رئيس التحرير
عصام كامل

بعد قرار منع التجمعات بسبب كورونا.. مشايخ الصوفية يكشفون مصير الحضرات الرمضانية

الحضرة الصوفية
الحضرة الصوفية
الحضرات الرمضانية أحد الطقوس الأساسية للطرق الصوفية خلال شهر رمضان الكريم، إلا أن قرارات وزارة الأوقاف لتفادي انتشار العدوى بفيروس كورونا، بمنع التجمعات، وحظر إقامة موائد الرحمن، واستجابة المشيخة العامة للطرق الصوفية، اضطر الطرق إلى التنبيه على المريدين بمنع الحضرات والبعض الآخر سيقيمها رمزية والبعض الثالث ترك للخلفاء بالمحافظات حرية التصرف. 


يقول الشيخ علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية: إن الحضرة الصوفية هي تجمع بشري، يتراص فيه المريدون في دوائر أو خطوط طولية، بحسب أسلوب كل طريقة، ويرددون جميعهم في صوت واحد أناشيد أو أذكارا أو أدعية.


حضرات رمزية
وأكد ماضي أن تحديد مواعيد لفتح وإغلاق المساجد بسبب فيروس كورونا، وإلغاء تحضيرات ما قبل رمضان، جعلنا نقيم الحضرات الأسبوعية بصورة رمزية، بحيث لا تتجاوز الحضرة ما بين 10 إلى 15 فردا، مشيرًا إلى أنه مضطر للالتزام بكل إجراءات الأمان لحماية أبناء طريقته من الفيروس المنتشر.


الإجراءات الاحترازية
وتابع أن أبناء الصوفية يأخذون بالأسباب، ويدركون خطورة أي تجمعات، وبالتالي نسعى إلى إرشاد أبناء الطريقة فى كل المحافظات بالالتزام بالإجراءات الاحترازية عند الذهاب للمساجد من ارتداء الكمامات والبعد عن التزاحم فضلا عن عقد مجالس العلم بعد العشاء بعدد لا يزيد عن 5 أفراد. 


كثرة الدعاء
وأوضح أبو العزائم أنه شدد على أبناء طريقته بكثرة الدعاء والذكر خلال أيام رمضان ليكشف الله الغمة، مشيرًا إلى أنه أوصى كل "عزمي" بعدم مغادرة منزله، وإقامة الحضرات لأفراد أسرته.

خلفاء المحافظات
وأضاف الشيخ أحمد حسن، شيخ الطريقة القادرية القاسمية، أن الطريقة تركت الحرية كاملة للخلفاء بالمحافظات فى إقامة الحضرات الرمضانية من عدمه، وحسب ظروفهم ومواعيدهم مع الوضع فى الاعتبار أن الهدف الأول هو حماية المريدين صحيا من وباء فيروس كورونا.


وأكد أن مشيخة الطريقة طالبت كافة مريدها بتنفيذ الإجراءات الاحترازية من خلال ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات والابتعاد عن الاماكن المزدحمة وحمل السجادة الخاصة بة للصلاة. 

الحضرة الصوفية
وأوضح أن الحضرة ليس بها سوى ذكر الله والتسبيح بحمده والصلاة على الرسول الكريم والدعاء لله، وهى أحد الطقوس الهامة لدى الطرق الصوفية منذ نشأتها، وبداية الحضرة كانت مع الظهور الحقيقى لحلقات الذكر ومجالس الإنشاد الصوفى، وكان ذلك فى عصر السلطان صلاح الدين الأيوبى الذى يعزى إليه إقامة أول خانقاه (زاوية)، وكانت تعرف بدويرة الصوفية بالقاهرة يقصدها الصوفية الوافدون إلى مصر، وأجرى عليها أوقافا سنة 569هـ/1173م، وهى تعد أول خانقاه أسست بمصر ولُقّب شيخ هذه الزاوية بشيخ الشيوخ، وقد انتشر فى الآن نفسه بمختلف أقطار العالم العربى الاسلامي، ولا سيما ببلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا، أمر الزوايا والطرق الصوفية والرباطات التى تأوى الزهاد والعباد وكل من آثر الحياة الروحية والتأمل.

مجالس العلم "أون لاين"
واكد الشيخ عبد اللطيف الجوهرى، شيخ الطريقة الجوهرية الأحمدية، أن الطريقة من خلال التزامها بقرار المشيخة العامة للطرق الصوفية بمنع الموائد أو الحضرات الرمضانية ستقيم مجالس علم عبر وسائل التواصل الاجتماعى لقراءة القرآن لتحفيظ أطفال الطريقة من سن 10 سنوات القرآن الكريم.

وأكد أن الطريقة لن تقيم الحضرات هذا العام وإنما ستدعو مريدى الطريقة الى الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية عند الذهاب للمساجد من ارتداء الكمامات والتباعد واستخدام المطهرات.

والحضرة هى اسم يطلق على نوع من الذكر الجماعى تقوم به الطوائف الصوفية، وهى عبارة عن ترديد أوراد وأذكار وصلوات على النبى وآل بيته، وطلب للمدد منهم، كل على طريقته يرددها أتباع الصوفية فى حلقات دائرية، يقف بوسطها المداح وتعقد بمساجد الصوفية، ليلتى  الإثنين والخميس، من كل أسبوع.

وأوضح أن الطريقة الجوهرية تسعى للحفاظ على ابنائها من التعرض للاصابة بفيروس كورونا من خلال الالتزام بقرار المشيخة العامة للطرق الصوفية وقرارات الدولة بفتح واغلاق المساجد.

المجلس الأعلى للطرق الصوفية

يذكر أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، برئاسة الدكتور عبدالهادي القصبي، قرر إلغاء كافة فعاليات الطرق الصوفية خلال شهر رمضان بسبب الإجراءات الاحترازية التي أقرها مجلس الوزراء للوقاية من كورونا.

وأكد مشايخ المجلس الأعلى للطرق الصوفية أن القرار جاء متسقا مع مخاوف انتشار كورونا وقرار وزارة الأوقاف بوضع ضوابط للمساجد المصرية، ومن ضمنها مساجد الصوفية التي تتواجد بها أضرحة ومقامات آل البيت وأهمها التباعد الاجتماعي وعدم فتح أبواب الأضرحة وتعليق حلقات الذكر (الحضرات الصوفية) وأنشطة الوعظ الصوفي لشهر رمضان.
الجريدة الرسمية