رئيس التحرير
عصام كامل

الذبح الحلال.. أزمة تثير غضب المسلمين في فرنسا قبيل رمضان

الذبح الحلال
الذبح الحلال
أثار قرار السلطات الفرنسية حظر ذبح الدواجن وفق الأصول الشرعية الإسلامية والمعروف باسم "الذبح الحلال" الكثير من الجدل في فرنسا خلال الأيام الماضية.


وأعلنت 3 مساجد كبرى في فرنسا عن رفضها حظر ذبح الدواجن وفق الأصول الشرعية الإسلامية، حيث ذكر البيان الصادر عن مساجد باريس، وليون، وإيفري، أن إدارييها اجتمعوا لمناقشة تعميم وزارة الزراعة والأغذية الفرنسية في 23 نوفمبر الماضي حول طرق ذبح الدواجن.

 
رسالة سيئة


وقال البيان: إن التعميم الوزاري يتعلق بالضوابط الرسمية "لحماية الحيوانات أثناء ذبحها في المسالخ"، مؤكدا أن ذلك لا يهيئ الظروف الملائمة للذبح وفق الأصول الإسلامية.

وتابع: "إنها رسالة سيئة للمجتمع المسلم قبل رمضان، حيث إنه سيتم حظر الذبح الحلال للدواجن اعتبارا من يوليو 2021".

وشدد البيان على أن هذه الإجراءات تشكل عقبة خطيرة أمام الممارسة الحرة للشعائر الدينية، وأن القائمين على إدارة المساجد يؤكدون أنهم سيلجؤون إلى كافة الإجراءات القانونية لاستعادة هذا الحق الأساسي.




صعق الدواجن


وجاء البيان بعدما نشرت وزارة الزراعة والأغذية الفرنسية في نوفمبر 2020 تعليمات فنية تتعلق بحماية الحيوانات خلال عملية الذبح، وألزمت المسالخ بصعق الدواجن قبل ذبحها، وهو ما يتعارض مع طريقة الذبح الشعائرية الإسلامية واليهودية.

ويأتي قلق المساجد الكبرى بعد أن أقر القضاء الإداري الفرنسي في 17 فبراير الماضي قرار الوزارة.

تراخيص ذبح الأضاحي


وتتمتع المساجد الثلاثة الكبرى في فرنسا بموافقة وزارية تخولهم إصدار تراخيص لممارسة طقوس ذبح الأضاحي، وضمان التصديق الحلال للحوم والمنتجات المعدة للاستخدام. والاستهلاك لدى الجالية المسلمة.

وشدد بيان العمداء المشترك على أن هذه الإجراءات تشكل عقبة خطيرة أمام الممارسة الحرة للشعائر الدينية، وأن القائمين على إدارة المساجد يؤكدون أنهم سيلجؤون إلى كافة الإجراءات القانونية لاستعادة هذا الحق الأساسي.

شهر رمضان


ولفت البيان المشترك بحسب "سكاي نيوز"  إلى  قرار الوزارة الفرنسية يعتبر رسالة سيئة إلى الجالية المسلمة عشية شهر رمضان، وقد سبق لمسؤولي المساجد الكبرى أن أعربوا بالفعل عن مخاوفهم لوزارة الداخلية ووزارة الزراعة ، ولكن دون تحقيق نتيجة مرضية ، مما يجعل من الممكن ضمان الامتثال لمبادئ الذبح الحلال. كما يمارس حتى الآن."

الطائفة اليهودية


وبحسب " سكاي نيوز" أن المساجد الثلاثة أعلنت تواصلها مع زعماء دينيين آخرين، لا سيما مسؤولي الطائفة اليهودية في فرنسا، لمناقشة هذه القضية الخطيرة معهم، على حد قولهم، خاصة أنه يتمتع المسلمون واليهود في فرنسا بأحقية الذبح الشعائري "الحلال" بالنسبة للمسلمين و"الكاشير" بالنسبة لليهود.

صعق الحيوانات


وينص قانون الصيد الريفي والبحري الفرنسي في مادته 214 على أن صعق الحيوانات إلزامي قبل الذبح، باستثناء إذا كان هذا الصعق غير متوافق مع ممارسة الذبح الشعائري الديني".

واحتدم الجدل حول الذبح  الحلال في فرنسا، بعد حملة واسعة أطلقها "تحالف ضد الكوريدا" الذي يضم جمعيات ومنظمات تدافع عن حقوق الحيوانات وتطالب بوقف عمليات الذبح الشعائري تماماً في المسالخ الفرنسية.

ويوجد في فرنسا 150 ترخيصاً من وزارة الزراعة والأغذية يسمح بممارسة الذبح الحلال الذي يقوم على الذبح الكامل للحيوانات وهي في حالة واعية.

حرية الدين والمعتقدات


من ناحية أخرى، تشير  المادة 18 من اللائحة الأوروبية بشأن حماية الحيوانات وقت ذبحها إلى أن الأمر يتعلق باحترام "حرية الدين وحق الفرد في إظهار دينه أو معتقداته من خلال العبادة والتعليم والممارسات وأداء الشعائر، على النحو المنصوص عليه في المادة 10 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي ". وهكذا تسمح المادة 4 من هذا النظام بعدم الصعق في حالة الذبح، بشرط أن يتم في المسلخ.
الجريدة الرسمية