رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مواكب الرؤية لاستطلاع هلال رمضان خلال 150 عاما

استطلاع هلال رمضان
استطلاع هلال رمضان
ساعات ونبدأ شهر مبارك وفضيل هو شهر رمضان المعظم أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركات.
 
هلال شهر رمضان

ورمضان في مصر عادة، وفى مدينة القاهرة بصفة خاصة له طعم ومزاج خاص.. ولم يتغير كثيرا في طقوسه وعادات الاحتفال به عما كان عليه منذ مايقرب من 150 عاما.

ولفتت طقوس رمضان وعاداته التي تختص بها مصر نظرالكثير من المؤرخين والرحالة الأجانب الذين أقاموا في البلاد مع أوائل القرن التاسع عشر وقد سجلوا انطباعاتهم في كتب ودراسات عديدة صدرت .



وفي دراسة أعدها المؤرخ إبراهيم العناني من خلال رصد مظاهر التقاليد والمعتقدات الشعبية المتوارثة من بينها مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وخاصة مواكب الرؤية لاستطلاع الهلال فيقول :
عرفت مصر مواكب رؤية هلال رمضان مع خروج اول قاض وهو عبد الله بن لهيعة لاستطلاع هلال الشهر الكريم فى بر مصر المحروسة عام 155هـ وأعدت له دكة لذلك على سفح جبل المقطم .
 


حتى جاء العصر الفاطمي فبنى بدر الجمالي مسجدا على سفح المقطم واتخذ مئذنته مرصدا لاستطلاع الهلال ،كما سن الفاطميون ايضا مايعرف بموكب رؤية هلال رمضان ، وهى العادة التى استمرت الى العصر المملوكى فكان القاضى يخرج ومعه القضاة اربعة كشهود ومعهم  الشموع والفوانيس ويشاركهم المحتسب وكبار تجار العاصمة رؤساء الطوائف والحرف ، وفى هذا العصر تم نقل مكان الرؤية الى منارة مدرسة المنصور قلاوون ـ المدرسةالمنصورية فى بين القصرين ، فإذا تأكدوا من رؤيتها اضيئت الانوار على الدكاكين ومآذن المساجد ويعود قاضى القضاة الى داره وسط حملة المشاعل ثم تتفرق الطوائف معلنة الصيام .

وفى العهد العثمانى كان ارباب الحرف والدراويش يخرجون مع قاضى القضاة واعالى القوم الى سفح المقطم لرؤية الهلال حتى انه اذا ظهر الهلال تقاد المشاعل والقناديل اعلانا واحتفالا لرؤيته .واستمر العهد على هذا الحال فى عهود تولى محمد على الحكم وابناؤه من بعده .

ففى الليلة التى يبدأ صبيحتها الصيام تسمى ليلة الرؤيا فيرسل عددا من الاشخاص النقاة الى مسافة عدة اميال فى الصحراء حيث يصفو الجو لكى يروا هلال شهر رمضان ، بينما يبدأ من القلعة موكب الرؤية الذى يضم المحتسب وشيوخ التجار وارباب الحرف والطحانين والخبازين والجزارين وتجار الخضر والفاكهة تحيط بهم فرق الانشاد ودراويش الصوفية  حيث يتقدم الموكب فرق من الجنود ويمضى الموكب حتى ساحة بيت القاضى ويمكثون فى انتظار من ذهبوا لاستطلاع هلال رمضان .

وعندما يصل نبأ ثبوت رؤية الهلال يتبادل الجميع التهانى ثم يمضى المحتسب وجماعته الى القلعة بينما يتفرق الجنود الى فرق ومجموعات تحيط بهم المشاعلية والدراويش يطوفون بأحياء المدينة وهم يصيحون (يا أمة خير الانام صيام ..صيام ) .

أما اذا لم تثبت الرؤية فيكون النداء ( غدا متمم لشهر شعبان ..إفطار ..إفطار ) .
/3356237

وفى زمن الحملة الفرنسية كان قاضى القضاة يخرج من بيت القاضى مع القضاة والمشايخ لرؤية الهلال يحيط بهم جموع الشعب وعدد من الجنود الفرنسيين ، وبمجرد ثبوت الرؤية تطلق المدافع والالعاب النارية من القلعة والازبكية حتى يعلم الجميع بحلول الشهر الكريم ويبدأ النداء بالمنادى ، وقد أمر نابليون تقربا من المسلمين منع غير المسلمين من الطعام فى نهار رمضان واغلقت المطاعم لذلك ، 
كما أقام بطارية مدفع بالاسكندرية فوق كوم الناضورة تحدث صوتا ايذانا بموعد الافطار واطلق عليه (كرة الزوال ) .

ثم عاد استطلاع الرؤية الى المقطم واستمر بها حتى نقل الخديو عباس حلمى الثانى مكان اثبات الرؤية الى المحكمة الشرعية بباب الخلق .وبعد ثباتها يمر موكب الرؤية امام قصر البكرى حيث يوجد نقيب الاشراف وكبار الامراء فتعلو صيحات التهليل والتهانى بين الناس .

ومع انشاء دار الافتاء المصرية اواخر القرن التاسع عشر اسندت اليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به وتقوم الهيئة من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بالدولة ومرصد حلوان وتعلن الدار نتيجة الاستطلاع فى احتفال يضمالامام الاكبر والمفتون السابقون ووزيرالاوقاف وسفراء الدول الاسلامية ورجال القضاء ويكون الجميع فى ضيافة مفتي الديار المصرية وذلك بقاعة المؤتمرات الكبرى للازهر الشريف بمدينة نصر .
Advertisements
الجريدة الرسمية