رئيس التحرير
عصام كامل

45 عاما على ذكرى رحيل مهندس الصحافة "علي أمين"

الكاتب الصحفى على
الكاتب الصحفى على أمين
 "إن الله أعطانى الكثير، أعطانى أكثر مما تمنيت ، ماذا استطيع أن أفعل لله لأعبر عن شكرى وامتنانى، اننى لا أستطيع أن ارى ساقطا على الارض دون ان أقدم يدى لأساعده على الوقوف ، وأحيانا أوقفه ليطعننى فى ظهرى ، لكن الايام علمتنى ان زراعة الخير اكبر من زراعة الذهب ولذلك على ان ازرع الخير حتى بعد ان اموت" .. هذه هى كلمات الكاتب الصحفى الراحل على أمين الذى لقب بمهندس الصحافة المصرية نظرا لدراسته لتقنية الصحافة واهتمامه بكل ما يتعلق بفنونها ، بينما اهتم توأمه الكاتب مصطفى أمين بالتحرير والكتابة الصحفية .


جاء الى الدنيا قبل توأمه مصطفى أمين بخمس دقائق وسبقه فى الرحيل بواحد وعشرين عاما واليوم تمر الذكرى 45 على رحيله حيث رحل فى 28 مارس 1976 .

درس على أمين الهندسة بجامعة شيفيلد البريطانية ، وفى مقال له عام 1962 كتب يقول : قرأت بالانجليزية عددا من الكتب عن الصحافة الحديثة واكتشفت انها تعتمد فى المستقبل على الهندسة والالات الدقيقة ، وقررت أن أدرس الهندسة لأساهم فى تطوير الصحافة ، ذلك لأن عائلتى رفضت أن ادرس الصحافة فقررت ان احصل على بكالوريوس الهندسة واسلمه لأسرتى ثم أعمل بالصحافة .

وانا طالب فى الجامعة عملت مراسلا لروز اليوسف من لندن وكانت تنشر باسم مجهول ، وكانت أول خبطة صحفية نصوص معاهدة 1936 التى عرضها المندوب السامى فى انجلترا ، ويومها ارسل رئيس الوزراء المصرى يستفسر عن اسم الصحفى المجهول الذى توصل الى نصوص المعاهدة وكانت تنشر بتوقيع "السندباد البحرى " وشقيقى مصطفى امين ينشر بتوقيع "مصمص" حتى لا يعلم عائلتنا بعملنا بالصحافة .

لعب على امين دورا فى السياسة التحريرية لدار أخبار اليوم ليكون اول من ادخل الاعلانات التجارية فى الصحافة وذلك فى مجلة آخر ساعة ، كما أدخل القصة الانسانية للصحافة واعطى لها موقع الصدارة فى الصفحة الاولى ، وكانت اول قصة كتبها هى قصة ليلى عباس المريضة بالسرطان التى قال الاطباء انها ستموت بعد شهور فساند قضيتها وتفاعل معها القراء وطلب احدهم الزواج منها وتكفلت اخبار اليوم بمصاريف الزواج وغنى لها عبد الوهاب ، وبعد وفاتها بكى عليها .

وكما كتب أحد أبنائه المخلصين الكاتب أحمد رجب ان على امين هو اول صحفى عربى ينقل باب البخت من الصحافة الاجنبية الى العربية وكانت وجهة نظره ان القارئ يجب ان يتفاءل كل صباح وان يتوجه الى عمله وابتسامة على شفتيه .


كتب على أمين آخر مقال له قبل الرحيل بأيام قليلة ففى 23 مارس 1976 وهو على سرير المرض بمستشفى العجوزة يقول :بينى وبين المرض حربا شعواء ، فلا أنا استسلم أو أرفع الراية البيضاء ، ولا هو يتركنى أعمل كما أريد أن أعمل وأعيش كما أريد أن أعيش .فمعاركنا معا لا تنتهى مرة أغلبه وأقاومه وأتحداه ومرات يغلبنى وأحنى رأسى أمام طغيانه وجبروته وفسوته .

الجريدة الرسمية