رئيس التحرير
عصام كامل

بعد انشقاق الفرع الليبي .. هل انتهى التنظيم الدولي للإخوان ؟

الإخوان المسلمين
الإخوان المسلمين

على نحو درامي، انشق إخوان ليبيا، وفضلوا التحول إلى جمعية تعمل في إطار القانون تحت إسم "الإحياء والتجديد"، بعد أن انخفضت أسهمها بشدة في الشارع الليبي، في ضوء انهيار الجماعة الأم في مصر ومعظم أذرعها بالعالم، وتلوث سمعة التنظيم الدولي للإخوان، والربط المستمر بينه وبين الإرهاب . 


معاناة التنظيم الارهابي الدولي

يعاني التنظيم الدولي ـ معظمهم رموزه من إخوان مصر ـ من تجمد قياداته على كراسيهم، ورفضهم لأي نوع من التغيير، وترك السلطة لمن يمكنه حل الأزمة التاريخية للجماعة.

يكشف تمسك عواجيز التنظيم بسلطة اتخاذ القرار رغم اقتراب الإخوان من الانقراض، الثغرات التي لايمكن حلها في هذا النموذج من الفكر والسلوك الذي أزاح الجماعة من حكم أكبر دولة في المنطقة وعدة دول آخرى منها ليبيا.
أجندة التنظيم الارهابي الدولي

تسببت أجندة التنظيم الدولي ورغبته في الهيمنة إلى إدارج الكثير من أذرع الجماعة بما فيهم التنظيم الأم في مصر على لوائح الإرهاب، بعد أن انخرط أعضاء الإخوان في عنف منظم، ورفضوا الانصياع إلى لغة القانون واحترام خيارات الناس.  

فرج الفركاش، المدون الليبي الشهير والمحلل السياسي، يرى أن تغيير إخوان ليبيا لإسمها والانسلاخ عن ‏التنظيم الدولي، مجرد محاولة للهروب من عباءة الإخوان وارتباطاتها الخارجية، خاصة مع الجماعة الأم في ‏مصر.‏
جماعة إرهابية

أشار الباحث إلى أن إسم جماعة الإخوان أصبح عبئا على المنسوبين لها، بعد أن تم تصنيفها في الكثير من ‏الدول العربية جماعة إرهابية، موضحا أن الهدف الرئيسي لما يسمى بجمعية "الإحياء والتجديد" التي ‏أعلنتها الإخوان مؤخرا لا يزال أمرا غير معلوم.‏

أوضح الباحث إلى أنه من الصعوبة التخلي عن إرث الماضي بوجود القيادات الحالية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا ‏بجماعة الإخوان التقليدية، والتي ستكون أمام مهمة صعبة لاستعادة ثقة الشارع الليبي، خاصة بعدما لطخت ‏الحقبة الماضية بضرب التجربة الديمقراطية في ليبيا، ومحاولة تأميم البلاد لصالح مخططاتها. ‏

كان تنظيم الإخوان في ليبيا شهد خلال الأشهر الماضية عدة هزّات، بعدما حل فروعه في عدد من المدن ‏الليبية على غرار مدينتي الزاوية ومصراتة، واستقالة عدد من أعضائه وقياداته.

وتراجعت درجة ‏التأييد الشعبي لسياسة الجماعة داخل البلاد، خاصة في معاقله الرئيسية غرب البلاد، بعد أن أدرك السكان أن ‏هذه التنظيمات لا تسعى إلا وراء مصالحها، ولا تحاول إلا السيطرة على الحكم، وهو ما جعلها تلجأ إلى القيام ‏بعدة مراجعات لإعادة تغيير جدلها من جديد من بينها تغيير الاسم.‏
مناورة تنظيم الاخوان

ويعتبر الفركاش أن هذه الخطوة ليست أكثر من مناورة من تنظيم الإخوان لإثبات وجوده، متوقعا أن ينجح ‏مرة أخرى في التلاعب بعقول الناس والوصول إلى أهدافه بدعم دولي. 

كانت جماعة ليبيا عقدت مؤتمرها العاشر والحادي عشر، وبعد جولات من الحوار والبحث انتظم فيها أعضاء ‏الجماعة في ورش عمل متعددة، وفق بيان عبر صفحتها في "فيس بوك"، أكدت أنها ستلتزم بالقانون من ‏خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام. ‏

بهذا البيان، سارت إخوان ليبيا على درب إخوان تونس في الانفصال عن التنظيم الدولي للجماعة، على أن ‏يكون عملها داخل البلاد فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد، وأصبحت لا تتبع أي جهة خارج ‏ليبيا، ولا تتبع الإخوان المسلمين عالميا، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط".‏

الجريدة الرسمية