رئيس التحرير
عصام كامل

23 يوليو .. الثورة التي قصمت ظهر «الإخوان»

عبد الناصر وقطب
عبد الناصر وقطب

يواكب اليوم ذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952، الحدثً التاريخي الهام، الذي حول البلاد من ملكية وراثية إلى جمهورية، يحكمها المصريين لأول مرة منذ آلاف السنين عاشت فيهم مصر تحت إمرة كل الألوان والأجناس من البشر. 



لكن واحد من أهم الملامح المؤثرة للثورة الاصطدام بجماعة الإخوان الإرهابية، وتعرية تناقضاتها وطموحاتها الدائمة للسيطرة على مفاصل الحكم ومؤسسات الدولة، وإقامة دولتهم المتوهمة بدلا منها. 

أهداف الثورة 
اختلفت أولويات الثورة مع الإخوان التي حاولت احتوائهم في البداية وتخصيص جزء من مقاعد الوزارة لهم، إلا أن أهداف الجماعة كانت لاحدود لها، فما ركز عليه الضباط الأحرار من إعادة توزيع للأراضي وإنهاء للإقطاع والحصول على الاستقلال الكامل، وإنشاء جيش قوي وإعادة توزيع الثروة على أسس عادلة لم يكن يكفي الإخوان، بل ابتلاع الدولة كاملة. 

تطورت الأحداث بتولي اللواء محمد نجيب منصب أول رئيس لمصر في عام 1953، ولم يكمل كثيرا بسبب الاختلاف على أولويات الأهداف، وخلفه جمال عبد الناصر، الشخصية الكاريزمية التي اشتهرت في جميع أنحاء العالم بمعارضتها القوية المناهضة الاستعمار ورؤيتها القومية والانحياز للبسطاء.

الأهداف الناصرية، لم تروق للإخوان فحاولت اختراق مجلس قيادة الثورة، والتآمر على ناصر، لكن المكون الناصري داخل المجلس نجح في تمكين أفكاره، ودفع ثمن هذه التوترات من داخل الضباط الأحرار، الرئيس محمد نجيب نفسه، الذي قضي عقدين من الزمان تحت الإقامة الجبرية عن مجمل اتهامات، كان فتح خطوط اتصال مع التنظيم واحد من أخطرها. 

محاكمة الإخوان 
نالت الإخوان جزائها بحظرها رسميا عام 1954 وتقديم أهم رؤوسها للمحاكمة، لترد الجماعة برفع لواء العنف، إذ أقدم أحد أعضاءها على اغتيال عبد الناصر خلال خطاب ألقاه في الإسكندرية خلال نفس العام لكن المحاولة فشلت. 

استطاعت القبضة الشديدة للنظام الناصري تفتيت الإخوان وتغييبها عن الساحة تماما، ولولا فتح الباب لهم مرة آخرى بعد وفاة ناصر من خلال خليفته الرئيس السادات لكانت الجماعة في طي النسيان للأبد.

عاشت الجماعة سنوات بناء مرهقة خلال السبعينات والثمانينات، ولم تجد أفضل مما سمى لاحقا بـ«رواية المحنة» لإعادة شعبتها مرة آخرى، إذ ساهمت روايات المظلومية الإخوانية في ظل تواري الساسة والتضييق على التيارات المدنية في صعود أسهم الجماعة مرة آخرى.

الفرصة الأخيرة
جاءت ثورة 25 يناير عام 2011 ومنحتهم فرصة تاريخية في الوصول لأهم المناصب في الدولة، لكن الجماعة لم تقدم شيئا يذكر، بل ساهمت في جر المجتمع المصري إلى أشباح حرب أهلية لأول مرة في تاريخه. 

فشل الإخوان في السيطرة على الأزمة جعلها تلجأ إلى التفتيش في تاريخها التصادمي بمجرد استشعارها ضياع السلطة، فأعادت إنتاج روايات وأفكار سيد قطب التكفيرية، وفتحت خطوط صراع مع الجميع، لتنتهي إلى الأبد. 

الجريدة الرسمية