رئيس التحرير
عصام كامل

قصة حياة حتشبسوت.. سيدة بدينة ثارت على التقاليد وتولت الحكم.. ابنة تحتمس الأول وزوجة تحتمس الثاني.. وأصيبت بالسكر والسرطان

الملكة حتشبسوت
الملكة حتشبسوت
تصدرت الملكة حتشبسوت موقع جوجل بالتزامن مع استعدادات وزارة الآثار لإقامة حفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة.


الأصول العائلية
وتعد الملكة حتشبسوت وهي ابنة الملك تحتمس الأول، واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ مصر القديمة، تزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، فأصبحت حتشبسوت الوصية على عرش مصر والحاكم الفعلي للبلاد، وحكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث الذي كان صغيراً عندما اعتلى العرش. 

تحدي التقاليد
منعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكة على البلاد، حيث كان دور الملك مقصوراً على الرجال فقط، ومع ذلك لا يمكن للملك أن يحكم بدون زوجة تقف إلى جانبه، حيث تتولى دور الملكة العظيمة، كتأكيد على رمزية التوازن في الكون، وادعت حتشبسوت أنه باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، أنها ذات دم ملكي نقي، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكاً بالرغم من كونها امرأة.

مشروعات البناء
عرفت حتشبسوت أنها صاحبة إنجاز كبير في مشروعات البناء، كما أعادت حركة التجارة أطلقتها نحو بلاد بونت- تقع بين إثيوبيا الحديثة والسودان حالياً- وذلك لاستيراد العاج والراتنجات وخشب الأبنوس والتوابل وغيرها من السلع القيمة.

دشنت حتشبسوت مشروعات بناء فاقت ما تم في عهد سابقيها بكثير فقد اتسعت قائمة مواقع ابنيتها في مصر العليا لتشمل كوم أمبو ونخن وارمنت واليفانتين وتركت أيضا بقايا لآثار عديدة في النوبة.

وشيدت حتشبسوت مدينة "بوهن" معبدا عمدانيا نقل بالكامل لمتحف الخرطوم وهو طراز شاع في منتصف الأسرة الثامنة عشر صورت مناظر جدرانه في الأصل كلا من حتشبسوت وتحتمس الثالث.

واهتمت حتشبسوت بمدينة منف على وجه الخصوص فعثر لها على كسرة إناء مرمري في منطقة معبد "بتاح" هناك، وتركت أيضا لها علامة بارزة في سجلها المعماري هو الصرح الثامن الذي أقامته من الحجر الرملي ليكون بوابة جنوبية جديدة لحرم المعبد فكان اول صرح يبنى من الحجر على طريق المواكب الشمال _ جنوبي وهو الذي يربط وسط الكرنك بحرم معبد موت.

كما أقامت حتشبسوت في موضع اخر من وسط معبد الكرنك قصرا لأنشطتها الشعائرية وشيدت سلسلة من الحجرات حول مقصورة المركب المقدس حيث صورت تطهيرها وقبولها من الآلهة.

كما يظل معبد الدير البحري ابقى عمائر حتشبسوت وقد شيد بالحجر الجيري وصمم على هيئة مسطحات متدرجة تتصدر الحائط الجبلي وأطلق عليه اسم "قدس الاقداس" فهو اكمل تعبير مادي لحتشبسوت على عهدها.

العثور علي المومياء
ولم يتم العثور على مومياء الملكة حتشبسوت عام 1903 في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر، بل عثر عليها في مقبرة (KV 60)، بوادي الملوك بالأقصر، كانت اللفائف مفككة نوعًا ما عند الكشف على المومياء، كما كانت ذراعاها متقاطعتين على الصدر، وهو الوضع الخاص بالملكات

وذكر إيان شو عالم المصريات في كتابه" تاريخ مصر القديمة "أن عددا من الباحثين رأوا أن الملكة حتشبسوت قد رأت في نفسها وريثا لأبيها تحتمس الأول حتى قبل وفاته، ما يعني ضمنا أن تاريخ حكم تحتمس الثالث ينطبق على عهدها بقدر ما ينطبق على عهد الملك الطفل، وقد وصفت حتشبسوت بأنها ابنة الملك وزوجة الإله وسيدة الأرضين وسيدة مصر العليا والسفلى.

إصابتها بالسكر والسرطان
وعن قصة اكتشافه مومياء الملكة حتشبسوت، قال عالم الآثار زاهي حواس: "هذه الملكة حكمت مصر 22 سنة، ولم تكن مومياؤها موجودة وأنا من قمت باكتشافها، ودائما مومياء الملكة تضع يدها على قلبها، وقمت مع الفريق المختص بتجميع كل المومياوات وقتذاك وأجرينا عليها أشعة مقطعية، ووجدنا داخل صندوق بين آثار الملكة حتشبسوت كبدها وجزء من معدتها وسنه، وعندما طابقنا ذلك طبيا وجدنا المومياء للملكة حتشبسوت".

وتابع زاهي حواس: "حتشبسوت كانت ملكة بدينة.. وأسنانها كانت واقعة.. وماتت عندها 55 سنة.. وكان عندها مرض السكر.. وماتت من السرطان.. وكل هذا عرفناه من الأشعة المقطعية.. وكل ما يخص تدمير آثار الملكة حتشبسوت حدث في نهاية عصر تحتمس الثالث وبداية عهد ابنه أمنحتب الثاني".
الجريدة الرسمية