رئيس التحرير
عصام كامل

عبد العليم وإلهام.. الإعلام الوطني

في الوقت الذي تزدحم فيه الساحة الإعلامية، والفنية، بأشباه الفنانين، وأنصاف الموهوبين، ومدمني الشهرة، ويعربد فيه من يتناطحون على لقب "نمبر وان" في أنحاء البلاد فسادا، وينثرون شذرات فنهم القبيح، ويبثون في الأجيال الجديدة عادات مشينة، وحركات مبتذلة، وألفاظا بذيئة، ويصدمون الرأي العام في رموز الإعلام، والفن، والقوى الناعمة.. تتجلى رحمة الله بعباده، ويبدو الضوء مقبلا من أقاصي العتمة، وتضيء الساحة بنجوم لم نكن نلقي لهم بالا أو نعيرهم اعتبارا؛ جهلا، أو تقصيرا منا، رغم أنهم يستحقون من الاهتمام أقصاه، ومن التكريم ما يغتصبه غيرهم وهم به أولى.


تبدو ثمة بارقة أمل، تفضي إلى فن شديد الرقي، يعنى ببث قيم جادة، وروح إيجابية في جنبات المجتمع، ويأخذ بأيدي الشباب والصغار إلى رحابة الأخلاق وأفق النمو والازدهار. نلتقي بخبر مبهج يبعث على التفاؤل، من المغرب الشقيق بفوز الفيلم المصري (إلهام) بجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير في المهرجان الدولي الوثائقي لحقوق الإنسان بالرباط الدورة التاسعة، والذي ينظمه مركز الجنوب للفن السابع والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تحت شعار "السينما لغتنا المشتركة" بالرباط.

الفيلم التسجيلى المستقل "إلهام" سيناريو وإخراج الفنان المصري المبدع "أحمد عبد العليم قاسم" وتصوير ومونتاج محمد شادي والموسيقي التصويرية مهداة من الفنان تامر كروان، وهو إنتاج مستقل للمخرج أحمد عبد العليم قاسم.

حكاية أحمد عبدالعليم
وأحمد عبد العليم قاسم، مخرج  وسيناريست حصل علي الماجستير بتقدير امتياز من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، عن التريلر كإعلان ترويجي عن الفيلم السينمائي وكمنتج تليفزيونى وسينمائى وإعلانى، يستطيع اختراق شاشة التليفزيون والسينما معا، فتكرار الرسالة داخل "التريلر" قد يكون أكثر تأثيرا من فيلم كامل على حد تعبيره.

قدم للسينما التسجيلية والروائية القصيرة أكثر من 20 عملا، فضلا عن سيت كوم "العمارة"، وعدد من الأغاني المصورة، حقق عنها عدد من الجوائز، منها الكلاكيت الذهبي من المهرجان اللبناني للسينما والتليفزيون عن فيلم "جوه السكون"، كما حصل على ذهبية مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن أغنية النيل للفنان "محمد منير"، وكذلك برونزية مهرجان الإعلام العربي عن  فيلم "أماكن الصمت" ، فضلا عن خمس جوائز تقديرية من مهرجان الفيديو كليب الدولي عن أغنية "نفس المكان" دويتو نهال نبيل – هشام نور كلمات مدحت العدل، وهى أول أغنية لمطروح بعد ليلي مراد وكذلك أغنية مصر الحضارة.

ونال عشرات من شهادات التقدير؛ في مهرجان كام السينمائي 2016  عن الفيلم الروائي القصير "جوه السكون".. وأحسن أغنية وطنية في مونديال الاعلام  2016 عن أغنية "حيوا العلم"، من ألحان عمرو مصطفى.. ومن أشهر أعماله فيلم "القرار" بطولة كريم عبد العزيز وهو دراما تسجيلية .. وكذلك فيلم "عندما تلمس الخيال" بطولة شريف الخيام.. ميني كوم العمارة، بطولة وليد طه ورانيا الخطيب.. فضلا عن الافلام التسجيلية، "إمام الدعاة – رحلة ليلية - خلف الحقيقة – حارس الحصون – نحلم سوا -  شاب عمره 1000 عام - صورة في مراية".

وحاليا، يقوم بتحميل الحلم عن رحلة توت عنخ آمون نحو المتحف المصري الكبير.. دراما تسجيلية، أداء هاني سيف، تعليق صوتي وإشراف عام تغريد حسين، إنتاج قناة النيل الدولية بالهيئة الوطنية للاعلام 2021. ويشغل حاليا موقع مدير عام السياحة والمنوعات بقناة النيل الدولية.

حكاية إلهام
المهم، أن "إلهام" فيلم إنساني، ثقافي، يعد نموذجا للإعلام الوطني التنموي الهادف، الذي يقدم تجربة ناجحة لسيدة تأكل من "عرق جبينها" ببيع الكتب لطلاب جامعة القاهرة، وقد قبعت على الرصيف المواجه للجامعة عدة سنوات، وعاصرت العديد من الأحداث الخطيرة، والتي رسمت تاريخ مصر.. مثل ثورة يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013، واعتصام "النهضة"، ثم فض الاعتصام، بما حمله كل ذلك من مخاطر رهيبة على حياتها، إلا أنها تمسكت بموقعها وموقفها، ورفضت أن تتزحزح، وتغادر المكان. "إلهام" أبت أن تقتات بالتسول، وصممت على أن تكون رمزا للعمل الحر الشريف، مؤمنة بأنها صاحبة رسالة في نشر الوعي والثقافة والعلم.

والمختلف الذي يقدمه عبد العليم عن غيره من إعلاميي مصر الوطنيين؛ أنه ناشط في مواقع السوشيال ميديا، لا سيما "واتساب" و"فيس بوك"، ليس لنشر التسالي، والملهيات، أو الأخبار المثيرة "لزوم الترافيك".. ولكن لنشر الوعي، وإذكاء روح الوطنية، وتكريس الانتماء.. فهو ينشر أخبار النجاحات المصرية في كل المجالات، مثل الرياضة بكافة أنواعها، والفن، والثقافة.

ما يقدمه أحمد عبد العليم في الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي يستحق أن يتم تدريسه لتلقين شباب الإعلاميين والصحفيين والدارسين بعامة أسس الإعلام الوطني، والتنمية المجتمعية؛ لإعادة القوة الناعمة المصرية إلى مكانها الطبيعي، وموقعها الذي كانت تحتله على مستوى العالم.
الجريدة الرسمية