رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أصغرهم مصاب بالقلب.. حكاية 4 أطفال أبكوا أهالي المنوفية

حكاية 4 اطفال أبكوا
حكاية 4 اطفال أبكوا أهالي المنوفية

قلوب كالحجارة لا تعرف للرحمة أو العاطفة سبيل، انتزعت من داخلها كل مقومات الإنسانية، ختم الله عليها  فألقت فلذات أكبادها فى الشارع غير عابئين بما قد يحدث لهم، وتركوهم يواجهون مصيرهم المجهول.

 

4 أطفال أكبرهم 13 عامًا بينما أصغرهم لم يكمل عامه الثانى ويعانى مرضا في القلب، لكن ذلك لم يشفع له أو يكون دافعًا للإبقاء عليه وعدم طرده رفقة أشقائه، ليتنقلوا من بلد لآخر حتى وصلوا لوالدتهم ظنًا منهم أن قلبها لازال بداخله بعض الرحمة.

 

بدأت تفاصيل القصة المأساوية التى أبكت محافظة المنوفية، عندما طرد الأب أولاده الأربعة من مدينة طنطًا طالبًا منهم أن يذهبوا لوالدتهم بمركز تلا، وبالفعل توجهوا الى هناك لكنهم واجهوا صدمة جديدة لم تكن بالحسبان.

10 جنيهات أعطاها الأب لأكبر أبنائه حتى يصطحب أشقائه لوالدتهم من طنطا الى تلا، وبالفعل وصلوا إلى هناك وتوجهوا لوالدتهم ورفضت استقبالهم وطردتهم طالبة منهم أن يعودوا لوالدهم.

 

حمل الشقيق الأكبر شقيقه الذى يبلغ من العمر عاما ونصف ويعانى مرض القلب، واصطحب أشقاءه وأخذ يجول بين الشوارع لا يعلم إلى أين يتجه أو ماذا عليه أن يفعل فلا أموال لديهم أو طعام يسد جوع إخوته.

تعب الأشقاء من التجوال وقرروا أن يستريحوا على أحد الأرصفة فتوجه إليهم أهل المنطقة بعد أن طالت استراحتهم وبعد أن علموا بتفاصيل المأساة أحضروا لهم الطعام ونقلوا الطفل الأصغر لمستشفى تلا حتى يلقى الرعاية المناسبة.

 

حاول الأهالى التدخل وقاموا بالاتصال بوالدهم عاتبين عليه ما قام به من أمر محزن، فقال لهم "ارموهم يموتوا فى الشارع"، أغلقوا الهاتف وتواصلوا مع أسرة الأم فكان الرد ذاته لم يتغير فيه شيئًا.

 

أبلغ الأهالى التضامن الإجتماعى وقسم الشرطة ليذهبوا مسرعين إلى الأطفال محاولين تقديم أى شيء لهم من شراب أو طعام لكن الأهالى كانوا قد قاموا بذلك، وقاموا باصطحابهم لمنزل أسرة والدتهم.

 

رفض الجد والخال استلام الأطفال وهنا تدخل أهالى القرية ووعدوهم بتوفير مبلغ مالى لهم حتى يستطيعوا الإنفاق عليهم، لكن الرد أبدًا لم يتغير وظل موقفًا ثابتًا على القسوة بكل قوة وإصرار.

 

اصطحبهم أحد الأهالى لمنزله انتظارًا لوصول التدخل السريع التابع للتضامن الإجتماعى وبعد أن حضرت الفرق توجهوا لقسم الشرطة وطلبوا حضور الأم ووعدوها بإجراء بحث اجتماعى وتقديم كل أوجه الدعم النفسى والمادى.

 

واقتنعت أخيرًا باستلام الأطفال وقامت بكتابة إقرار بحسن معاملتهم لكن النيابة العامة رفضت تسليمهم لها بعد أن إرتأت أنها غير أمينة عليهم ووجهت بإبداعهم فى إحدى دور الأيتام.

محافظ المنوفية يلتقى الأطفال

اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية، اجتمع مع الأطفال اليوم بمكتبه، فى حضور اللجنة المُشكلة والمعنية برعاية الأطفال الأربعة الذين تم العثور عليهم بإحدى شوارع قرى مركز ومدينة تلا، مشددًا على تقديم كافة أوجه الرعاية والدعم اللازم لهم حفاظًا على مستقبلهم، جاء ذلك بحضور نائبه محمد موسى.

كما التقى محافظ المنوفية بالأطفال بمكتبه وتم توزيع الهدايا عليهم وأمر باستمرار إيداعهم في إحدى دور الرعاية وتقديم كافة أوجه الدعم النفسي لهم، فيما أمر المحافظ بفتح حساب توفير بمبلغ قدره (5) ألاف جنيه لكل طفل حفاظًا على مستقبلهم، وكلف المحافظ رئيس مركز ومدينة تلا بالمتابعة المستمرة لحالة الطفل الرضيع بمستشفى تلا العام والذى يعانى من أزمة قلبية حفاظًا على صحته وسلامته.

ومن جانبه أكد محافظ المنوفية على متابعته منذ أمس لحالة الأطفال الأربعة وكافة الإجراءات التي تم اتخاذها نحوهم، مشيرًا إلى حرصه الدائم على رعاية أبنائه وحمايتهم وتوفير حياة كريمة وآمنة لهم.

Advertisements
الجريدة الرسمية