رئيس التحرير
عصام كامل

تصحيح المسار في "القرآن الكريم".. تجديد الخطاب الديني ضرورة.. ولا بد من تطوير شامل

جاء تعيين المذيع الكبير رضا عبد السلام رئيسًا لإذاعة القرآن الكريم؛ ليفتح باب الأمل من جديد لتصويب مسار الإذاعة الدينية الأقدم ذات الـ57 عامًا، خاصة في ظل ما تراكم خلال السنوات الماضية من أخطاء وخطايا شوهت الوجه الناصح للإذاعة التي ظلت تتمتع بجماهيرية استثنائية، وتحتل المركز الأول في تصنيف الأكثر استماعًا..
الرئيس الأسبق للإذاعة المصرية عبد الرحمن رشاد، يرى أن تعيين  رضا عبد السلام خطوة مهمة لتطوير إذاعة القرآن الكريم، قائلا: "هو بدأ عمله في إذاعة القرآن الكريم منذ نحو 30 سنة، ولم يفارق الإذاعة، وعاصر كل التطورات التي لحقت بالإذاعة على مدار هذه السنوات في الفترات المختلفة، أعتقد أن كونه من ذوي القدرات الخاصة والسيد الرئيس مهتم إن يأخذ ذوو الهمم أدوارهم وأماكنهم ما دامت تتوافر بهم الخبرة والكفاءة".

خطط التطوير
وفيما يتعلق بخطة تطوير إذاعة القرآن الكريم فى ظل تعيين رئيس جديد لها،  أوضح رشاد أن خطة التطوير داخل المحطة العريقة خطة لا تنتهى، ومنذ أن بدأت بعد ثورة 30 يونيو وحتى الآن الخطة مستمرة لكى تساير وتواكب تطوير الخطاب الدينى فى مصر لكى يتواكب الخطاب مع ما تقوم به الدولة المصرية من تطوير، مشيرًا إلى أن الإذاعة لعبت دورا فى مقاومة الإرهاب المستمر بالدين من خلال عرض والتوعية بوسطية الإسلام، كما لعبت دورا فى قبول الآخر أيضا.


في الوقت ذاته.. لا ينكر "رشاد" وجود بعض الثغرات في أداء الشبكة يجب النظر إليها خلال المرحلة المقبلة، ومن أهمها: وجوب التركيز على نقطتين؛ أولاهما: الاستفادة القصوى من التراث القرآنى المتاح فى الإذاعة، وتقليل البرامج الكلامية المكررة، فضلا عن الاستعانة بشباب علماء الأزهر ووزارة الأوقاف، مردفًا: "يجب أيضا الانتقال من المحلية إلى المرحلة العالمية وأن يصل الخطاب الدينى بسماحته ووسطيته إلى كل ربوع العالم الإسلامى حتى لا تُعطى فرصة لحركات الإرهاب المستمرة وراء الدين لكى تنتشر فى أي بقعة من بقاع هذا العالم"، فالإذاعة هى الأجدر بتوصيل هذه الصورة المعتدلة للدين الإسلامى".

الخطاب الديني
الدكتور علاء نصير، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر اتفق مع سلفه في ضرورة عالمية خطاب إذاعة القرآن الكريم، حيث وصف المرحلة الحالية بأنها مرحلة تطوير فى كل شيء، ولابد من تطوير الخطاب الدينى بما يتناسب مع العصر والفترة التى يعيشها المجتمع المصرى، مشددا على أن إذاعة القرآن الكريم هى المنوط بها فعل ذلك.


"نصير" استطرد قائلًا: "لابد أن نواكب التطورات التكنولوجية الحالية فى عرض البرامج التى تُذاع على إذاعة القرآن الكريم، لأن هناك سباقا على مستوى العالم بفضل الأقمار الصناعية، والبث الخاص لا يجب ألا يكون لمصر فقط، وأن يشمل المنطقة الإسلامية كلها حتى آسيا والجاليات الإسلامية فى أوروبا والولايات المتحدة، فلا بد من مراعاته ذلك، ويا حبذا لو أدخلنا التطوير باللغات لكى تتناسب مع جميع دول العالم الإسلامي".

كما أشار إلى ضرورة السير فى خطين متوازيين؛ الأول هو الثوابت الأساسية التى تربى عليها العديد من الأجيال المصرية فى إذاعة القرآن الكريم، فلا بد -وفقا لنصير- أن تظل كما هى، على أن يتم تطعيمها بما هو حديث لأنه لا يصح أن ننسف القديم كله لأن هذا هو هوية وميراث مصر الثقافية.
العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف ثمن اختيار رضا عبد السلام رئيسًا لشبكة القرآن الكريم، مشددا على أن الأخير إضافة علمية وفكرية وإدارية للإذاعة المصرية، فهو يملك من الفكر الواسع ما يؤهله لكي يكون أكبر من ذلك.. وأنا أحيى هذا التوجه للغاية".


"العواري" تطرق إلى العديد من القضايا التى يرى وجوب النظر إليها خلال الفترة المقبلة، حيث تقدم بالنصيحة لرئيس شبكة القرآن الكريم الجديد بأن ينظر إلى ما يشغل المجتمع المصرى وما يحتاجه المواطن من أفكار ورؤى تصحح المفاهيم، موضحًا: «حرىٌ به أن يتوجه فى الحقيقة إلى اختيار ضيوفه من أصحاب الفكر الدينى الوسطى المعتدل الذى يعمل على تصحيح المفاهيم ومحاربة الفكر المغالى المتطرف لأننا نحتاج إلى ثقافة معتدلة عاش عليها المجتمع المصرى فى ظل ثقافة الأزهر الشريف قرابة الألف وثمانين عاما وعاش عليها العالم أجمع، وما رأينا انحرافا فكريا إلا كان سببه ظهور تلك النابتة الجديدة التى لم يصل عمرها إلى 30 عاما" -فى إشارة إلى السلفية المعاصرة التى وصفها بأنها لا تملك من العلم الوسطى شيئا.


ونوه عميد كلية أصول الدين السابق إلى أن الإذاعة يمكن أن تكون الأداة الأقوى فى محاربة الفكر السلفي المتطرف؛ لأنها إذاعة مسموعة ويتابعها الملايين، فحرى بها فى ظل رئيسها الجديد أن يدعمها بكل فكر وسطى يخدم قضايا الأمة وقضايا الوطن.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية