رئيس التحرير
عصام كامل

التواجد الأمريكي في اليونان يهدد مصالح تركيا في البحر المتوسط

مقاتلة إف-15 للقوات
مقاتلة إف-15 للقوات الجوية بقاعدة إنجرليك
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض حضورها في البحر المتوسط لإعادة التوازن بالمنطقة وتنويع أوراقها في الموقع الاستراتيجي.


اتفاقية أمنية ثنائية
خطوات كشف وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس عن جانب منها حينما أكد أن بلاده ستقوم بتحديث اتفاقية أمنية ثنائية مع واشنطن هذا الصيف في خطوة ربما تمهد الطريق لمزيد من المهام العسكرية الأمريكية في المنطقة، بحسب ما نشره مؤخرا.

وجاءت تلك الجهود فيما انتشرت البحرية الأمريكية في أكتوبر الماضي في شرق البحر المتوسط عندما قررت نقل المركبة العسكرية USS Hershel "Woody" Williams إلى قاعدتها في خليج سودا في جزيرة كريت، وهي المرة الأولى لتمركز سفينة أمريكية في هذا الموقع منذ 40 عامًا على الأقل.

وقال بانايوتوبولوس، خلال مناقشة عبر الإنترنت في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الاتفاق يمكن أن "يجلب المزيد من المواقع" حيث يمكن للقوات الأمريكية العمل في اليونان.

وأوضح بحسب موقع "ميليتري دوت كوم" المعني بالشؤون العسكرية أن الخطة يمكن أن "تعزز ما يحدث في المواقع المختارة قيد التشغيل الآن"، وأنه يمكن الانتهاء من الاتفاق في غضون شهرين.

وتعد تعليقات الوزير اليوناني بانايوتوبولوس أحدث إشارة إلى أن واشنطن تتطلع إلى تعزيز موقعها في شرق البحر المتوسط، حيث كثفت روسيا أنشطتها العسكرية وحيث تكتسب الصين نفوذًا بصفتها أحد أصحاب المصالح المالية في العديد من الموانئ الأوروبية.

وقال بانايوتوبولوس إن بكين "تعمل بطريقة منهجية للغاية، وبصبر شديد – مثلما هو متبع في كل ما تفعله - لتوسيع وضعها الاستراتيجي في المنطقة".

وخلال السنوات الثلاث الماضية، عززت الولايات المتحدة تدريجيًا عملياتها في اليونان في قواعد متعددة.

وتقوم الولايات المتحدة بتشغيل طائرات مُسيرة طراز MQ-9 Reaper خارج خليج سودا؛ تحديدًا في لاريسا وفي منشآت ميناء ألكساندروبولي، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تدوير القوات الأمريكية في أوروبا.

أكبر المتضررين
ويبدو أن تركيا أكثر المتضررين من النشاط الأمريكي، فالبلدان الحليفان يمران بانعطاف حاد في العلاقات بعد صفقة أنقرة لشراء منظومة "أس 400" الروسية التي ترى أمريكا أنها تمثل خطرا على حلف شمال الأطلسي.

وتصاعدت الخلافات بين تركيا الدولة العضو في حلف الناتو وحلفائها الغربيين خلال الأعوام الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسي، وهو قرار دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب لطرد تركيا من برنامج مقاتلات "إف-35".

ومؤخرًا، تورطت أنقرة في نزاعات على الحدود البحرية مع اليونان الأمر الذي دفع مسؤولي الناتو للتدخل من أجل محاولة عدم تصعيد الأمور عسكريًا بين دولتين أعضاء بالحلف.

وانضمت كل من تركيا واليونان إلى حلف الناتو عام 1952، لكن علاقة الولايات المتحدة مع البلدين تسير في اتجاهات مختلفة. كما ترفض واشنطن محاولات تركيا لمزاحمة قبرص واليونان في احتياطات غاز واعدة شرق المتوسط، فيما تتضارب مصالحهما في شمال سوريا.

تدهور العلاقات
وأشار بعض المحللين الأمنيين إلى أنه إذا تدهورت العلاقات بين أنقرة وواشنطن، فربما ستكون القواعد الأمريكية في اليونان هي البديل، في نهاية المطاف، لقاعدة إنجرليك الجوية في تركيا.

ومؤخرا اعترفت الولايات المتحدة بالإبادة الجماعية للأرمن في صفعة لتركيا تعكس المنحى الذي تتخذه العلاقات بين البلدين.

كما أوقفت واشنطن صفقة بيع مقاتلات "أف -35" لأنقرة اعتراضا على دمج تركيا منظومة "أس 400" في أنظمتها الدفاعية ما يمثل تهديدا أمنيا لحلف الناتو الذي يضم البلدين.
الجريدة الرسمية