رئيس التحرير
عصام كامل

الآثار تعلن أسباب نقل مركب " الملك خوفو " للمتحف الكبير

مركب الملك خوفو الأولي
مركب الملك خوفو الأولي

تستعد وزارة السياحة والآثار لنقل مركب أخرى للملك خوفو إلى مبنى متحف مركب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير، على أن يتم تثبيتها بجوار المركب الأولى التي تم نقلها مؤخرا.

وقال الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير؛ إنه تم استخراج ١٢٦٠ قطعة خشبية خاصة بالمركب الملك خوفو الثانية ؛ وجاري استخراج باقي القطع بالتعاون مع بعثة أثرية يابانية ونقلها إلى المتحف المصري الكبير.

مركب خوفو الأولى

وأشار إلى أن مركب الملك خوفو الأولى يعد أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي مصنوع من الخشب، في التاريخ الإنساني، الذي يبلغ عمره أكثر من 4600 عامًا ؛ حيث تم اكتشافها عام 1954 عند الضلع الجنوبي للهرم الأكبر بمنطقة آثار الهرم؛ ويزيد طولها  عن ٤٢ مترا ويبلغ وزنها 20 طنا.


أسباب نقل مركب خوفو

وأوضح أن فكرة نقل مركب خوفو الأولي جاء لعدة أسباب من بينها أن مقر العرض القديم لم يكن يحتوى على وسائل العرض الحديثة؛ كما أن  الحفاظ على المركب به لا تواكب أساليب وطرق العرض الحديثة والمتطورة، فكان لابد من نقلها للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

تجهيزات افتتاح المتحف المصري الكبير

وتسارع وزارة السياحة والآثار للانتهاء من أعمال تجهيزات المتحف المصري الكبير والمقرر له نهاية العالم الجاري بعد انتهاء الأعمال الهندسية والإنشائية بالمشروع، واقتراب انتهاء وضع القطع الأثرية داخل فتارين العرض بقاعتي العرض المركزي وتوت عنخ امون.

ووصلت نسب التجهيزات بمشروع المتحف المصري الكبير الي ما يقرب من 99%، وتم الانتهاء من أعمال العرض المتحفي لأكثر من 5 آلاف قطعة أثرية بقاعة الملك توت عنخ آمون داخل 70 فاترينة عرض، و72 قطعة أثرية كبيرة الحجم بالدرج العظيم بالمتحف بنسبة 100%.


قاعات المتحف المصري الكبير

وأعلنت وزارة السياحة والآثار، عن انتهاء أعمال ترميم وتثبيت المسلة المعلقة الفريدة والأولى في العالم بالمتحف المصري الكبير بنسبة 100%، ويتبقى عددا من التجهيزات بقاعة العرض الرئيسية وهي عبارة عن 12 متحف متداخل مع بعضها البعض على أن تنتهي كافة الأعمال مع نهاية العام الجاري.


وكان اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، أكد أن حدث نقل مركب خوفو الأولى يعتبر حدثا تاريخيا لن يتكرر مرة أخرى، مشيرا إلى أن الفكرة بدأت في عام 2002 من جانب وزارة الثقافة، وتم تنفيذها العام الجاري، خاصة أن كافة الشركات والمؤسسات أكدت أن وضعها الحالي أهون بكثير من نقلها.

وأضاف المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير خلال المؤتمر الصحفي لشرح تفاصيل نقل مركب خوفو الأولى من مقرها السابق بالأهرامات الي المتحف المصري الكبير، أن العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير تعارض مع عرض مركب خوفو الأولي داخل المتحف المصري الكبير، وأن اتخاذ القرار بإنشاء مبنى متحف مراكب الملك خوفو الأولي والثانية تتراوح مساحته الي 22 الف متر، مشيرا إلي أن نقل مركب خوفو الأولي كان عبارة عن مهمة انتحارية.

نقل مركب خوفو الأولى
‏ ‏
‏ ‏وأشار إلي أن فكرة النقل استغرقت أكثر من 8 أشهر، وتم تنفيذها عن طريق تمديد كمر معدنية أسفل المركب أثناء عرضها بمقرها السابق في الاهرامات، وتم بناء قضيب قطار واستمر تنفيذه 50 دقيقة بطول 50 مترا، وتم بناء 15 إطار لحماية المركب، وتم عمل مسحات متعددة للمركب والمبنى الموجودة به، وتم فك وتغليف 12 مجداف الخاصة بالمركب بالإضافة إلي المقدمة والمؤخرة وكابينة القائد ونقلهم إلى المتحف في مدة استغرقت ما يقرب من 30 يوما.
‏ ‏
‏وأضاف أنه تم فصل المركب عن المركب الخاص بها، وتم الاستعانة بحوامل تثبيت لرفع جسم المركب بوزن يتجاوز 120 طن، وتم بناء 6 كباري معدنية وهو ما كان يعتبر مخاطرة كبيرة خاصة مع ضعف مبني المركب، وتم عمل ممر لدخول العربة المخصصة لنقل المركب والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا، للدخول أسفل حوامل التثبيت، وتم سحب المركب وتحقيق التوازن المطلوب خاصة مع وجود أجزاء خارج العربة بطول 14 مترا.


كيفية نقل مركب خوفو

وتابع أنه تم عرض فكرة نقل مركب خوفو الأولى على الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في الـ ٢٨ من مايو لعام ٢٠١٩ وهو صاحب القرار النقل، قائلا « قلت لسيادة الرئيس اسمح لي أن أعرض علي حضراتكم فكرة تقارب الجنون، وناقش الرئيس الفكرة مع الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والذي أكد أنها في غاية الصعوبة، والرئيس وافق من ناحية المبدأ على دراسة الفكرة، ووجه باستشارة المكاتب العالمية حفاظًا على الأثر، واطمأن على كيفية التنفيذ، وحرص رئيس مجلس الوزراء على تفقد العمل، وتم عرض الأمر علي اكبر ٣ شركات في مصر، لتنفيذ هذا العمل، وتم الموافقة علي عرض بيسكس اوراسكوم لإنجاز تلك المهمة».

وقال إنه تم تكوين فريق عمل انتحاري للعمل على تنفيذ الفكرة، وتم عرض الفكرة على الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، بالإضافة إلى عرضها على عدد من المكاتب الاستشارية العالمية، والتي أبدت تخوفها بسبب هشاشة خشب المركب وتتسم بالعديد من التعقيدات.

الجريدة الرسمية