رئيس التحرير
عصام كامل

معاناة ضحايا خلع الحجاب.. دهس وضرب وقص شعر.. والإفتاء: لا يصح بالإجبار

فتاة ضحية الدهس
فتاة ضحية الدهس

أثارت واقعة محاولة دهس فتاة بالسيارة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اتهمت أمها بمحاولة دهسها بالسيارة لرغبتها في خلع الحجاب.

وكشفت الابنة في تدوينة لها على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تفاصيل قيام الأم بدهس ابنتها بالسيارة بعد مشادة بينهما على الطريق الدائري بمدينة الإسماعيلية بالقرب من مسجد الشهداء، بسبب إصرار الفتاة على خلع الحجاب.

وتسبب قيام الأم بدهس ابنتها القاصر بالسيارة في إصابتها بكدمات وسحجات بالجسم، وكسر في الحوض، وتم نقلها لمستشفى جامعة قناة السويس، لتلقي العلاج، ثم قام شقيق والدتها باصطحابها، هي ووالدتها إلى إحدى الشقق السكنية، وتم الاستيلاء على هاتف الابنة المصابة ومسح التدوينة التي استغاثت بها الفتاة، وتم تهديها بالضرب حال قيامها بتوجيه أى استغاثة أو الحديث عن تفاصيل الحادث.

وألقت مباحث قسم ثالث الإسماعيلية القبض على أم وشقيقها، ثم قرر المستشار أسامة صفي، وكيل نيابة ثالث الإسماعيلية إخلاء سبيلهما على ذمة القضية، بعد دفع كفالة 500 جنيه.

رانيا رشوان

من ضمن الضحايا أيضا فتاة تدعى رانيا رشوان من الفيوم، وروت أنها تعرضت لعنف واعتداء من أهالي قريتها في الفيوم في يونيو الماضي قائلة: «أنا بتعرض للعنف بسبب خلع الحجاب أنا قلعته بكامل إرادتي ومطلبتش من حد يمشي معايا أو يبقى ليا متابعين أو أفرض رأيي على حد».

وتابعت الفتاة العشرينية: «أنا قلعت الحجاب بكامل إرادتي ومطلبتش من حد يقلع الحجاب زيي.. أنا اتعرضت للعنف والاضطهاد من قريتي وخوض في سمعتي وديني وكل حاجة تمسني وتمس إخواتي وتم التشهير بنا.. بسبب إني اختارت أقلع الحجاب».

رحمة سامي

وقد سبق تلك الواقعة، وقائع أخرى لضحايا خلع الحجاب، على رأسهم واقعة قص شعر رحمة سامي، بمحطة مترو الأنفاق بالمعادي، حيث ذكرت أنها أثناء استقلال المترو، وقع تدافع نتيجة التكدس وزحمة العربة التي تواجدت فيها، ففوجئت بسيدة في مقتبل الثلاثينات تجذبها من شعرها بقوة، وتقصه بـ«كتر».
وأضافت «رحمة سامي»، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «90 دقيقة» المذاع على قناة المحور، الذي يقدمه معتز الدمرداش، عام 2017، أن المواطنين أبدوا سلبية تامة تجاه الموقف، مضيفة: «صرخت وقلت لها بتعملي إيه قالتلي علشان شعرك اللي إنتي فرحانة بيه»، موضحة أن أكثر ما أثار دهشتها إن السيدة كانت من مجتمع راقٍ.
كما أكدت أنها حاولت اصطحاب السيدة لقسم الشرطة؛ من أجل تحرير محضر بالواقعة، إلا أن كثيرًا من السيدات منعوها قائلين: «احمدي ربنا إن هي مموتتكيش».

رفض التكريم

الانتهاكات ضد المحجبات لم تتوقف على قص الشعر فقط، ففي أبريل 2013، رصدت جمعية «تنمية والنهوض بالمرأة»، برئاسة الدكتورة «إيمان بيبرس»، في تقرير لها مجموعة من مظاهر عنف تعرضت لها الفتيات غير المحجبات.

وكانت من أبرز الوقائع التي ذكرها التقرير، في عام 2013، قامت مديرة مدرسة «أبي بكر الإعدادية» بحرمان الطالبة «هبة الله محمد»، من التكريم والتصوير معها، برغم حصولها على المركز الأول في الكاراتيه على مستوى إدارة منطقة العامرية بالإسكندرية، لأنها غير محجبة.

الرأي الشرعي

أما عن الرأي الشرعي، فقد أكد الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من خلال الصفحة الرسمية لـ "الإفتاء": "الأصل ألا يتعامل في مسألة الحجاب بتلك الطريقة، والحجاب فريضة محكمة وصيانة للمرأة وعفة للبنت، لكن هذه الأمور لا يصح أن تجبر عليها الفتاة بهذه الطريقة، ولكن يصح عرضها عرضًا جيدًا ولطيفًا وحكيمًا وميسرًا على البنت وهذا قبل مسألة البلوغ".

وكانت لجنة الفتاوى الإلكترونية بدار الإفتاء أجابت من قبل على سؤال وردها حول إجبار الأب ابنته على الحجاب وحكم منع النفقة عنها إذا لم تفعل، مؤكدة أن للأب على ابنته الولاية الشرعية وله شرعًا أن يأمرها بالحجاب من غير قهر أو عنف، بل باستخدام أساليب التربية الإسلامية، وأكدت أنه لا علاقة بين ارتداء الحجاب وبين وجوب النفقة، فالنفقة واجبة على الأب سواء كانت ابنته محجبة أم لا، وأضافت أنه من رحمة الإسلام أنه لم يجعل التقصير في أداء فرائض الشرع مستوجبًا لسقوط النفقة، بل هي واجبة عليه في هذه الحالة أيضا.

الجريدة الرسمية