في اسطنبول، ووقف برامج إعلاميين، وإصداره قرارات بحل المكتب الإداري للجماعة ومجلس الشورى، ‏وتأجيل انتخابات القطر التي كان من المقرر إجراؤها خلال يوليو الماضي لمدة 6 أشهر‎.‎

 

صراع على السلطة


ويرى إبراهيم ربيع، الباحث في شئون التيارات الإسلامية إن الصراع الدائر داخل الإخوان أساسه السلطة دائما، موضحا أن ‏كل قيادة تشيخ على مقاعدها يتم التعامل معها هكذا، مؤكدا أن القيادات الحالية وخاصة إبراهيم منير، أصبحت لدى الكثيرين ‏حتى من أنصارها لم تعد تصلح للقيادة وبالتالى هو صراع أجيال ترى أنها الأحق بالقيادة طبقا لمعطيات المرحلة الراهنة.‏


وأوضح ربيع أن الانهيار الذي أصاب جماعة الإخوان والفشل المستمر الذي منيت به، لعب دورا في اشتعال الصراع على القيادة بالإضافة إلى الصدام الفكري حول الطريقة التي يجب أن تخرج بها الجماعة من عثرتها، مؤكدًا أن كل المؤشرات ‏تشير إلى زوال الجماعة خلال السنوات القليلة القادمة، بغض النظر عن الرابح والخاسر من هذا الصراع. 

الجريدة الرسمية