رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يكون رمضان شهر عمل وعبادة؟.. أزهري يجيب

الدكتور محمد شامة
الدكتور محمد شامة
يتكاسل البعض في رمضان عن العمل، زعما بأنه يعتبر شهر عبادة فقط تؤدى فيه الفرائض صيام النهار وقيام الليل بأكمله في الذكر والدعاء، إلا ساعات قليلة للنوم، فما موقف الدين من هذه الفئة وكيف يكون رمضان شهر عمل وعبادة؟


يجيب الدكتور محمد شامة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر:

هناك فريق من الناس من يقضي الليل قائما مصليا متبتلا يؤدي الفروض ويقضي نهاره صائما مسبحا يتلو القرآن الكريم ، فلسانه لا يفتر عن ذكر الله ليلا ونهارا ولا يشغله عن ذكر الله اى عرض من أعراض الدنيا فهو يقوم الليل ويصوم النهار.


شهر رمضان 



هؤلاء الناس يعتقدون انهم بهذا قد أدوا واجبهم نحو الله على اتم وجه ونفذوا ما أمرهم به دون تقصير ويعتبرون انفسهم انهم هم المسلمون الملتزمون بأوامر الله 

ونسي هؤلاء ما روى ان الصحابة ذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصوم النهار ويقوم الليل معتقدين انه افضل مسلم يؤدى ما عليه من واجبات إزاء ربه، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يطعمه ؟ فقالوا له: أخوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخوه خير منه".

كما جاء فى سنن الدارمى عن الحسن قال : سئل رسول الله عن رجلين كانا فى بنى إسرائيل، أحدهما كان عالما يصلى المكتوبة ، ثم يجلس فيعلم الناس الخير، والآخر يصوم النهار ويقوم الليل ..أيهما أفضل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل هذا العالم الذي يصلي المكتوبة ، ثم يجلس فيعلم الناس الخير على العابد الذى يصوم النهار ويقوم الليل كفضلي على أدناكم رجلا .


فضل شهر رمضان 

وجاء فى سنن البيهقى الكبرى عن صفوان ابن سليم قال: قال رسول الله "الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله، وكالذى يصوم النهار ويقوم الليل.

وهذا يدل على أن العبادة لا تقتصر على أداء الفروض الدينية بل تشمل ايضا العمل الدنيوى والانتاج فى جميع مجالات الحياة ، لأننا لو تصورنا جدلا أن جميع المسلمين التزموا المساجد مصلين مسبحين ذاكرين فمن يطعمهم ؟ ومن يقوم بشئونهم الدنيوية التى تساعدهم على العبادة ؟ أيستغنون عما يعينهم على الحياة ويعيشون بدون طعام ولا شراب أم يمدون ايديهم الى غير المسلمين يستجدون منهم ما يساعدهم على أداء فريضتهم الدينية.


إن اعتقاد هذا الفريق بأنهم خير المسلمين لأنهم يصومون النهار ويقومون الليل اعتقاد خاطئ واعتقادهم بأن هذا الأسلوب يرضى الله ورسوله عنه ليس صحيحا وتظاهرهم بان هذا يتفق وتعاليم الإسلام بعيد كل البعد عن الدين وأوامره، فهو تصرف يخالف ما تهدف إليه العبادات فى الشريعة الإسلامية.

إن قدوم رمضان المبارك يذكر المسلمين بأهم حدث فى تاريخ عقيدتهم إلا وهو نزول القرآن الكريم فيه لقوله تعالى (شهر رمضان الذى انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون). 


هدى للناس لأنه فصل بين الهدى والضلال وبين الحق والباطل، فرمضان شهر القرآن كتاب هداية البشر جمعاء، من تمسك به صلح حاله فى الدنيا وأجزل له العطاء فى الآخرة فحفظه من شرور الحياة ووقاه فى الآخرة عذاب النار.
الجريدة الرسمية