البدايات مش شرط تكون صادقة

وقت دخول السيد المسيح لأورشليم، الناس كلها اتجمعت حواليه وهتفوا بمحبة له: "أوصنا يا ابن داؤد". وكانوا بيرموا له القمصان تحت الجحش وقطعوا فروع من النخيل ومسكوها في ايديهم وهما بيهتفوا له وبيرحبوا بيه وسطهم. يمكن المشهد يكون مليان محبة وبهجة وفرحة كبيرة.. لكن الحقيقة!.. أن نفس الناس دي هتفت بعدها بكام يوم.. "اصلبوه".. وكانوا موافقين أن دمه يكون عليهم وعلى ولادهم.. بس يصلبوه!

المحبة جايز بتتبدل.. الأيام يمكن بتغير.. الدنيا بتبقى كل يوم بحال.. لكن اللي بيفضل ثابت على موقفه ومحبته لينا رغم العيوب ورغم أي حاجة هو "ربنا". ربنا اللي من حبه للإنسان خلقه.. ومن حبه في الإنسان قرر يفتديه بإبنه الوحيد علشان ميهلكش كل اللي بيحبوه ومتمسكين بيه.

الصبر
مش شرط البداية تكون أشبه بتكملة الحدوتة، ومش شرط علشان حد بيحبك دلوقتي أنه يفضل يحبك باستمرار. القلوب ملهاش مَلكة.. وكل يوم بقرار.. وكل يوم الدنيا بحال، فحتى لو النهارده أنت متضايق، جايز بكرا تكون كويس وبخير واللي بتفكر فيه منتهي.. ولو أنت النهارده بخير، فحاول دايماً تكون بتطور من نفسك وتكون بتشتغل على نفسك علشان تفضل بسعادتك وفي الحالة الحلوة اللي أنت عليها.

كل ما تحس أن الدنيا مش ماشية زي ما انت بتتمنى، أرفع له عينك وإيدك، أطلب منه أنه يتصرف، وسيب الأمر في ايديه يمشيه هو زي ما يحب. وكل ما تحس أن القلوب بتتغير من حواليك متتهزش.. اصبر.. واعرف حاجة مهمة جداً.. أن لو الدنيا فضيت من الناس حواليك أعرف أن ربنا عايز يفضيها من حواليك علشان يهتم بيك هو.. يشيل عنك هو.. يتصرف ويدبرها بخيره وبحكمته.. افتكر دايماً إنك غالي عليه.. وأنه مش هيسمح تكون لوحدك أو يسيبك وميتصرفش!