رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الفخراني الفائز بجائزة أفضل رواية بـ"ساويرس الثقافية": "اللي بيكتب عشان جايزة يقعد في البيت أحسن".. وبدأت أشعر بموهبتي في أولى ثانوي | حوار

أحمد الفخراني الفائز
أحمد الفخراني الفائز بجائزة أفضل رواية بـ"ساويرس الثقافية"
كثير من كبار الأدباء والكتاب الذين تسطع أسماؤهم فى سماء الإبداع لم يحصلوا على جوائز 

الأدب العربى بخير .. وتأثرت بنجيب محفوظ


رواية «بياصة الشوام» مرحلة جديدة فى علاقتى بالكتابة 

 لم أكن أعرف الطريق لكنى كنت أشعر أننى سأكون كاتبا

أسدل الستار عن الدورة السادسة عشرة والاستثنائية من جوائز ساويرس الثقافية، حيث كشفت إدارة الجائزة عن الفائزين فى فروعها المختلفة، وقدمت كالعادة نخبة من المواهب الأدبية الشابة، الذين أبدعوا فى مجالات الثقافة والفنون المتنوعة.

وبعد منافسة شرسة بين عدد من الروايات المميزة، حصد الكاتب الشاب أحمد الفخرانى جائزة أفضل رواية لفرع شباب الأدباء، عن روايته "بياصة الشوام" الصادرة عن دار العين للنشر، كما فازت الرواية أيضا بجائزة الترجمة، التى أضيفت إلى فروع الجائزة هذا العام، من أجل الإسهام فى تشجيع التميز الأدبى المعاصر، وتقديم شباب المبدعين إلى القراء خارج حدود المنطقة العربية، من خلال ترجمة الرواية الفائزة إلى اللغة الإنجليزية كجائزة أدبية تشمل كافة تكاليف التعاقد مع إحدى الهيئات أو دور النشر لترجمة وطباعة ونشر الرواية.

 الفخرانى - الذي تخرج في كلية الصيدلة ، وبدأ حياته المهنية طبيبا صيدلانيا- سرعان ما انتقل إلى عالم الصحافة عام 2007، وصدر له ديوان شعر "ديكورات بسيطة" عام 2007، وبورتريه "فى كل قلب حكاية" عام 2009، ثم أصدر المجموعة القصصية "مملكة من عصير التفاح"، وفازت روايته "ماندورلا"، التى صدرت طبعتها الأولى فى عام 2013 بجائزة ساويرس لعام 2016، وصدر له بعدها روايتان "سيرة سيد الباشا"، و"عائلة جادو"، وأخيرا "بياصة الشوام"، والفائزة بجائزة ساويرس الثقافية 2021. 

"فيتو" أجرت حوارا مع الكاتب الشاب تطرق للعديد من الجوانب فى عالم الثقافة والأدب، كما تضمن ملامح عامة من نشأة وحياة أحمد الفخرانى، وإلى نص الحوار:
 
*بداية.. كيف اكتشفت موهبتك فى عالم الكتابة.. وبمن تأثرت فى بداياتك؟

فى الحقيقة ، بدأت أشعر أن لدى موهبة أدبية عندما كنت فى الصف الأول الثانوى، "لم أكن أعرف الطريق لكنى كنت أشعر أننى سأكون كاتبا"، كما شرعت فى وضع خطة وأهداف لتحقيقها فى عالم الأدب بعدما خطوت أولى خطواتى فى الكتابة.

وبالتأكيد ، تأثرت بالعديد من الكتاب، ولا أخفى عليك أن كل كاتب أو روائى قرأت له عملًا ولو كان واحدًا فقط تأثرت به، خاصة كل من أخلص للأدب وآمن بكتاباته وعمل على تقديم الأفضل دائما، وبالطبع، فإن الأديب العالمى نجيب محفوظ له مكانة خاصة عندي، ليس فقط لما قدمه من أعمال وإبداعات تذخر بها المكتبة العربية وتقرأ فى جميع أنحاء العالم، لكن أيضا لكونه أخلص فى كتاباته وموهبته الرائعة.

*أول ما نشرته من أعمالك كان ديوان شعر "ديكورات بسيطة".. ما سر تحولك إلى عالم القصة ومن بعدها الرواية؟

بدأت ككاتب قصة لكن أول ما نشرته كان الشعر، سبق ذلك نشرى عددًا من القصص فى جريدة أخبار الأدب، ثم جاءت مرحلة المدونات، التى جربت فيها الكتابة ضمن أشكال أدبية متنوعة، قادتنى بشكل طبيعى إلى العودة إلى كتابة القصة مرة أخرى، وتوقفت عن كتابة الشعر عندما لم أعد أملك القدرة على السرد.

*بداية.. روايتك «بياصة الشوام» تدور أحداثها فى الإسكندرية.. هل كان لنشأتك فيها تأثير كبير أثناء كتابتها؟

بالتأكيد، فقد ولدت فى حى العطارين، وقضيت فيه السنوات الست الأولى من طفولتى، وأغلب أقاربى عاشوا هناك ، وما زال بيت جدى "رحمه الله" هناك، أحب الإسكندرية القديمة بشكل عام، وإلى الآن، كلما أعود إليها أجد راحتى هناك.

وتحكى الرواية عن منطقة «بياصة الشوام» فى الإسكندرية لكنه ليس حكيا عاديا، بل يروى عن عالمها الخفى، وأبطالها الغرائبيين، وعن ليلها المثقل بالتحولات، وعن سعيد الفنان الباحث عن حلمه، اليتيم المقهور المهمش، الراغب فى الوصول، المثقل بالأسئلة، وتدور أجواؤها فى الأماكن القديمة.

 وتعد رواية «بياصة الشوام» مرحلة جديدة فى علاقتى بالكتابة، حيث بدأت كتابتها عام 2017، ونشرت عام 2019، وكان المجهود الأكبر فى عملية التنقيح وإعادة الكتابة.

*حصدت أيضا جائزة الترجمة فى أولى دوراتها بمسابقة ساويرس الثقافية.. صف لنا شعورك بذلك؟

فى الحقيقة أنا فى غاية السعادة لفوزى بجائزة الترجمة من مؤسسة ساويرس الثقافية، حيث تعد تجربة مهمة للجائزة فى تطوير فروعها وللمشاركين أيضا، وأتمنى أن تكلل التجربة بالنجاح والاستمرار.

*يتسارع شباب وكبار الأدباء كل عام للتنافس تحت مظلة جائزة ساويرس الثقافية.. برأيك ما السر وراء ذلك؟

هذه حقيقة بالفعل، وأظن السبب في ذلك أن جائزة ساويرس الثقافية تعد الأهم بين المسابقات والمنافسات الأدبية والثقافية فى مصر والوطن العربى، وتتطور كل عام، وأنا سعيد بهذا التطور، لما له من مردود كبير على الأدب فى مصر، وأرى أنه إذا حدث تراجع للجائزة سيكون بمثابة تراجع فى الأدب أيضا، كما أن القائمين عليها ولجان التحكيم المختارة من قبل مجلس إدارة الجائزة تكون شخصيات ثقافية مهمة ذات ثقل ورؤى ثاقبة يقدرها الجميع.

*الشباب والجوائز.. هل تؤيد وجهة النظر التى تعتبر أن الجوائز المادية أمر مهم لشباب الأدباء والكتاب ليستمروا فى إبداعاتهم؟

من وجهة نظرى وقناعاتى التى أؤمن بها، أرى أن موضوع أو فكرة الجوائز الأدبية بشكل عام لا يجب أن يكون فى حسبان الكاتب الشاب عندما يقوم بعمله أو يبدأ فى تدوين ما يجول بخاطره ويبلوره فى عمل أدبى سواء قصة أو شعر أو رواية أو أي أشكال أخرى.. "اللى بيكتب عشان جايزة يقعد فى البيت أحسن.. إحنا بنكتب عشان الأدب والحاجة للكتابة وتلبية نداء موهبتك فقط.. وأنا مش بفكر فى الجوائز أنا بقدم فيها وخلاص".

وتاريخ الأدب العربى والعالمى مليء بكبار الأدباء والكتاب الذين تسطع أسماؤهم فى سماء الإبداع، ويتعلق الجمهور والقراء بهم، لكنهم لم يحققوا جوائز كبيرة أو ذات تأثير وصيت.

لكن لا أخفى عليك أيضا، أن حصول العمل الأدبى على جائزة يعنى ظهوره وإبرازه، وباعتبارى أحد الكتاب الشباب فإن بعض دور النشر تضع الجوائز فى حسبانها عندما يأتيها عمل أدبي لكاتب شاب حصل من قبل على جائزة ويختلف ذلك عن كونك لم تحصل على جائزة ولو صغيرة، الناشرون يضعون الجوائز فى اعتباراتهم عند قبول الأعمال التى يختارون نشرها لديهم.

*كيف ترى حال الأدب العربى ومستوى الكتاب الشباب فى الوقت الحالى؟

الأدب العربى بخير بالتأكيد، هناك العديد من الشباب الموهوبين والذين يحبون ويحترمون مواهبهم الأدبية، ويعملون دائما على التطوير من أنفسهم طوال الوقت وعلى مرور الأزمنة، والعصور المختلفة توجد الموهبة الجيدة، والموهبة الرديئة السيئة، ودائما ما يتبقى ويمكث الجيد الذى يميزه الناس، ويستمر بدعم الجمهور وعشاق القراءة، أما الرديء فمصيره إلى الاندثار.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية