رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

٢٣ يوليو.. ثنائية التشويه والحضور!

قالوا إن الأحوال قبل الثورة كانت أفضل من بعدها ولا نعرف بلدا في التاريخ كانت أحواله تحت حكم الأجنبي المحتل أفضل من حكم أبناء بلده! ولا نعرف بلدا توصف أحواله أنها جيدة و٩٠٪ من سكانه في حالة تهميش ٧٠ ٪ منهم تحت خط الفقر ويعانون من الأمراض المزمنة و٨٥٪ منهم أميين و٥٠  منهم حفاة!  


وقالوا إن جمال عپد الناصر ظلم محمد نجيب رغم أن الموقف من نجيب كان من كل الضباط الأحرار وليس ناصر وحده ولأسباب موضوعية وليست شخصية تخص الاتصال والتعاون مع الإخوان ورفض إجراءات العدالة الاجتماعية خصوصا الإصلاح الزراعى!

وقالوا إن حادث المنشية مدبر ويشاء القدر -بخلاف الملابسات والأدلة-  أن تختطف جماعة الإخوان السلطة في مصر بعد الحادث بستين عاما فتتوالي اعترافاتهم ظنا أنهم مخلدون في السلطة لتنتهي إكذوبة التمثيلية!
وقالوا إن الضباط الأحرار رفضوا العودة للثكنات وإقامة حياة ديمقراطية! ليبدو أبناء القوات المسلحة طلاب سلطة في حين أن الأمر مختلف تماما إذ لو عاد الضباط إلى الثكنات وأجريت إنتخابات جديدة لجاء رجال عصر الإحتلال مرة أخري بحكم النفوذ والثروة ولبقي حال الشعب كما هو وتكون الثورة مغامرة عبثية!

وقالوا إن حكم الثورة ديكتاتوريا! ولا نعرف ديكتاتورية أعادت للناس حقوقها وثروتها ووفرت كافة الخدمات الأساسية مجانا للجميع لحين القفز بمستويات التعليم والوعي والثقافة قبل أي تجربة حزبية خصوصا أن تجربة أحزاب ما قبل ألثورى ماثلة في الأذهان فلا تحرير من الإحتلال تم ولا عدل اجتماعي قد تحقق!

صوت الحقيقة أقوى
وقالوا إنها كانت عصرا الهزائم رغم أن ٥٦ تحققت فيها صمودا إسطوريا أدهش العالم وتحققت بعدها كل أهداف مصر وحرب اليمن ذات الرؤية الاستراتيجية التي أنهت الوجود البريطاني من المنطقة وبعدها من الخليج كله وأمنت للأبد مضيق باب المندب وإنتهت بانتصار الجمهوريين باليمن الشقيق!

بينما كانت ٦٧ مؤامرة كبري لوقف التطور والتقدم في مصر تحققت فيها خسائر عسكرية باهظة ومؤسفة لكنها أبدا لم تكسر إرادة شعبنا ولم تستسلم مصر كبلدان أخري بل عادت للقتال بعد أيام في رأس العش وبعدها إعادة بناء الجيش العظيم كله مرورا بحرب الاستنزاف وصولا إلى أكتوبر! ولا نعرف شعبا في العالم يوجد به من يعايرون جيشهم كل حين لأسباب سياسية ويتوحدون مع عدو وطنهم في ذات المناسبة كل عام !!

وقالوا إنها فتتت الأرض الزراعية! وبتبجح يتركون ملايين الأفدنة التي تحولت إلى عشوائيات بعد الانفتاح ويزورون التاريخ وهم يعلمون أن التفتيت جري في السبعينيات بعد إلغاء بنوك القرية والجمعيات التعاونية وفلسفة البنك الزراعي أو التسليف وقتها ولا علاقة لقانون الإصلاح الزراعي بالأمر!

وقالوا إن التعليم تدهور في عهد الثورة! رغم أنه تطور وقدم علماء إجلاء رفعوا إسم مصر عاليا وفي كل مكان وأن التدهور جري فعليا بعد تدخل الامريكان في المناهج منذ أوائل الثمانينيات وتحول التعليم إلى "بيزنس" خارج هيمنة الدولة طاعنا المساواة وتكافؤ الفرص في مقتل وأن دول غاية في التقدم تعتمد مجانية التعليم إلى اليوم!

قالوا ونقول.. وسيقولون وسنقول.. إذ طالما بقيت جماعة الإخوان وأعوانها بقي الشر والكذب والإفتراء والتلفيق.. لكن سيبقي صوت الحقيقة أقوي وأصدق وسيبقي أثر الثورة حاضرا لا يغيب !
Advertisements
الجريدة الرسمية